الضرب تحت الحزام:

من طرف محمد الامين الثلاثاء مارس 31, 2009 4:02 pm

الضرب تحت الحزام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد أن أفرغ في جوفه الملتهب كوب الماء البارد.. واسترخى في المقعد الوثير.. زفر زفرة حرى.. ومال برأسه إلى الوراء كأنه يستجمع شريطاً من الأحداث والمواقف.. تركته يتحدث.. وأطلقت له العنان.. لم أقاطعه.. ولم أتفوّه بكلمة واحدة.. هو يحكي... وأنا أنصت إليه بحرص شديد.. منذ زمن بعيد اشتهر أبناء هذا الوطن وبناته بالعديد من الصفات الرائعة.. والصفات الحميدة.. والموروثات النبيلة.. ومثلما كان قديماً المجال صنواً للبشر والأماكن.. فقد كانت المحبة والإلفة والاحترام تمشي على قدمين بين الجميع.
ولأننا نعيش الآن في زمن السماوات المفتوحة.. والفضائيات المتعددة.. إضافة إلى ضغوط الحياة وقساوتها.. فقد اختلت المقاييس.. واهتزت المعايير.. بعد أن كنا نتسربل بالمودة والإلفة والحب.. واختفت من قاموس حياتنا تلك الأيام البعيدة والمطرزة بوهج الربيع.. انحسرت مساحة المشاعر الدافئة.. وغاب التعامل الراقي والاحترام المتبادل.. وقديماً كانت خلايا الجسد مسكونة بالمروءة والشهامة والرجولة.. سافرت كل الصفات الطيبة والتي كانت تلازمنا ملازمة الظل.. ودخلت مفردات النخوة والطيبة والتسامح في كهف شديد العتمة.. كثيف الظلام.. لماذا صار هدف البعض هو اصطياد أخطاء الآخرين.. ورصد خطواتهم وملاحقة أنفاسهم.. لماذا يلجأ البعض للضرب تحت الحزام من أجل مصالح ذاتية.. ومنافع شخصية.. لماذا افتقدنا وبدرجة كبيرة عرى الإلفة والطيبة.. ووشائج التقدير والاحترام.
لماذا يسعى البعض إلى الوصول إلى غرضه وهدفه بشتى الوسائل والطرق.. حتى ولو كانت هذه الوسيلة تحمل بين طياتها كل معاول الهدم والغدر والخيانة وحب الذات.. لماذا يبتسم البعض ابتسامة عريضة وتحت جلبابه يخفي سكيناً صدئة وسامة.. يغرزها في الأحشاء متى ما وجد الفرصة المواتية.. لماذا يفضل البعض أكل لحوم البشر.. والبحث عن عورات الناس... يتلذذون بمضغ سيرتهم في كل زمان ومكان... لماذا يجدون المتعة والراحة في تناول أخبار الناس... ولا يبدأون يومهم إلا اذا تم تشريح أجساد الكثيرين.. والغائبين عن أعينهم ومكانهم.. طلب صديقي كوباً ثالثاً من الماء القُراح.. ودلقه في جوفه بحرقة شديدة.. وكأنه لم يتخلص من ذلك البخار المكتوم بين ضلوعه.. خف بصره نحو الأرض... وبلا مقدمات اشتعلت قسماته بوميض الجدية والصدق.. إننا حقاً نعيش في عالم لم يعد بريئاً أو نقياً.. لقد تلوث كل شيء من حولنا.. أحياناً نحس وكأننا فقدنا بوصلة الإتجاه.. وحيناً نقر بأننا صادرنا من أعماقنا كل ذلك الإرث الجميل... تسللت شهوة الحقد والإنتقام إلى قلوبنا.. واقتحمت جرثومة الأنانية وحب الذات إلى نفوسنا.. حيث أصبحت ذواتنا الفانية هي كل مبتغانا وهدفنا... نعدو ونركض خلف الآخرين ولا نبتلع أخطاءهم... ونحمل في أعماقنا رغبة عارمة في اللحاق بهم والقبض عليهم.. وأخيراً ذبحهم.. وليس بالضرورة أن يكون بقطعة حديد لامعة.. ولكن القتل يمكن أن يكون معنوياً.. وأدبياً.. أنه اندفاع أحمق... وغرض أخرق... رفع صديقي بصره نحو سقف الحجرة المشحونة بالبرودة.. جذب نفساً عميقاً.. أرخى ساقيه... ثم داهمته لحظة حزن عابرة... وهو يقول.. هل فات على هؤلاء أن ما يفعلونه تجاه الآخرين سيرتد إلى صدورهم.. وان امتد الزمن.. وتقادمت السنون.. هل نسي هؤلاء أن عين الله لا تنام.. وأنه يأخذ كل ظالم ومعتدٍ أخذ عزيز مقتدر.. ثم راح في صمت عميق... أطبق عينيه الواسعتين.. وحاصرته رياح إغفاءة سافرة.. وعندها احترمت هذه اللحظة من الضعف الانساني.. وتسللت بهدوء من المكتب

من طرف ابو الزعيم الثلاثاء مارس 31, 2009 7:14 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من طرف بلسم الأربعاء أبريل 01, 2009 10:57 am

اخى محمد الامين
استوقفنى كثيرا ماكتبت
فى الزمن الحاضر تحدث بكثرة انواع الضرب تحت الحزام واحيانا من القريب قبل الغريب
ابعد الله عنك وعنى وعن جميع الاهل ضرب تحت الحزام
ولك كمية من التشكرات على هذا الموضوع

الضرب تحت الحزام:

الضرب تحت الحزام:

رد: الضرب تحت الحزام:

رد: الضرب تحت الحزام: