تنامي عاطفة الكراهية بين السودانيين. إلى أين؟!!!

من طرف ود..نقد السبت فبراير 04, 2012 12:58 am

إخوتي الكرام..لكم التحية..

نحن السودانيون فرحتنا دائماَ تأتي ناقصة ، ولا تكتمل ، لا ادري هل العيب فينا أم في زماننا؟!! فالأحداث المؤسفة التي حدثت مؤخراً بعاصمتنا الخرطوم ، آلمتنا وأدمت قلوبنا بما سمعناه ، وتقصينا تفاصيله ، وهذا ما دفعني الى كتابة هذه السطور علها تخفف ما بالنفس من حرقة ، وألم ، لم آل إليه حالنا ...

اخوتي.. لا يجوز أن نلزم أحدا برأي أو قول أو فتوى إذا كان الله سبحانه وتعالى في اخطر قضية من قضايا الوجود ، وهي قضية التوحيد ، والإيمان ، والكفر ، والنار لم يكره الناس على الدخول في دينه ، (أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ، (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ، انما انت منذر ، ولكل قوم هاد ، لست عليهم بمسيطر ، النبي عليه الصلاة والسلام واجبه هداية البلاغ الى الناس ، والله يوم القيامة يفصل بين الناس ، فإذا كان الله تعالى لم يكره أحدا على الدخول في دينه ، إن هي إلا دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، فمن باب أولى يجب علينا ألا نكره أحدا على الدخول في مذهبنا ، أو جماعتنا ، أو طوائفنا ، فهذه الجماعات وسائل وليست غايات ، ولا ينبغي أن تتحول الوسائل إلى غايات ، فهذه قضية علينا ان ندركها ونفقهها.

كما علينا أن ندرك أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداباً وشروطاً ، ينبغي أن نحترمها جميعاً ، وفي هذا الصدد يحضرني حديث لسفيان الثوري وهو عالم في الحديث ، وإمام في الفقه والورع ، قال فيه ، لا يأمر بالمعروف ، ولا ينهي عن المنكر إلا من كان فيه ثلاثة خصال وهي...
أن يكون عالماً بما أمر.. وعالماً بما نهى
أن يكون عدلاً فيما يأمر .. وعدلاً فيما ينهي
رفيقاً بما يأمر .. ورفيقاً بما ينهي
وقالوا فليكن أمرك بالمعروف معروفاً ، وليكن نهيك عن المنكر ليس فيه منكر..

إذن إخوتي .. ما حدث بميدان المولد منكر ، لأنه إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفضي إلى ما هو أعظم منه إنكارا ، فهو منكر ولا يجوز ، كما قال تعالى {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام108...

إخوتي.. لعل بلادنا الحبيبة قد منَ الله علينا فيها بنعم كثيرة ، اجلها أن بلادنا لم تشهد ما يسمى بالحروب الدينية ، لا بين المسلمين أنفسهم ، ولا بين المسلمين وبين غيرهم من الأقليات الأخرى الذين يشاركوننا الوطن ، ومتاح لنا جميعاً أن يقول كل منا رأيه بحرية ، وبالتي هي أحسن بعيداً عن دوائر الاحتقان ، لان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

علينا ان نتدارس أمور ديننا ، ونحسن إدارة اختلافاتنا بكل ألفة ومودة وتقدير ، كلٌ يُعلم الناس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف نقتدي به ، بعيداً عن هذا الاحتقان ، والاحتكاك ، الذي لايرضاه الله ولا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ...

وبمناسبة هذا الحادث المؤسف دعونا ندق ناقوس الخطر ، ونرفع الصوت عالياً ، ونستنهض الهمم ، وندعو العلماء ، والدعاة ، وقادة الطوائف الإسلامية ..

بأن هلموا واجتمعوا على كلمة سواء ، أحسنوا الظن ببعضكم بعضا ، تعاونوا على البر والتقوى ، كونوا أكثر تصميماً على التكاتف والوحدة ، وبدل أن نعترك على خلافيات هنا وهناك ينبغي أن نضم جهود بعضنا إلى بعض لنواجه المد الإلحادي ، والمد العلماني ، والمد الإباحي ، ولنواجه التحديات والأخطار ، التي تتقاطر على بلادنا من كل حدب وصوب..

إخوتي .. هذه الخلافيات ينبغي ألا تخدش حق الأخوة بيننا ، وحرمة رحم الدين ، فقد قال الإمام الشافعي (يا فلان..يا فلان .. ألا يمكن أن نكون إخوانا وان لم نتفق على مسألة واحدة) ..

إخوتي.. من واجبنا جميعاً أن نكف عن مثل هذه الممارسات ، وان نلملم هذه الفتنة التي اعتقد أنها طارئة ، وليست راسخة في وجدان مجتمعنا السوداني ، وان نجابهها ، ونقف الفاً احمراً إلى كل ما يقوض أمننا الاجتماعي ، وبدل أن نلعن الظلام علينا أن نوقد الشموع ، وبدل أن ننتقد هنا وهناك علينا أن نبين الحق للناس ، بصورة تكسب القلوب قبل كسب المواقف ، وكما قالوا النفوس أبواب أصحابها فاطرقوها برفق..

نسأل الله أن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن...
لكم عميق مودتي..ود..نقد ،،،

من طرف ود..نقد الإثنين فبراير 06, 2012 11:28 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لكم عميق مودتي .. ود..نقد ،،،

تنامي عاطفة الكراهية بين السودانيين. إلى أين؟!!!

تنامي عاطفة الكراهية بين السودانيين. إلى أين؟!!!

رد: تنامي عاطفة الكراهية بين السودانيين. إلى أين؟!!!