الي والدتي الغالية جدا

امي الحبيبة اته لصعب جدا ذلك اليوم الذي فارقتك فيه و كيف تالمت كثيرا و انا احمل حقيبتي و اود الرحيل الذي لم يكن بأرادتي في تلك اللحظات مر شريط الذكريات متسارعا امام عيني كما الكتاب المفتوح امامي و رايت عليه شخصي و انا لم ازل يافعا احبو لكي امسك بطرف توبك حتي انبهك الي انني اريد شيئا معينا منك و قد فهمتي قصدي دون الحاجة الي سؤالي مرة اخري و لبيت لي طلبي بكل حنان و عطف ... كما اذكر انني قد كبرت قليلا و اصبحت العب مع اقراني نتشاجر احيانا و نتصالح احيانا و انتي واقفة علي مقربة منا تراقبين تحركاتي حتي لا اصاب بأذي.. و قد مرت السنين واحدة تلو الاخري و قد دخلت الي مدرسة و اذكر تماما قومة الصباح و جلسة شاي الصباح و لمة الصباح و انتي تفعلين كل ذلك في سرور تام بالاضافة الي تحضير السندوتشات و الشنط و تكوني برفقتي حتي ادخل الي المدرسة و تودعينني و لكن اكتشف بعد الانصراف لفسحة الفطور انك لم تذهبي الي الببيت بل كنتي جالسة كل تلك الساعات حتي تطمني ان اتناول افطاري ...



و مرت السنين و العقود و صرت شابا و في مراحل متقدمة في الدراسة و لكني اعلم انني لم ازل في ناظريك طفلا و ما زال ذلك الحنان الذي يغمرني كما هو لم تغير فيه الايام مثقال ذرة ..

الان يا امي انا بعيد اتجرع كاسات الحرمان بسبب بعدي عنك و لو كنت اعلم ان فراقك صعب لهذا الحد لما فكرت فيه مجرد تفكير ..

و كم ساشتاق اليك يا امي و الي جلسة الافطار التي تجمع الاسرة كلها و انتي تقومين علي خدمتنا دون تزمر او كلل بل الابتسامات تملا خديك ..

انتي يا امي اعظم ما لدي في هذه الفانية و انتي الدافع و الحافز و اجمل شيء عندي ..

دعواتك التي لا تنقطع هي الامل و الحياة و كل شيء ..

امي انا اتألم كثيرا و انا بعيدا عنك و ابكي كلما اري طيفك يمر علي و انا الان اكتب هذه المقالة ولا تكف عيناي عن البكاء ابدا ..

امي الي ان القاك ارجو ان تدعي لي الله ان يوفقني في طريقي الذي سلكته و ان يقدرني ان ارد ولو جزء قليل من جمايلك ..

امي اني احبك جدا فلا تظني ات البعد عنك استمتاع او ابتهاج .. بل بالعكس اللحظة الواحدة وانا بجوارك احس كمن امتلك الدنيا بما فيها

و حتي يجمعني الله بك عفوك و رضاك يا امي