منتدى قرية الدناقلة
DANAGLA CYBER COMMUNITY

جمهورية السودان
ولاية الجزيرة

مجتمع قرية الدناقلة الرقمي

أخي الزائر الكريم

اذا لم تكن مسجَّلا بعد في منتدى قرية الدناقلة, نرجو اكرامنا بالتسجيل و الانضمام الى أكبر تجمع رقمي لابناء قرية الدناقلة على الانترنت

اذا كنت مسجلا فعلا, ارجو الدخول و عدم حرماننا من رؤية اسمك على قائمة الأعضاء اذا واجهتك مشكلة ارسل رساله الى الهاتف 09117685213

ولك وافر الشكر و الامتنان

أسرة منتدى قرية الدناقلة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى قرية الدناقلة
DANAGLA CYBER COMMUNITY

جمهورية السودان
ولاية الجزيرة

مجتمع قرية الدناقلة الرقمي

أخي الزائر الكريم

اذا لم تكن مسجَّلا بعد في منتدى قرية الدناقلة, نرجو اكرامنا بالتسجيل و الانضمام الى أكبر تجمع رقمي لابناء قرية الدناقلة على الانترنت

اذا كنت مسجلا فعلا, ارجو الدخول و عدم حرماننا من رؤية اسمك على قائمة الأعضاء اذا واجهتك مشكلة ارسل رساله الى الهاتف 09117685213

ولك وافر الشكر و الامتنان

أسرة منتدى قرية الدناقلة
منتدى قرية الدناقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أيامٌ في الذاكرة

اذهب الى الأسفل

أيامٌ في الذاكرة Empty أيامٌ في الذاكرة

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل السبت مارس 12, 2011 12:03 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

أيامُ في الذاكرة
منذ صغري كان لديّ حبٌ خاصٌ وميولٌ لخالتي العزيزة وأبنائها، وكان لدينا نحن أبناء الخالات الثلاث حبٌ مميزٌ لجدتنا (بت ستنا) وجدنا عبدالحفيظ عليهما رحمة الله ، مما زاد ومتن الرابطة بيننا ، وكنا نحس بفرحٍ عظيمٍ وسعادةٍ غامرةٍ عندما نكون بينهم .
ومنذ أن فتحت عيني واختلطت بهم كان بيت خالتي ذلك مستقيماً ، منضبطاً ، عفيفاً. وما كانت مريم ولا أخواتها عندما يدخل عليهن أحد أقاربهن ، ماكن يقابلنه إلا وهن محتشماتٍ، متستراتٍ ، متدثراتٍ بثيابهن _ وكان والدهن عليه رحمة الله لا يسمح لهن أبداً بالذهاب إلى السوق ولا حتى زيارة المرضى بالمستشفى . وكان يشمل المنع حتى المتزوجات منهن. وقد سار على ذلك النهج أشقاؤهن أمد الله في أعمارهم.
ومنذ أن أحسست بميلٍ نحو ابنة خالتي بثوبها الأبيض الناصع الجميل ، والتي كانت في السادسة عشر من العمر وابنتها فوزية قد أكملت العام ، كلما جئت زائراً إلى بيتهم العامر بجزيرة الفيل، أجدها صائمةً ومنهمكةً بتطريز عمائم وشالات عمها أحمد صالح عليه رحمة الله حتى خشيت على عينيها ، وهي ماكانت ترفض لعمها طلباً أبداً .
ويبدو من صيامها وهي في تلك السن المبكرة كأنما كانت تعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يامعشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإن لم يستطع فعليه بالصيام، فانه له وجاءٌ ) أي حافظٌ له. وقد كان صيامها حافظاً لها إلى أن تم زواجنا في عام 1977م وقد بلغت السادسة والعشرين.
كما كانت منذ أن عرفتها قليلة التناول للطعام كأنما كانت تعمل بالحديث الشريف ( نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع) وكان هذا ديدنها إلى أن انتقلت إلى جوار ربها.
كانت المرحومة تخشى عليّ وتنصحني بعدم تناول أيّ مأكولٍ دسمٍ وأيّ مشروبٍ حالٍ خوفاً عليّ من ارتفاع ضغطي أو زيادةً نسبة السكر عندي.
عندما قررنا تشييد بيتنا في أواسط الثمانينات ونحن هنا بالمملكة، لم تبخل على الإطلاق ببيع كل ذهبها ، وسعدت غاية السعادة عندما رأته قد اكتمل.
كانت المرحومة شفيقةً عطوفةً ذات قلبٍ رؤوفٍ رحيمٍ . كانت كلما ذهبنا إلى السودان تعانق الناس ببكاءٍ وشوقٍ عميقٍ ، وكانت تفعل نفس الشيء عندما تغادرهم وتودعهم حتى قال لها أبناؤها في استغرابٍ واندهاشٍ شديدٍ (أنتِ قادمةُ تبكي، وأنتِ ذاهبةُ تبكي ، لقد احترنا في أمرك !! )
وما يؤكد حبهم الشديد لبعضهم بعضاً ما ذكرته لي أنهم لم يعرفوا أن أختهم الكبرى من أبيهم _ بدور_ عليها رحمة الله ليست شقيقتهم إلا بعد أن كبروا ، وهي قد تربت معهم منذ صغرها.
كان لا يمر يومٌ أو يومان إلا وتتصل على بناتها اللاتي يدرسن بالسودان لتطمئن عليهن، وما كان اتصالها مختصراً، بل كانت تسهب وتطيل في الحديث معهن. وكذلك كان حالها على كل من تتصل عليه.
ولا أنسى في سنواتنا الأوائل بالمملكة أيام كان الإتصال على السودان صعباً ومتعثراً ونقف الساعات الطوال عند الكبائن وأيدينا ممتلئةً بالريالات المعدنية ( الهلل) كي نطمئن على الأهل.
وكانت هنا بالمملكة كلما ودعها أحدٌ وغادرها تصر على الإتصال به لتطمئن على وصوله بالسلامة، ولو كان سفره إلى مكانٍ قريبٍ ، ولا تنتظر ذلك الشخص المسافر والمغادر ليطمئنها بسلامة وصوله.
وكان كل من يقدم إلينا من السودان زائراً أو لعملٍ، تقوم بإكرامه على الوجه الأكمل ، وتصر على منحه هديةً أومبلغاً من المال، ولا ترضى أبداً أن يغادر خاوي اليدين.
هكذا كانت المرحومة مميزةً في كل شيٍء ، وصورةً طبق الأصل لوالدتها أطال الله عمرها_ كرماً ، طيبةً ، حنيّةً ، شفقةً ، رحمة ً، عطفاً وعوناً.
[u][left]

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 5922
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى