(المرحاكة والمشلعيب).. (حليل أيام زمان)

من طرف ود..نقد الخميس أبريل 22, 2010 9:12 pm

المرحاكة - المشلعيب - السعن - أسماء لأدوات تعبر عن فنون التراث الشعبي وأهم عناصر الثقافة المادية الفولكلورية.. نماذج مختلفة انقرض بعضها والبعض الآخر تطور ليواكب حداثة العصر ورقيه باختلاف الأشكال والألوان.. وركنها الأساس (التكل) أو المطبخ حالياً ومن الأدوات المنزلية نذكر (قدح الطعام) المصنوع من خشب الأبنوس، ويختلف اسمه باختلاف نوع الشجرة المصنع منها (قدح الدّبكر) وهو عبارة عن إناء مستخدم في بعض المناطق الريفية وحلت محله الآن الأطباق الصينية والصحون الزجاجية بمختلف احجامها واشكالها.
أما (القرعة) فهي نوع من النبات مستديرة الشكل تجوف من الداخل وتجفف ثم تشق الى نصفين تستخدم لشرب الماء والسوائل حل محلها الكور والاكواب بمختلف أنواعها. وهنالك (الكنتوش) إناء من الفخار يستخدم لطهي الطعام عند النوبيين وكذلك في شرق السودان تطور إلى أن وصل (الحلة أو القدر) المعروف حالياً.
(المدق أو الفندك) هو إناء كبير من الخشب يستعمل لتنعيم قرون البامية وسحن المجففة لتصبح ويكة الحبوب خاصة ومازال موجوداً لكن بصورة مصغرة حتى مع ظهور السحانات، كما توجد (القرقريبة) المستخدمة لعواسة الكسرة واستعاضوا الآن بالاسكراتشات.. ويقول هنالك (القُفة) وتختلف صناعتها على حسب نوع الاستعمال وللمسامات الظاهرة في ظفيرة السعف مميزات لحفظ الطعام والاغراض بدلاً من أكياس البلاستيك الموجودة حالياً التي تسبب امراضاً صحية نحن في غنى عنها. في فترات سابقة و(الكاب دلو) مثل (القُفة) لكن تزين فوهتها بغطاء صغير تستخدم كحقائب للزينة إرتبطت بالرحل لسهولة حملها وترحالها.
وبالحديث عن الفولكلور السوداني لا بد ان نذكر (المرحاكة) وهي عبارة عن حجر الجرانيت بيضاوي الشكل كبير لتجهيز وطحن الذرة والحبوب ولنساء الهوسة والفلاتة طقوس غنائية عند التجهيز والطحن، ولكن قل استخدامها نسبة لظهور الطواحين والسحانات. و(المشلعيب أو ما يعرف بدوا كديس دوا كلب) المصنوع من السعف كان يُعلق في سقف الراكوبة أو الغرفة لحفظ الطعام.. ولكن بعد دخول الطاقة الكهربائية والثلاجات أصبح غير موجود إلاّ في بعض المناطق الريفية.
وهنالك أيضاً (السعن) المصنوع من جلد الماعز المدبوغ بطريقة معينة يستخدم لهز اللبن وإستخراج السمن، ومازالت هنالك مجموعات قبلية تستخدمه فهو مبرد تقليدي يستخدم لحفظ اللبن لفترات وأحياناً يستخدم في رحلات السفر.
(وللخُرج أو الجُراب) فوائد عديدة منها حفظ الحبوب أو الدقيق لأنه مصنوع من جلد الماعز المدبوغ. ويستعمل لجلب الماء من النهر أو الجداول.. الخ.
ولا يفوتنا ذكر (البرش) المصنوع من جريد النخل وله استخدامات عديدة فهو برش للضيوف ومناسبات الحنة والزواج والختان وبرش الموت وكلها عادات وتقاليد ارتبطت بانسان السودان وما زالت هذه العادات موجودة الى الآن.
(السحارة) تلك القطعة الفنية وهي عبارة عن صندوق كبير تضع فيه الزوجة اغراضها وتطورت إلى أن أصبحت دواليب وخزانات ذات اشكال واحجام مختلفة.
(العنقريب) الذي هو من أهم أدوات الثقافة المادية في الحضارات السودانية على مر العصور، وهو عبارة عن سرير منسوج بحبال كان يستخدم في حضارة كرمة لدفن الموتى مع وجود وسادة لوضع رأس المتوفى عليها، أما في الفترات اللاحقة فاستخدم لأغراض أخرى، واشهرها ذلك الذي وجدت في بيت الخليفة عبد الله وموجود الآن بالمتحف القومي، حيث استخدمت فيه زخرفة عالية وفي الفترات الإسلامية المبكرة في السودان استخدم لحمل جثمان المتوفى مما يدل على استمرار الثقافة باستخدام العنقريب ولايزال العنقريب في بعض الطقوس التراثية يستخدم في مناسبات الزواج وادخلت عليه بعض التعديلات حيث حل البلاستيك مكان الحبل والجلد في نسج العنقريب وصناعته، وهنالك العنقريب الهبابي وعنقريب القد.
وأضافوا لها سراير الحديد ذات الاشكال الهندسية المختلفة وسراير الدبُل والسينقل.
أما الأزيار ومفردها (الزير)فهو الذي يطلق عليه السودانيون ( ثلاجة المساكين) وهو آنية مصنوعة من الفخار والطين المحروق صنع خصيصاً لمياه الشرب وتخمير العجين أحياناً. وقد ظهر في السودان منذ العصر الحجري الوسيط ولكن بمرور الوقت اختفت وظيفة هذه الآنية قليلاً وبدأت تأخذ اشكالاً مختلفة وصغيرة الحجم أحياناً مما يعني اقتباس اشكال جديدة لتتواءم مع اغراض مختلفة كالمزهريات و(أصايص) الورود وغيرها. ولكن مع مرور الوقت تم استخدام بعض التقنيات الحديثة لتبريد المياه تمثلت في الثلاجة إلاّ ان مشكلتها تكمن في ضرورة استمرار الطاقة الكهربائية، أما (الأزيار) فهي تحتاج فقط إلى الظل كما انها تؤدي اغراضاً أخرى لا يمكن للثلاجة القيام بها كتخمير العجين لصناعة الحلومر والآبري مثلاً، ونجد ان الزير كان ولا يزال مستخدماً في جميع انحاء السودان بحيث لا يمكن ان تتلاشى أهميته تماماً كما ان لديه العديد من الوظائف التي لا يمكن لأية آنية اخرى القيام بها.