ايساطير صنعوا التاريخ الهلال( حلقات توثيقية)

أساطير صنعوا تاريخ الهلال
الخرطوم: حبيب البلد
اعداد المؤرخ: المعتصم اوشى
الأمجاد لا تاتى صدفه.. العظماء هم الذين يصنعون المجد لأمتهم ويحققون النصر والتميز لأوطانهم فى شتى المجالات فيصبحون أساطير خالدة فى سفر التاريخ تكتب اسمائهم بمداد من ذهب وحروف من نور وتتناقل سيرتهم الأجيال جيلاً بعد جيل بكل الزهو والفخر والوفاء. وفى تاريخ الهلال الحافل بالأمجاد رجال عظماء صنعوا امجاده وصاغوا تاريخه بالدم والعرق والدموع فخلدت اسمائهم وصاروا أساطير صنعوا تاريخ الهلال ومجده التليد وسنتناول سيرتهم العطرة وما قدموه للهلال وللوطن من إنجازات وأمجاد ظلت خالدة على مر السنوات وتعاقب الحقب والأجيال.
1/ عوض الدرديري نجم الهلال الفذ ولاعب الترسانة الماهر
قاد الهلال الى انتصارات باهره فى رحلة الفريق الى مصر 1947 واريتريا في العام 1951
ظل يرفع علم الهلال وشعاره في شقته يمصر على مدى أربعين عاماً

البطاقــة الشخصيـــة
- عوض الدرديري من مواليد أمدرمان 1920 م
- دبلوم المدارس الصناعية في مجال الحرف اليدوية في الزخرفة والبرادة والحدادة .
- لعب لفريق الهلال عام 1944 م واستمر حتى عام 1954 م حيث سافر الى القاهرة ولعب لفريق الترسانة في اكتوبر 1956 م حتى اعتزاله الكرة .
- تزوج من قريبته من جهة الأم السيده نور محمد سالم .
- له من الأولاد عبد الله والفيصل وممدوح ومن البنات منى ومنال .
- أشقاؤه علي الدرديري وهو والد عصام المعلق الرياضي ، وشقيقاته حنينة وسليمة بالقاهرة .
- إستقر في مصر بشبرا بحي روضة الفرج وقضى بالقاهرة نحو أربعين عاما حتى توفاه الله في الثامن والعشرين من فبراير 1994 م ودفن بمنطقة المرج ( عين شمس ) بجمهورية مصر العربية .
مسيرتـــــــه الرياضـــــــــية :
- ولد عوض الدرديري بأمدرمان في العام 1920 م ونشأ وترعرع وسط أقرانه وكان يحب الرياضة منذ صغره وتعلق بكرة القدم حيث ظلت قدماه الصغيرتانتداعبان كرة الشراب في طفولته ، درس بمدارس أمدرمان الصناعية وكان يحب الزخرفة والنقاشة كما كان يمتاز بإتقان الخط العربي ، وظل عوض الدرديري يواظب في أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات على تمارين فريق الهلال وكان معجباً بلاعبيه الأفذاذ الرعيل الأول ونجومه الاشاوس وكان يتابع الفريق متنقلاً بدراجته ما بين المنزل والملعب والنادي .
إلتحق عوض الدرديري بالري المصري وظل يلعب كرة القدم بفريق الري وبرز نجمه في خط الدفاع حيث كان يلعب باك شمال لإجادته إستخدام قدمه اليسرى ورغم لعبه في الدفاع إلا أنه كان يتقدم نحو مرمى الخصوم ويحرز أهدافاً حاسمة ورائعة .
إنضم لفريق الهلال في منتصف الأربعينات وتحديداً في موسم 44 – 1945 م وبرز نجمه وتلألأ مع فريق الهلال والري المصري كما كان يلعب في منافسات المنتخبات التي كان يشرف عليها المستعمر البريطاني في أواخر الأربعينات 1948 م وكان لاعباً أساسياً بفريق منتخب المستر ماينرز ومن أعضاء المنتخب الذين زاملوه : وليم عيسى ، الصافي أحمد ، حامد الجزولي ، جمعه الله جابو ، النور بله ، عبد القادر مختار ، قسوم ، عبد الخير صالح ، ترنه وصالح رجب .
وسطع نجمه بفريق الهلال وخاض مع الهلال مباريات خالدة ضد المريخ خلال الفترة من 1946 – 1949 م أحرز عوض الدرديري ( 13 ) هدفاً لفريق الهلال في شباك المريخ .
رحلــــــة الهـــــــلال إلى مصــــــر 1947 م :
- في عام 1947 م سافر مع الهلال إلى مصر في أول رحلة يقوم بها فريق سوداني إلى خارج البلاد وكانت بعثة الهلال إلى القاهرة تتكون من الإداريين حمدنا الله أحمد ، وفتح الله بشار ، ومحجوب عوض الله ومكي عثمان أزرق واللاعبون وليم عيسى ويوسف عبد العزيز وحامد منزول وعبد الخير صالح وطلعت فريد وهاشم ضيف الله وفائز فهيم وعكاشة جفن والنور بله وقسوم وعوض أحمد و صالح رجب وعوض الدرديري .
ولعب الهلال مباريات خالدة في مصر سنعود لها بالتفصيل في سلسلة حلقاتنا عن رحلات الهلال الرياضية الخارجية عبر التاريخ ، ولفت عوض الدرديري وعبد الخير صالح الأنظار بأدائهما الرائع مما جعل فريق الترسانة المصري يضع عينه عليهما ، وبعد عودة فريق الهلال واصل الدرديري عطاءه مع الفريق وظل يقوده من نصر إلى آخر حتى جاءت رحلة الهلال إلى أريتريا .
رحلـــــة الهـــــلال إلى أريتريـــــا 1951 م :
- في مايو 1951 م سافر فريق الهلال بكامل نجومه إلى أريتريا في رحلة رياضية لأداء عدد من المباريات هناك وكان الهلال قد إلتقى بفريق حماسين الإثيوبي عام 1949 م وفاز عليه بهدفين دون رد ويعتبر فريق حماسين أول فريق أجنبي يزور السودان وكانت رحلة الهلال إلى أريتريا شاقة حيث سافرت بعثته بالقطار ثم العربات عبر مدني والقضارف وكسلا ثم أسمرا حيث وصلت البعثة صباح الاحد العشرين من مايو من العام 1951 م , وحلت بفندق ريالتو ، وكان الهلال قد سافر بكامل نجومه وعلى رأسهم محجوب وعوض أحمد وعبد الله فضل الله وعوض الدرديري والجنيد ومعتصم وعبده وصباحي وصديق منزول وحسن أبو العائلة ومكي إسماعيل ومحمد بله وعبد
الرحمن وحسين الشايقي ومكي السيد ، وعلى ملعب شيشرو لعب الهلال ثلالث مباريات بزيه المميز المخطط ( أزرق وأبيض ) وجاءت نتائجه كلآتي :
- الأحد 20 مايو 1951 م فاز الهلال على منتخب أريتريا بثلالثة أهداف مقابل هدفين ، أحرز للهلال محمد بله ( هدفين ) وحسين الشايقي .
الخميس 24 مايو 1951 م تعادل الهلال ومنتخب الطليان بأريتريا بدون أهداف .
- الأحد 27 مايو 1951 م تعادل الهلال ومنتخب الطليان في اللقاء الثاني بهدف لكل أحرز للهلال حسين الشايقي وفي تلك المباريات الثلاث كان عوض الدرديري نجماً لافتاً للأنظار بلعبه المميز وقوامه الرشيق وطوله الفارع .
هجرتــــه إلى مصـــــــــر :
- فى العام 1954 م إتصل فريق الترسانة بمجموعة من لاعبي الري المصري بالخرطوم للسفر إلى مصر واللعب مع فريق الترسانة الذي تدنت نتائجه في الدوري وأصبح مهدداً بالهبوط للدرجة الثانية ، وكان وقتها فريق الترسانة يضم مجموعة من أفذاذ لاعبي السودان على رأسهم آدم الجراح وعبد الخير صالح وعثمان كلول وحمدتو أحمد والنور بله ومحمد عبد الله ( تكتك ) وإنضم لهم عوض الدرديري وفاز فريق الترسانة في خمس مباريات متتالية وخسر واحة وتعادل في آخر لقاء ليحتل المركز الثالث في الدوري وكان إنضمام عوض الدرديري قد تم بإذن من إتحاد كرة القدم السوداني ونادي الهلال ، وطاب المقام لعوض الدرديري بمصر حيث برز اسمه ولمع نجمه وعلا صيته مع فريق الترسانة فآثر الإستقرار بمصر ،ووافق إتحاد كرة القدم السوداني في خطابه بالنمرة (.5.أ.1 ) بتاريخ 20 أكتوبر 1956 م بتوقيع السيد عبد الرحيم شداد سكرتير الإتحاد على إنتقال اللاعب عوض الدرديري إلى مصر ليلعب مع فريق الترسانة الذي كان شعاره أيضاً ( الأزرق والأبيض ) شعار فريق الهلال .
عوض الدرديري والأمير عبد الله الفيصل:
- كان عوض الدرديري على صلة مع الأمير عبد الله الفيصل وربطت بينهما أواصر الصداقة والأخوة وحين كتب الامير عبد الله الفيصل قصيدته الشهيرة ( ثورة الشك ) والتي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم أرسل الأمير عبد الله الفيصل خطاباً لعوض الدرديري بالقاهرة يسأله عن الأثر الذي تركته قصيدته الرائعة في وجدان الشعب المصري بعد أن غنتها أم كلثوم لذلك سمىٌٌ عوض الدرديري إبنه الأكبر( عبد الله الفيصل ) ذكرى لتلك الصداقة الحميمة .
   عوض الدرديري مدربــــــاً:
- بعد إعتزاله اللعب في مطلع الستينات من القرن الماضي إتجه عوض الدرديري لمجال التدريب حيث عمل مساعداً لمدير الكرة بنادي الترسانة ومساعداً للمدرب ( 1962 – 1985 ) وتخرج على يديه من النجوم الأفذاذ الشاذلي ومصطفى رياض والخليلي وجيل الثمانينات جمال حمزه ومحمد آدم الجراح ومحمد رمضان الذي لعب للأهلي المصري ، وخلال فترة تقلده منصب مساعد مدير الكرة بنادي الترسانة فاز فريق الترسانة بكاس مصر عام 1965 م وبدرع الدوري لموسم 66 – 1967 م وخلال فترتة تةليه منصب مدير الفريق الأول لكرة القدم فازت الترسانة بكأس مصر عام 1984 م .
علاقتـــــة بالسودان وحبـــــه للهــــــــــلال
- ظل عوض الدرديري يواظب على الحضور إلى السودان ولم ينقطع عنه طيلة أربعين عاماً أمضاها بالقاهرة ( 1954 – 1994 م) كما ظل يضع علم الهلال وشعاره بشقته ويفخر بذلك وكان دائماً يردد لقد تحولت من ( أزرق إلى أزرق ) بإعتبار أن شعاري الهلال والترسانة هما الأزرق والأبيض ، وبكى يوم فازت المحلة على الهلال برباعية بمصر عام 1974 م ولكنه كان أكثر الناس سعادة يوم أخذ الهلال بثأره وفاز برباعية بالخرطوم في لقاء الرد .
وفـــــــــــــــــــــاته:
- في الثامن والعشرين من فبراير 1995 م توفىٌ عوض الدرديري بالقاهرة عن 74 عام ( 1920 – 1994 ) ودفن بمنطقة المرج بعين شمس له الرحمة والمغفرة ، وإنا إليه راجعون

/اللواء ( م ) محمـد طلعــت فريـــد

كان رياضياً شاملاً ولاعباً مهاباً كما كان إدارياً ناجحاً ووزيراً من طراز فريد ترك بصمات واضحة وحقق إنجازات خالدة على خارطة الرياضة السودانية لاعباً .. وإدارياً ووزيراً منذ ثلاثنيات القرن الماضي ووحتى تاريخ وفاته والتي إختتمها السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بتكريمه قبل عامين من رحيله عام 1990 م فمنحه وسام الرياضة وأطلق إسمه على جميع شؤون الرياضة فأصبح مجمع اللواء طلعت فريد ...
بطاقتـة الشخصيـة:
اللواء ( م ) محمد طلعت فريد .
الميلاد : 1913 م .
تخرج في كلية غردون ( قسم العلوم ) في ديسمبر 1932 م .
تدرج في الرتب حتى رتبة لواء .
عضو المجلس الأعلى لقيادة القوات المسلحة 17 نوفمبر 1958 م .
وزيراً للإستعلامات والعمل والرياضة 1958 م – 1962 م .
وزيراً للتربية والتعليم 1963 م – 1964 م .
اهتم بالرياضة ولعب كرة القدم في الهلال والمريخ ، كما عشق الرياضة بضروبها المختلفة ولعب التنس ، الجمباز ، الملاكمة ... جلب المدربين من الدول الصديقة وأهتم بالرياضة وأعطاها كل وقته ومنح الهلال والمريخ والموردة قطع أراضي شاسعة لتشيد عليها أنديتها وإستاداتها ومنحها السلفيات للبناء ... إهتم بضروب الرياضة الأخرى ولعب كرة الجمباز ، التنس ، الملاكمة ، وظل يلعب التنس الأرضي حتى بلغ سن السبعين .. أخذ على عاتقه تطوير الحركة الرياضية فلقب ب(أبو الرياضة ) ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير الذي قام به من أجلها لاعباً وإدارياً ووزيراً ... يعتبر أول من لعب بحذاء رياضي ( كدارة ) في الميادين الرياضية في السودان ، تعلم كل أبنائه التنس وأصبحو أبطالاً ونجوماً مثلو السودان ، بناته سميرة ومديحة لعبتا التنس وكانتا نجمتان لامعتان في هذا المجال ، أبناؤه عادل ، سامي ( بطل الجمهورية 8 مرات ) خالد (بطل الجمهورية وبطل أفريقيا للناشئن 1982 م )وهناك ماجد في مجال السباحة .
إهتم بإنشاء المدارس في الأرياف إبان توليه منصب وزير التربية والتعليم 1963 – 1964م ، كلف برئاسة اللجنة الأولمبية السودانية 1975 – 1976م ، كرمه المؤتمر الرياضي العربي بالجزائر عام 1986م ، كرمته ثورة الإنقاذ ومنح وسام الرياضة وأطلق اسمه على مجمع شؤون الرياضة ليصبح مجمع اللواء( محمد طلعت فريد ) يوم الثلاثاء 30/11/1990م وتم تكريمه من قبل أندية الهلال والمريخ والموردة والإتحادات الرياضية واللجنة الألمبية السودانية وشركة حجار ومن الرياضيين والافراد ...
توفى إلى رحمة مولاه بالسلاح الطبي مساء الثلاثاء 23/6/1992م وشيع جثمانه في موكب مهيب صباح الأربعاء 24/6/1992م ودفن بمقابر فاروق بالخرطوم .
مسيرتـه الرياضيـة :
بدأ مسيرته الرياضية منذ طفولته حيث لعب في الحي مع أقرانه وبدأت موهبته الفذة تتفتح وهو في سن العاشرة أي في عام 1923م فهو من مواليد 1913م فوجد العناية والرعاية من أساتذته في المدرسة الأولية بأمدرمان ،خاصة من الأستاذ المصري أحمد حشمت المصري الذي كان يشجعه ويوجهه ولقد بدأ إنتشار كرة القدم في السودان إنطلاقاً من إهتمام كلية غردون بها والتي درس فيها محمد طلعت فريد وتخرج في ديسمبر 1932 م . وبرع محمد طلعت فريد في لعب كرة القدم وكان يمتاز بتكوين جسماني مثالي وكان مهاجماً فذاً مهاباً ولم تكن ألعابه مقصورة على فريق كلية غردون فقط بل كان يساهم في إدارة والعاب فريق عباس الرياضي ذلك الفريق العاتي وعندما إنقسم الفريق كان طلعت من أوائل الذين أنشأوا فريق فكتوريا الذي إندمج في المريخ وسمي بالأهلي ثم المريخ وبعد أن برز طلعت في فريق المريخ تحول إلى الهلال ثم عاد إالى المريخ لفترة وجيزة بعدها عاد إلى الهلال في عام 1935م وواصل مسيرته الظافرة مع فريق الهلال إلى أن تقاعد عن اللعب عام 1940م لظروف صحية ثم عاد مرة أخرى إلى الميادين حتى إعتزل في نهاية الأربعينات .
في عام 1930م سنحت له الفرصة للإنطلاق نحو العالمية حيث عرض عليه أن يسافر لإنجلترا ليلتحق بأحد فرقها لكنه رفض السفر واللعب هناك من أجل السودان ... إلتحق بالكلية الحربية في منتصف عام 1935م وكان وقتها يلعب للهلال ويشارك في مبارياته كلما وجد الفرصة متاحة .
بدايـة الكـرة الحديثة في السودان:
يعتبر طلعت فريد هو اللاعب القائد لفريق الهلال رائد الكرة الحديثة التي بدأت تزدهر منذ عام 1935م فأهتم طلعت فريد بإدخال التكتيك والتكنيك وإستخدم الباصات القصيرة وإستعمال الرأس في التهديف ولعب الباص الرأسي ، ويعتبر طلعت فريد هو أول من إستخدم ضربات ( على الطائر ) وتمويت الكرة بالفخذ والأمشاط وتثبيت الكرة بالصدر وهو أول من كافح مظهر ( الحفي ) أواللعب بدون حذاء حيث أدخل اللعب بالحذاء ( الكدارة ) عام 1935م بجانب الإهتمام بالزي الرياضي الموحد للفريق .. وفي عام 1936م أدخل طلعت فريد طريقة الظهير الثالث إلى ملاعب الكرة وكان يزامله فيها الظهيران حسن عوض الله وعبد الرحيم سرور .. وكانت أول مبارة لطريقة الظهير الثالث عام 1936م في مباراة الهلال ضد ( شركة النور ) وكانت خطة غريبة وجديدة على المتفرجين .. كما إبتكر طلعت فريد عدداً من التعبيرات الرياضية التي صارت الآن متداولة على الصفحات الرياضية منذ الثلاثنيات مثل ( التكتيك ، التغطية ، التمريرات البينية والعابرة واللولبية ) .بجانب كرة القدم مارس ( طلعت فريد ) شتى ضروب الرياضة وبرع فيها وأجاد مثل الجمباز و التنس ، الملاكمة وواصل في لعب التنس حتى سن السبعين ...
كيف إلتحق بالقمة الكروية ( الهلال والمريخ )
تم تسجيله بفريق المريخ بواسطة ( عوض أبوزيد ) وزامله في تلك الفترة اللاعب الفذ محمد عبد السلام وهو زميله في كلية غردون ثم بعد ذلك ترك فريق المريخ ووقع للهلال بواسطة ( فتح الله بشارة ) وزامله في الهلال فهمي سليمان ، سليمان العتباني ، حسن كديس ، أحمد أبوالريق ، يوسف رجب ، حسن عوض الله ، عبد الرحيم سرور (كبشور )، شرفي وغيرهم .. ولقد شارك طلعت فريد بإسم السودان في عدد من المباريات ضد فريق الجيش الإنجليزي ، وضد فريق الطيران الإنجليزي .
مباراة خالدة ( للواء طلعت فريد ):
عام 1936م إمتلأ جامع الخليفة بالمتفرجين الذين جاءوا لمشاهدة لقاء المتعة والإثارة بين المريخ ومنتخب الجيش الإنجليزي وتم توزيع التذاكر منذ صباح يوم المباراة وحانت ساعة اللعب وكانت المفاجأة إعتذاز فريق الجيش الإنجليزي عن أداء المباراة وتخلف الفريق فعلاً فهاج الجمهور وماج وطالب برد نقوده وكادت أن تحدث كارثة وكان من ضمن حضور المباراة عدد كبير من لاعبي فريق الهلال بقيادة طلعت فريد حضروا لمشاهدة اللقاء . وكان أن أنبرى طلعت فريد لإنقاذ الموقف فجمع لاعبي الهلال بقيادته وطلب لقاء المريخ فتمت الموافقة ونزل الهلال بملابسه العادية أي بدون الزي الرياضي وكان معظم اللاعبين ( حفايا ) بدون أحذية رياضية ( كدارات ) وكان الوقت ضيقاً لا يسمح بالعودة إلى النادي وإحضار الفنايل والكدارات وأدى الفريقان المباراة بحماس دافق وسط هتاف وتهليل الجماهير لينتهي اللقاء بفوز الهلال على المريخ 2/1 وخرجت جماهير الهلال تهتف بالهتاف المشهور ( حفايا وعرايا ... قونين كفاية ) ... وفي المساء إستدعت إدارة فريق الهلال اللعبين لمساءلتهم لأنهم لعبوا المباراة دون علمها فأنبرى الكابتن طلعت فريد مدافعاً وموضحاً أنهم تصرفوا لكيلا تحدث كارثة رياضية بفعل تخلف فريق الجيش الإنجليزي .
الإعتـزال المبكـر 1949م :
بينما كان طلعت فريد في مهمة عسكرية في كسلا حيث أوكلت له مهمة الدفاع عنها اثناء الحرب أصيب بمرض أقعده طريحاً للفراش تسعة أشهر بالمستشفى وشفاه الله لقوة بنيانه الجسماني غير أن تلك الوعكة الصحية أقعدته عن الملاعب فأعتزل كرة القدم وظل يمارس لعبة ( التنس ) حتى آخر أيامه .
مناصـب وزاريـة تقلدهـا:
كان عضو بالمجلس الأعلى لقيادة القوات المسلحة 17 نوفمبر 1958م .
وزيراً للإستعلامات والعمل والرياضة 1958م – 1962م .
وزيراً للتربية والتعليم 1963م – 1964م :
وإبان توليه منصب وزير الإستعلامات والعمل والرياضة إهتم اللواء طلعت فريد بالرياضة والرياضيين فمنح فريق الهلال ، والمريخ والموردة أراضي لتشييد أنديتها وإستاداتها وإهتم بالحركة الرياضية وتطورها بجلب المدربين وإستقدام الفرق الرياضية العالمية وكان له الفضل في توجيه الدعوة وإستقدام فريق ( فاسكوداجاما البرازيلي 1963م ) والذي لعب ثلاثة مباريات بالسودان فاز على الموردة 4/1 وإنهزم من الهلال 2/0 بهدفي الأسطورة جكسا وتعادل مع المريخ 1/1 .
ترأس اللجنة الأولمبية السودانية 1975م – 1976م وتم تكريمه بالمغرب 1985م وبالجزائر 1986م وكرمته ثورة الإنقاذالوطني يوم الثلاثاء 30/11/1990م وتم منحه وسام الرياضة وأطلق إسمه على مجمع شؤون الرياضة ليصبح مجمع اللواء محمد طلعت فريد ، أقعده المرض في أواخر أيامه ودخل السلاح الطبي مستشفيا في يونيو 1992م ، توفى لرحمة مولاه مساء الثلاثاء 23/6/1992م بعد عمر حافل بالإنجازات والمواقف المشرفة فنعاه السيد رئيس الجمهورية إلى الأمة السودانية معدداً مآثره وإنجازاته وما قدمه لوطنه من جلائل الأعمال ودفن بمقابر فاروق بالخرطوم.