حلم الجيعان

من طرف امين كمبوني الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 3:26 pm

جاء من الولايات إلي العاصمة التي يحلم بها الكثير من الشباب و ذلك من اجل الدراسة الجامعية و التي دخلها لها بنسبة كبيرة جدا حيث انه كان متفوقا في دراسته و أيضا له ميول ثقافيا كثيرة أهمها كتابة الشعر..

بهرته أضواء الشوارع و التي لم يراها في قريته الصغيرة فقد وصل إلي العاصمة ليلا و لا يدري إلي أين يتجه أو مع من يسكن فلا احد له هنا..

صار يمشي في الطرقات يكاد رأسه إن ينفجر من شدة التفكير و كذلك النعاس..

وضع حقيبته الهاند باك علي الأرض و جلس عليها ولا يزال كذلك حتى غطي في نوم عميق أحس بان هنالك يد تمتد إلي كتفه و صوت عذب كأنه من سيمفونيات بتهوفن الجميلة يقول له بحنان تعال معي إلي البيت لتنام بدلا من النوم علي الطريق ..!!

فتح عينيه و رأي ما لم تراهما عيناه من قبل .. وجه كأنه القمر ليلة تمامه قوام رشيق لون ليس كلون البشر عينان تحملان براءة الأطفال .. لم يشعر بنفسه حين بدأ يردد أبيات من الشعر ..

لقيتك صدفة بلا ميعاد رسمتك أنتي في جواي

سبحان الله رب العباد في لحظة أتحقق مناي

بقيتي أنتي كل الزاد كل أيامي في دنياي

ودون أن ينطق كلمة بعد ذلك كالذي أصابه الخرس.. نظرت إليه و في وجهها ابتسامة جميلة و قالت له اركب معي السيارة حتى نذهب إلي البيت لتأخذ قسطا من الراحة و صاحبنا قد جحظت عيناه من الاندهاش الشديد .. ركب معها سيارتها المكتملة التكييف التي لم يري لها مثيل من قبل و واصلا المسير دون أن يكلم احديهما الأخر حتى وصلا إلي منزلها حيث المفاجأة الكبرى وهي ذلك القصر الذي رآه واسع المساحات , تحفه أشجار الزينة من كل مكان و الأغرب من ذلك عندما رآه بالداخل لم يصدق عينيه الخدم و الحشم و الأثاث ..

بعد أن أفاق من صدمته الحضارية تلك وجد ما لذ و طاب من الأكل و الشرب أمامه و بدأ في التهام ما تستطيع يده حمله حتى امتلأت بطنه تماما.. اخذ يلتفت يمنة و يسري لكنه لم يري أحدا و بعد مدة ليست بالقصيرة دخلت عليه ملهمته الجميلة فقفز من جلسته كالملسوع.. لكنها دعته للجلوس مرة أخري فجلس.. قالت له لقد تغيرت كثيرا منذ أن غادرت إلي بلاد الغربة البعيدة و كنت انتظر رجوعك بفارق الصبر و الحمد لله انك عدت إلي سالما بعد أن كواني جمر الفراق الحارق .. رد عليها بكل ذهول و قال لها من أنا..؟ و قبل إن ترد عليه دخلت أخته الصغرى و هي تصرخ فيه (قوم يا حماد عشان تمشي تجيب فول الفطور)..