المكافحة المتكاملة للآفات

بسم الله الرحمن الرحيم
مؤسسة الرهد الزراعية
المكافحة المتكاملة للآفات
مقدمة :-
تشمل الآفات الزراعية الأمراض النباتية , الآفات الحشرية , الديدان الثعبانية , القواض , الطيور والحشائش وتسبب الآفات الزراعية في خفض حوالي 30% من الإنتاجية وذالك من خلال إصابة المحاصيل بالآفات قبل الحصاد ثم إتلاف حوالي 15% من الإنتاج بعد الحصاد ولذلك تعتبر الآفات من أهم معوقات الإنتاج الزراعي .
لهذا ازداد الإقبال علي إنتاج المبيدات واستخدامها بكميات كبيرة لمكافحة هذه الآفات . ويحتل القطن المركز الأول من حيث استهلاك المبيدات الحشرية في السودان . وقد تزايد هذا الاستهلاك في السنوات الأخيرة حيث بلغت تكلفة مكافحة آفات القطن والتي تدفع معظمها بالعملة الصعبة حوالي ثلث كلفة الإنتاج الإجمالية , هذا بلاضافة إلي تلويث المبيدات للهواء والمياه والتربة وإثرها علي صحة الإنسان بقية الكائنات الحية . عليه ازداد الاتجاه لترشيد استعمالها مع استخدام مختلف وسائل المكافحة الاخري مثل المكافحة الحيوية والمكافحة بالعمليات الزراعية والأصناف المقاومة .....الخ . وهو ما نطلق عليه المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية حيث تتضافر هذه الطرق أو عددا منها لتحقيق أفضل مكافحة للآفات , ولا تستخدم المبيدات الكيماوية ( السموم ) إلا عند الضرورة .
ما هي المكافحة المتكاملة أللآفات : -
تعريف :-
المكافحة المتكاملة هي ( نظام لإدارة الآفة تستخدم فيه كل الطرق الحديثة بتوافق ضمن مفهوم البيئة وديناميكية إعداد الآفة للمحافظة علي تعداد تلك الآفة في مستويات أقل من تلك التي تسبب أضرارا اقتصادية ) .
تعرفها منظمة الأغذية الزراعية العالمية علي أنها ( نظام لمكافحة الآفة في إطار البيئة المحيطة بها آخذا في الاعتبار ديناميكية إعداد الآفة ومستخدما كل التقنيات والطرق المتاحة في تناسق تام لكي تنخفض إعداد الآفة إلي مستوي أقل من ذلك الذي يسبب أضرار اقتصادية ) .
عليه فان المكافحة المتكاملة تتضمن استخدام طرق مكافحة مختلفة ( العمليات الزراعية , الأصناف المقاومة , الطرق الحيوية والكيماوية ) لوقاية المحاصيل من الآفات . والأساس المنطقي للمكافحة المتاكملة للآفات أنه لا توجد طريقة مكافة واحدة فعالة تماما . وحتى تحقق المكافحة المتكاملة للآفات أكبر قدر من النجاح ينبغي المحافظة علي تعداد الآفات في مستويات اقل من تلك التي تسبب أضرارا اقتصادية وذلك بتحديد الحد الاقتصادي الحرج للإصابة بالآفة بطريقة علمية يتسنى علي ضوئها تحدد مدي ا لحاجة إلي اتخاذ إجراءات المكافحة .
ما هي فوائد المكافحة المتكاملة للآفات :
يهدف برنامج المكافحة المتكاملة إلي تحقيق عدة أهداف من أهمها :
• مساعدة المزارعين للحصول علي أعلي دخل بأقل تكلفة .
• حماية المزارعين وعائلاتهم حيواناتهم بقية المواطنين من السموم وأخطارها وكذلك الهواء والتربة والمياه من التلوث بالمبيدات .
• دعم الاقتصاد القومي وذلك بقليل عدد الرشات وتقليل الاعتماد السموم لمكافحة الآفات مما يوفر الملايين من العملات الصعبة .
• الاستقلال الامثل للأعداء الطبيعية ( الحشرات النافعة ) التي تعتبر أصدقاء المزارع , والعمليات الزراعية والأصناف المقاومة لمكافحة الآفات بطريقة علمية .
• عدم استخدام المبيدات إلا بعد تحديد الحد الاقتصادي الحرج للإصابة بطريقة علمية وكأخر طريق لمكافحة الآفات .
المشكلات التي حلقتها المكافحة الكيماوية :
إن الاعتماد الكلي علي المبيدات لمكافحة الآفات واستخدامها بصورة روتينية وعشوائية في بعض الأحيان أدي إلي ظهور مشكلات عديدة استدعت تطبيق برامج المكافحة المتكاملة لمواجهتها وتذليلها .
ومن أهم تلك المشكلات :
أ ) الأضرار البيئية والزراعية :
1. أظهرت أنواع من الحشرات والأمراض والحشائش المقاومة لمبيد أو أكثر .
2. الاضطرابات البيئية خارج المنطقة المعاملة بالمبيدات .
3. يؤثر الرش بالمبيدات علي السلاسل الغذائية مما أدي لتزايد أعداد الآفة المستهدفة بالرش عاما بعد عام لتحررها من الأعداء الطبيعية وظهور آفات جديدة لم تكن مستهدفة أصلا بالرش .
4. اكتساب الآفات مناعة ضد المبيدات .
5. تلوث البيئة بالمبيدات مما يؤدئ لتسمم بعض أنواع الحيوانات ( الطيور والأسماك ) .
6. ارتفاع تكاليف المكافحة الكيماوية بصورة مستمرة مع استمرار فقد جزء من المحصول نتيجة لمهاجمة الآفة فترتفع تكلفة الإنتاج .
ب) الأضرار الصحية للإنسان والحيوان :
أدي استخدام المبيدات إلي أخطار تهدد صحة الإنسان مثلا :
1. احتواء بعض النساء المرضعات بالجزيرة علي أثار مبيد أل D.D.T
2. اكتساب البعوض الحامل لطفيل الملاريا مناعة ضد مركبات الكلور.
3. تراكم مخلفات المبيد في الهواء والمياه والتربة وأجسام الكائنات الحية الأخرى .
4. التسمم الحاد والموت الناجم عن الحوادث أثناء عملية رش المبيدات والتسمم الطفيف للآطفال ( القئ والإسهال ) .
مكونات المكافحة المتكاملة :
تضم المكافحة المتكاملة طرق وتقنيات مختلفة للمكافحة وتستخدم عندما تصل تعداد الآفات إلي الحدود الاقتصادية الضارة الحرجة مع مراعاة حفظ التوازن البيئي ومساعدة المزارعين علي تقليل تكلفة الإنتاج وزيادة العائد وتنحصر أساليب مكافحة الآفات الزراعية في أربعة طرق رئيسية :-
1. المكافحة بالطرق الزراعية ( تأريخ الزراعة ,مكافحة الحشائش , الشلخ , المسافات , الري , السماد , الدورة الزراعية ) .
2. المكافحة الحيوية ( البيولوجية ) أصدقاء المزارع .
3. استنباط سلالات نباتية مقاومة للآفة .
4. المكافحة باستعمال المبيدات ( مكافحة كيماوية ) .
كيف نساهم في إنجاح برامج المكافحة المتكاملة للآفات :
نأمل يساهم كل مواطن ( كل حسب موقعه وطبيعة عمله ) في إنجاح برامج المكافحة المتكاملة للآفات التي تهدف إلي حماية صحة الإنسان والحيوان وبقية الكائنات الحية والمحافظة علي نظافة البيئة ( الهواء والمياه والتربة ) من التلوث وعلي توازنها وتقليل تكاليف الإنتاج الزراعي وزيادة عائداته ودعم الاقتصاد الوطني من خلال الاستخدام الأمثل لطرق المكافحة المتكاملة للآفات .
ويمكن المساهمة في تعزيز البرامج بوسائل متعددة منها : -
1. نوعية الكوادر الزراعية والمزارعين والجمهور بأهمية المكافحة المتكاملة .
2. التوعية بأخطار المبيدات خاصة عندما تستعمل بصورة مكثفة وعشوائية .
3. تدريب المزارعين وعمال الرش علي كيفية مكافحة الآفات والوقاية من المبيدات وكيفية تداولها وفترة تحريمها ودرجة سميتها .
4. تعميم المعلومات المتعلقة بالآفات الزراعية ( أعداء المزارع )والأعداء الطبيعية الآفات ( أصدقاء المزارع ) في كل منطقة . وتدريب المزارعين علي كيفية التميز بينها .
5. تطبيق التوصيات الخاصة باستعمال المبيدات الوقاية منها : -
• التأكد من صلاحية المبيد وأنه مجاز رسميا للاستعمال .
• تحديد مرحلة نمو المحاصيل الملائمة لاستخدام المبيد .
• معرفة فترة تحريم كل مبيد .
• معرفة الاحوال الجوية المناسبة لاستخدام المبيدات مثل الرياح والأمطار ودرجة الحرارة .
• معرفة التركيزات اللازمة من المبيدات لكل محصول .
• معرفة كيفية الوقاية من أخطار المبيدات .
عليه ينبغي أن تكون المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية هي استراتيجية المستقبل لأنها سياسة حكيمة وطويلة الأجل وفعالة واقتصادية وأقل خطورة علي البيئة والإنسان والكائنات الحية الأخرى .

عمر قاسم الكامل