السياسة والنزاع في السودان
صفحة 1 من اصل 1
السياسة والنزاع في السودان
شوهت الحرب الأهلية وجه التاريخ السوداني للخمسين عاماً الماضية، فقد تسببت النزاعات المسلحة المطولة بمقتل وجرح وتشريد الملايين من الأشخاص وتعطيل قطاعي الصحة والتعليم وتدمير أسباب الرزق والمعيشة. بسبب الحرب دمر الكثير من رأسمال السودان المادي والبشري وهدرت فرص التنمية. أما الاختلال الاقتصادي نتيجة المصاريف العكسرية وانعدام الاستقرار السياسي ومناخ الحقد وانعدام الثقة فلا تقدر بالمال.
انصب أغلب الاهتمام الدولي على الحرب بين الحكومة والجماعات المسلحة الجنوبية (1955 – 1972 و 1983 – 2005) ولكن الإحساس بالتهميش لم يكن ظاهرة جنوبية فقط، فجماعات مثل البجا في الشرق والفور في دارفور وجبال النوبة في كردفان كانوا من بين مجموعات عديدة انجرت إلى نزاعات مسلحة مع الحكومة السودانية أو الميلشيات المدعومة من الحكومة. وصفت النزاعات المسلحة في السودان بأنها حرب أهلية من عدة حروب متداخلة، وبشكلٍ مساوٍ فإن أسبابها متشابكة فقد لعبت أبعاٌد ومسبباتٌ كثيرةٌ دوراً فيها منها الاقتصادي والعرقي والثقافي والديني والدولي ومنها ما يتعلق بالموارد وإن كان بعض هذه الأبعاد والمسببات أهم من الآخر. وعزز كل ذلك أزمة الشرعية في الدولة واستخدامها كوسيلة للاستغلال الاقتصادي الذي يدفع النخب السياسية للتنافس على السيطرة على مؤسسات الدولة. عملت أنظمة الحكم المتعاقبة على توظيف الهياكل الإدارية لإضعاف سيطرة السكان المحليين والسلطات المحلية على الموارد. واستخدمت الهوية والأيديولوجيا (وخصوصاً القومية العربية والإسلام السياسي) لحشد الدعم للتعويض عن إخفاقات سياسة الدولة في الحكم وفي التنمية. وأتقنت النخب السياسية سياسة “فرق تسد” الموروثة من الحقبة الاستعمارية عبر التنظيم الإقليمي (المناطقي) للدولة السودانية الحديثة وكانت نتيجة ذلك هي التخلف والاستبعاد والنزاعات والعنف
انصب أغلب الاهتمام الدولي على الحرب بين الحكومة والجماعات المسلحة الجنوبية (1955 – 1972 و 1983 – 2005) ولكن الإحساس بالتهميش لم يكن ظاهرة جنوبية فقط، فجماعات مثل البجا في الشرق والفور في دارفور وجبال النوبة في كردفان كانوا من بين مجموعات عديدة انجرت إلى نزاعات مسلحة مع الحكومة السودانية أو الميلشيات المدعومة من الحكومة. وصفت النزاعات المسلحة في السودان بأنها حرب أهلية من عدة حروب متداخلة، وبشكلٍ مساوٍ فإن أسبابها متشابكة فقد لعبت أبعاٌد ومسبباتٌ كثيرةٌ دوراً فيها منها الاقتصادي والعرقي والثقافي والديني والدولي ومنها ما يتعلق بالموارد وإن كان بعض هذه الأبعاد والمسببات أهم من الآخر. وعزز كل ذلك أزمة الشرعية في الدولة واستخدامها كوسيلة للاستغلال الاقتصادي الذي يدفع النخب السياسية للتنافس على السيطرة على مؤسسات الدولة. عملت أنظمة الحكم المتعاقبة على توظيف الهياكل الإدارية لإضعاف سيطرة السكان المحليين والسلطات المحلية على الموارد. واستخدمت الهوية والأيديولوجيا (وخصوصاً القومية العربية والإسلام السياسي) لحشد الدعم للتعويض عن إخفاقات سياسة الدولة في الحكم وفي التنمية. وأتقنت النخب السياسية سياسة “فرق تسد” الموروثة من الحقبة الاستعمارية عبر التنظيم الإقليمي (المناطقي) للدولة السودانية الحديثة وكانت نتيجة ذلك هي التخلف والاستبعاد والنزاعات والعنف
ود..نقد- مشرف القسم الثقافي
- عدد الرسائل : 3199
الإسم الكامل : وجدي الطيب نقد نقد مصطفى
نقاط : 10125
تاريخ التسجيل : 05/12/2009
مواضيع مماثلة
» من الذي اطلق اسم السودان على السودان
» فلنكن بعيداً عن السياسة والمهاترات
» توظيف الدين فى السياسة لدى الغرب
» غرب السودان + جنوب السودان
» •:*¨`*:•كيف تعرف انك في السودان؟•:*¨`*:•
» فلنكن بعيداً عن السياسة والمهاترات
» توظيف الدين فى السياسة لدى الغرب
» غرب السودان + جنوب السودان
» •:*¨`*:•كيف تعرف انك في السودان؟•:*¨`*:•
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى