من أمس الحركة الثقافية في الدناقلة

بدأت الحركة الثقافية والإجتماعية في الدناقلة باكرا وتوارثتها الأجيال , كانت كثيرا ما تتناول قضايا إجتماعية وتحاول معالجتها في ليال ثقافية تناولت محاربة عادات اجتماعية ضارة وأذكر هنا المسرحية التي عرضت ونحن في المرحلة الوسطى تقريبا لمعالجة مشكلة الظار (الدساتير) وسبقتها مسرحية لعلاج مشكلة زواج الرجال الكبار من الفتيات (هذه لم أشاهدها و أظن كانت في الخمسينات) وفي بداية السبعينات ظهرت قضايا اجتماعية وتناولنا فيها قضية الفكي أبنافورة لطرح المشكلة التي ظهرت في منطقة القضارف بعد ظهور نبع قالوا يعالج كل شيء وكانت مسرحية رائعة جدا جبنا بها قرى المنطقة وقد كانت تلك المسرحية مضحكة جدا لكن المسرحية الأساسية في تلك الإجازة كانت مسرحية يوسف سنينات وموسى ودجلي والتي أمدنا بنصها الأستاذ الجليل عثمان حسين حاكم أمد الله في عمره وكنت أحفظها كاملة مثل بقية الإخوة في ذلك الوقت ولم تكن هناك فوارق أبدا بين أبناء ذلك الجيل فقد شارك الجميع في ليالي تلك الفترة وفي بحث عن نص تلك المسرحية وجدت أحد النصوص وفيه تعديلات من نقص وزيادة لكنه أقرب للذي أديناه في تلك الفترة فأردت أن أعرضه عل أبناء ذلك الجيل ترجع بهم الذكريات لذلك الزمن الجميل وهنا أترحم على الفقيد عباس ابراهيم عبيدالله له واسع الرحمة ونسأل الله أن يسكنه فسيح جنانه وقد قام بدور عم حسان والد آمنة (حسن عمر عبيد) ووقتها كنت أقوم بدور يوسف سنينات ودوما كنت أقول للأخ عباس عم حسان حتى انتقل للدار الآخرة عليه واسع الرحمة:


مقتطفات من مسرحية يوسف سنينات وموسى ود جلي



معظمنا قد سمع المسرحية أو قرأها فهي تحكي عن قبيلتي البني جرار التي تقطن غرب النيل الأبيض وقبيلة الشكرية في البطانة عندما اجدب الغرب فرحل البني جرار الي البطانة واستقبلهم الشكرية خير استقبال بقيادة شيخهم يوسف سنينات وشيخ البني جرار موسى ودجلي حيث نحر لهم الشكرية عشرة بكار وبعد مدة تصادف ظمأ الإيل مع بعضها وكان يوسف سنينات قد ذهب إلي تفقد قبيلته وعند اختلاط الإيل ضرب عبد سنينات الذي يسمى قدال بكرة من ابل البني جرار فماتت واتاه عبدهم جقلاب فضربه وأصر موسى ودجلي اخذ أمنه بت حسان عوضا عن بكرته أم فرعات ولحق به فزع الشكرية فردهم لوحده إلي أن لحق به يوسف سنينات وانتصر عليه ولم يقتله لان بنات البني جرار كشفن مقانعهن عندما ضرب موسى بعرض السيف وألقاه أرضا وارجع زوجته التي كانت تعامل خير معاملة حيث كان البني جرار يأملون في أن يلحقهم يوسف ويرجع صفر اليدين
-----

رأى احد الشكرية البني جرار عند دخولهم البطانة واتى ليخبر ربعه

فقال:

ياشكرية أمس لاقيت بني جرار
سايقة ضعينة دخلت من صعيد الدار
حركاتن تكتل الحية في المسدار
حوافر خيلها تقدح في الحجار النار

يوسف قال:

ديل اولاد جعفر الكلهم أبطال
قشاشين دموع المايق الهطال
البا يس بداروهو ويدرجو العطال
وما بضاروا العمر حتى إن قصر أو طال
-----
يصل البني جرار يتقدمهم موسى ودجلي

فيقول :

سلام عليكم ياهلنا
البيكم تطيب أيامنا وتتهنا
النار لي عدوكم ولي حبيبكم جنة
سامعين بي كرمكم ولي فضلكم رنة
جار بينا المحل تورنا من منزلنا
البل جافلن والحال علينا اتشن
ان جيت شاقهن تسمع رنين ومحنة
ضاق بينا الامر والراي وقمنا رحانا
--
يوسف :

مرحب حبابكم

ودلوها الزوامل اليوم لقيتو اصحابكم
وصلتو من الغرب اليوم تمام في داركم
جميع عرب البطانة اليوم بقولوا حبابكم
قوم ياقدال واضبح عشرة بكار
لا ضاقن قيد حبل ولاضاقن حكار
اسرع في الضبح لا تكتر المشوار
كرامتن للوصول جابت بني جرار

----------------

يستقر البني جرار وينوي يوسف السفر لتفقد القبيلة ويكلم زوجته بت حسان

يوسف :

بت حسان الليلة اصبحت فاتل لي سلبة راي
داير لي سفرة وفيها امشي براي
فوق ود السهيت اللدرب ساساي
اقضي نهاري هذا واسري كل مساي

امنه :

لا وين ماشي يا ابو التاية دخري قساي
في حفظ الكريم اللي عبيده مونساي
هجرك لي صعب ناراتبق في حشاي
متين تطرانا ياسعدي وتقبل جاي

يوسف :

لاباكر بقبل جيهة الباساي
وبمرق فوق ود اللتيمة والعشير واجي جاي
بسرع في مشيا وبسبق التاتاي
وبتوجه عليكي واياكي انت مناي

امنه :

حبيبي ود عمي وتاني زوجي حلالي
جمل الشيل ودخريا البيستر حالي
لوبي خاطري فرقك ساعة ماببقالي
في وداعة الله يالدود اللوامحه غزالي

يوسف:

ودعتكم الله يا الظبية الماججة ناري
تمسي تصبحي في حفظ الكريم الباري
مابقعد كتير خاتك دوم في اسراري
انت اميرة والنسوان سواك جواري



و مع موسى ود جلـــــي ......



بعد سفر يوسف تصادف ورود الإيل مع بعض واختلطت فقتل قدال بكرة البني جرار ام فرعات

وضرب جقلاب

فقال جقلاب :

خبارك ياقدال كتلت الناقة
هل قاصد كتال ام جيت تسوي العاقة
ات قاصدنا يازول ام زمنكم فاقة
تكتل السمحة ديمة النفتخر بي عراقة

قدال :

انت براك ياود الزليلة بكتلك
مابسأل في الكبار والصغار المتلك
ان درت الكلام انا في الصقيعة بشتلك
وان درت الكتال اسويك حبل وافتلك
--------------

يذهب جقلاب الي سيده موسى ويقول له:

عند قومة الجهل ماك الدني تستكره
تدخل لجة الحارة وتحل الوكرة
ان لاقاك طارق منه تاخذ الشكره
ماشفت العبد قدال كتلنا بكره

موسى :

بكرتن ياتا

جقلاب :

ام فرعات متل ذهب البراتين ذاتا
تهبش في مشيها وللدرب تتخاتا
مأصلة في النسل من جدها ومرحاتا
تحسب من تمانية ولا اربعين اماتا

موسى :

تلقاهم عبيد يوسف علينا شماته
عبدهم اللعين الليلة خاتا وخاتا
يكتل الناقة من ذنب دي غتاته
يحرق لي فؤادي ويحزنن مرحاتا

ود الكير :

شن تفهم بعد مافتحوا للشر باب
قدال من قبيل مو مراعي للاداب
والله نؤدبن ولا بقيت انا الكضاب
تربة الكير بدورونا نصبحن طلاب

موسى :

العجل العجل شدوا الإيل بي سرعة
ود الكير يبدر للابل في المرعى
انا وكورينا اخوي سم الرجال موجرعة
امنة نجيبها فوق طيقان جمالنا وشرعة

----------------------------

يذهب موسى ومعه كورينا لاخذ امنة ياتيها ويخاطبها

موسى :

امنة سلام عليك

الكحلة المتل نور الكنار عينيك
ام مايقا رشارشه مشبكات شبيكي
حور الجنة لو شافوكي باسن اديك

امنة:

مرحبتين حبابك ياصباح الخير
حباب قايد الرجال قودة الرهو للطير
بشوف وجهك صبيح مابيشبهوك الغير
ابقو على المنازل جيدو جادين سير

موسى :

ماجيناك ضيفان اكل وشراب
حالة الدنيا كل عمار وراه خراب
فوق عش الصقر ما قالوا رك غراب
ترا الشكرية حقروبنا وبقينا اغراب

امنة :

خباركن جيتوا هساع وجيتوا شن دايرين
بشوفكم ناس ركوبة وللرحيل ناوين
بشوف الشر بيقدح والمعاك حاسرين
كدي يافارس العرب ورني شنه دايرين

موسى :

جينا نسوقك انت وللعريب سايرين
وحات عينيك ديل وحواجبك النايرين
اياكي انتي مرادنا وجينا ليك شادين
وباكر بظهروا الطايرين من الراكين

امنة:

لو قايلين فوارس وفي البلد فرسان
الماعنده شفتين مابكون له لسان
درتو الموت حقيقة ابليس عدو الانسان
مالقيتو الحريم الا امنة بت حسان

موسى :

حكاية غريبة مابتراعي ياكورينا
انا موسى بتعاين لي امنة بي عينينا
خالفة حكارا مابتمرق على كرعينا
تمرق لينا برا وتقبل كفوف ايدينا

امنة:

موسى ودجلي سجمنا شن سوينا
موسى :
انا ماني البليد وماني المرخرخ دوفي
صاقعة وابل العينة السحابا مفوفي
الحاصل كتير ياامنة اسمعي شوفي
عبدك كاتل الناقة ومحرق جوفي

امنة :

يافارس القبايل ومقنع الكاشفات
يا الدود المنافي الكاسر الكافات
يالصديت ديوش حمرة ودغيم حافات
لا تواخذنا بي فعل الفريخ الفات

موسى :

فوق زملا همام شدينا شلنا خيامنا
قليهو الكلام كدي امرقي قدامنا
انا الليلة بسوقك لا محال يا امنة
سببا للشكارى ان كان يدوروا لطامنا




و أخيــــــــــــــــراً ........


اخذ موسى امنة ولحقه فزع الشكرية فعندما راهم قال

موسى:

انا موسى وانا اخو شمة
وانا اب قلبا حجر من الدواس ماهم
عريس الخيل ودود الليل اخوك ياشمة
مابتشوفي داك يا امنة فزعك لم

امنة :

لا تشوف العريب والدردشة المنخمة
ما بردوني منك يانقيع السمة
لو جاني البسر بالي ويفرج الغمة
كان ياهو المراد والليلة يومك تم

------------------

يتصدى موسى لفزع الشكرية ويردهم

وبعد عدة ايام ياتي يوسف ولاعلم له بما جرى فيلقاه قدال باكيا ويقول له

قدال :

سلام عليك ايابه
ركازة الضعافة ومنزل الجلابة
بني جرار وراك في بكرة حلابة
موسى ساق جميع مالينا وادلابا
الماصع البطبق الهيجة في طول عامه
البازل النعوم من فضلتوا وانعامو
بحر المالح المابقطعوه العامو
بني جرار وراك ما ساقوا امنة وقاموا

يوسف:

شوف قدال وليدي الليلة مشنا كلامه
جاب خبرا فسل قبال اتم لسلامة
عجز الصبر والضي صار عندي ظلامو
كيف ساقوها والشكرية كالاعلام

قدال :

الشكرية ياسيدي في فزع امنة مابنلامو
سوهو الجهد لحقونا في انعامو
جاهم موسى رافع راسه زي الهام
صداهم حفايا وبالدرب بترامو

يوسف :

كم شديت على عاصيا بعضي لجامو
كم فرتك ديوش عربا وديش عجامو
انا سنينات انا دود الخلا الهجامو
ترا الغرباوي سواها وعلي نجامو

-----------------------------

يلحق يوسف بالبني جرار وتراه آمنه من بعيد وموسى لا يراه فيقول مخاطبا آمنة

موسى:

وكتين قمنا من ناس أب علي وصعدنا
الله يقده يوسف ما حضر واعدنا
تمشي هناك يا آمنة وتشوفي بلدنا
تنسي الشكري ياندفة رفاعة الفدنة

آمنة :

انت وكتين قمت سيد المنفلة غايب
سقت ام درعة تبكي وانت خاطرك طايب
ابو التاية الدرع مابسلكوه ضرايب
داك اللم راجل ام الصبي والشايب

موسى :

انا اخو شمة وكت الشوف يشوف
وانا اب قلبا مصصم مابدخله الخوف
انا الدابي الحجر وارد مشارع اب روف
اخوك ياشمة انا المرض السكن في الجوف

امنة :

مهلا لاتضيق لوك الصبر ياموسى
والبت الموسقة جاها تور جاموسة
راجل امك وصل واصبحت كالناموسة
حد شكرك وقف دابك لحست الخوسة
-
----------------------------

يتقابل يوسف وموسى ويتبارزان فيجد يوسف فرصة لقتل موسى ولكنه يضربه بعرض السيف فيلقيه ارضا فيعاتبه

موسى لماذا لم تقتلني استحقرتني ام استصغرتني

فيقول له يوسف والله لا استحقرتك ولا استصغرتك لكن أنا الضو في النار مابكتله الا تكتله آمنه
فتاتي فتيات البني جرار ويكشفن مقانعهن ويقلن ليوسف :

وكت جيناك في ساعة النهار الحار
كم بذلت لنا وكم نحرت بكار
الداير يضارعك أنت لكته حجار
ياابو التاية كشفن لك بنات جرار

يوسف :

قايل موسى في هذي الليالي زناتي
ومو عارف الحريم جايبات ضكور واناتي
قباله الاسود لاقوني عرفوا شناتي
عندي المتلكن اتقنعن يا بناتي
اتقنعن

شمة تقول :

واخيبة رجايا وا انعراكة كفي
واكشفت غطايا وا انهدامة صفي
اريتني ان كان لقيتك بالمحاس متوفي
مالك يسكك الشكري وتجيني مقفي

ام موسى تقول :

كنت ارضع فيك وألب
قايلاك أسدا ما بتنغلب
تدخل الميدان تجي منقلب
الليلة بقطع شطري واديه الكلب

موسى يقول :

يمه دا يوسف سنينات مابيتلاقى لي
امنة تقول له :
مالك شن شفت منه

موسى :

دا يوسف سنينات
اسد الخلا القنات
عينيه الحمر شينات
عقابه كتل والليلة طاري بنات
--------------------------

يرجع يوسف بامنة فتقول له

امنة :

اتذكرنا غيبتك وقلنا وافلتنا
بكينا بكا المفارق والدموع بلتنا
ما انسرينا كتلو اهلنا زادو غلطنا
صدو عيال شكير والاعدية اتقلتنا

يوسف:

نكبات الزمن يا امنة ما بتستامن
وبتزيد القلوب من الغبينة مدامن
بتعرفني القبايل للضريبة ميامن
لطام الخيول يوم الديوش تتهامن

شكرآ لك الأخ /الباشمهندس/كمال عوض الله علي هذه الذكريات النيره وفعلآ هذا هو حاضرنا جاء مبكرآ سابقآ لمسقبلنا،والذي قمتم به ومجموعتكم صاحبة العهد الذهبي هي كانت نقطة التحول الكبيره التي نعتز ونفخر بها وكما ذكرت كانت معروفه حتي علي نطاق القري المجاوره، نرجو منك محاولة الاستمرار لنشر هذه الثقافات في شكل حلقات حتي تعم الفائده للجميع وخاصة ابناء وشباب المستقبل.