من هو الجيل الذي أثبت الفشل؟؟؟؟

جيل اليوم من الشباب متهم دائما من قبل جيل الأمس بأنه جيل غير جاد ولا يعرف المسؤولية .لا أنفي هذه الصفات عن جيلنا بل أؤكد عليها وأزيد.لكن السؤال هنا ما الذي قدمه جيل الأمس لنا اليوم؟ وهنا أنا أقصد جيل الأربعينات والخمسينات أي جيل آبائنا.وذلك بحكم أنه جيل مسؤول ويدير السودان اليوم .هذا الجيل قدم لنا سودان ممزق أكثر مما كان, سودان ممزق بالحروب من كل الجهات. سودان يعاني من نظام تعليمي عقيم ومتهالك وبعيد كل البعد عن ما يجري في العالم لا نطالب بالكثير بل فقط بالحفاظ عما كان, عندما تسمع عن الجامعات بالأمس تصاب بالدهشة لما آل إليه حالها اليوم. جامعة الخرطوم كانت من ضمن أفضل عشر جامعات في العالم في يوم من الأيام ولكن أين هي الآن..؟
نعاني من بننية تحتية مدمرة لا صحة ولاشوارع وسرقة ونهب لمال الدولةوالعديد من المشاكل. والمخيف في الأمر أنها مشاكل مزمنه على المدى الطويل وليست مشاكل آنية.
هل قدم أجيال الأمس إنجازا مؤثرا سيبقى لأجيال الغد منذ الإستقلال وحتى اليوم؟ الإجابة للأسف لا.ما عدا ما يسمى بسد مروي و ذلك البترول الذي لم نره حتى اليوم.
نحن اليوم نعيش على ما قدمه لنا الإستعمار الأنجليزي. وإليك الدليل:
1.كافة الخزانات والسدود أي كل كهربائنا هبة من الإنجليز.
2.المشاريع الزراعية المؤثرة مثل مشروع الجزيرة.
3.السكة حديد التي دمرت بأيدينا.
4.الجامعات ذات الأهمية أيضا هبة من المستعمر.
والقائمة تطول والمحزن في الأمر أن كل هذه الأشياء اليوم في أسوأ حالاتها منذ إنشائها.
قد يتعذروا بأن السلطة اليوم في يد ثلة قليلة لاتمثلهم ولكن ذلك لايعفيهم فهم ذاتهم الذين ارتادوا الجامعات معا وعاشوا في نفس الفترة وكونوا خلفيات وشخصيات رغم تباينها ولكنها من منبع واحد فما الذي يمنع من أن يكونوا في مناصيهم اليوم. أما على سبيل الإنجازات الشخصية فقد قدموا الكثير والحق يقال ولكنها تظل إنجازات شخصية مهما عظمت.

طبيعة البشر هكذا دائما تحن للايام الخوالي....والشباب هم الحاضر وكل المستقبل ... وفى دول كثيرة توجد وزارات وهيئات لهم لوحدهم وليست مضافة أو مجروره لعظم اهمية الشباب فى البناء والتطوير. ولكن لما نرجع الى الوراء قليلاً نجد أن فى السودان اشياء كثيرة سبقت الدول فيها منها التلفون والبث التلفزيوني والاقتصاد والسكة حديد وللاسف تدهورت بنسبة ما لا نهاية ولا نعرف ستعود أم لا...وبعدين نقوم نغني ... الذكريات كانت جميله ومهما نحابيها بنقول حليلا... وإنشاء الله الذكري تدوم وتكون منارة بحق وحقيقة لنهضة بلدنا...

إبني العزيز أحمد إطلعت بإهتمام بالغ على مقالك والمقارنة بين جيلكم والأجيال السابقة, ورغم إتفاقي معك في بعض مما ذكرت أريد القول أن هذا السؤال مطروح في كل المجتمعات والدول, ففي بريطانيا مثلا يقول الشباب بأن الجيل السابق انهي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس, في مصر الشباب يقول أين نحن وآباؤنا من الحضارة الفرعونية التي بنت الأهرامات وخلافها من الصروح التاريخية حتى ألمانيا يحن الشباب فيها للنازية ويتهمون الآباء بالتفريط في عزة ألمانيا ونحن في العالمين الإسلامي والعربي نحن لأيام الدولة الإسلامية في أوج شعاعها ولايام صلاح الدين الأيوبي. بالتالي فإن الامر من باب الحنين للماضي nostalgia . هناك أيضا التنافس بين الأجيال بحيث أن كل جيل يقول للذي يليه أن أيامنا كانت أفضل من أيامكم وقدمنا ما لا تستطيعون أن تقدموه وهذا أمر طبيعي. لكن أقول أن جيلكم بالقطع أفضل من الأجيال السابقة سيما وأن ما توفر لديكم من الإمكانات ما كان متوفرا للذين من قبلكم وعلى سبيل المثال الإنترنيت التي أتاحت الإتصال بسرعة فاقت كل تصور فيما مضى. أستميحك عذرا أن قلت أن على جيلكم أن يؤمن بنفسة وألا يركن - دون وعي - لهزيمة الذات, فأنتم بكل المقاييس أفضل من الأجيال السابقة كجيلنا على أقل تقدير وأتيحت لكم من الإمكانات ما لم يكن متاحا لنا فيما سبق. ما يفيد في الوقت الراهن ليس إتهام الأجيال السابقة بالتقصير, فالكل بذل ما يستطيع في حدود الظروف الدولية والمحليه المحيطة به والإمكانات المتاحة له, المطلوب هو البناء علي ما هو قائم والإنطلاق للأفق الأعلى. الأجيال السابقة أورثتنا دولة مستقلة, الأجيال التي سبقتنا أورثتنا مشروعات تنموية لا بأس بها رغم حجمها ونوعها في مختلف أنحاء السودان - مثل مشروعات الزراعة في المناقل والجنيد والرهد وهبيلة وأنزارا وغرب السافنا وفي جبل مرة في دارفور ومصانع في مختلف المجالات الأسمنت تعليب الفاكهة الأخشاب وأورثناكم بترولا وتوسعا تعليميا وتقنية إتصالات واسعة وفقا لظروف إقليمية ومحلية مواتية وغير ذلك حيث تطول القائمة -. قناعتي يا إبني لا نسلب الأجبال السابقة إنجازاتها بل الواجب الإعتراف لها بالجهد الذي بذلته مهما إعتبرناه ضئيلا وأن نبني على ما هو قائم. سيأتي زمن يتهمكم أبناؤكم بالتفريط في المكتسبات التي ورثتموها فالأفضل لكم العض بِالنواجز على الموروث والبناء للمستقبل. كان ذلك مجرد رأى ولك إبني كل المودة.

كلما اتت امه لعنت اختها
انعكست الآيه
فالهجوم خير وسيله للدفاع

لك كل الشكر عم عمر على الإطلاع على المقال وعلى إهتمامك البالغ
ولكن نظل بعيدين كل البعد عما نحلم به نحن للغد..

طوبي لكم اين ماكنتم ويبقي السؤال اخي احمد من هو الجيل الذي اثبت الفشل اتمني ان نكون نحن رحمه بمن سبقونا