بعد فشل مراهناته تحالف جوبا يتهم واشنطن بالتدخل في الانتخابات السودانية

من طرف ود..نقد الأربعاء أبريل 14, 2010 11:57 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد ما تضح للجميع – محلياً ودويلاً – أن الأخطاء الفنية التي صاحبت إجراءات الانتخابات السودانية في يومها الأول، أخطاء عادية ومتوقعه وعلى الجميع أن يستصحب معها طبيعة تعقيدات العملية وتفردها كعملية نادرة في منظومة العمليات الانتخابية الجارية في دول العالم كافة متقدمة أو غير متقدمة.
بعد ما اتضح ذلك وخاب ظن الذين راهنوا وبنوا كل حساباتهم على فشل العملية، فان تحالف جوبا، بدا تائهاً كاليتيم، الذي ضاع في الزحام لم يجد شيئاً يقوله سوى أن يتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في الشأن الانتخابي السوداني!!
قال بذلك السياسي غير المرتكز على أي قاعدة شعبية أو حزبية سوى ما يعرف عنه بانتمائه لما كان يسمي بالتجمع الوطني الأستاذ فاروق أبو عيسي .
ومن الغريب حقاً أن يسوق أبو عيسي اتهاماً ضد الولايات المتحدة على هذا النحو يتهمها فيه بأنها تتدخل في الشأن الانتخابي السوداني، فمن جهة أولي فان أبو عيسي وهو رجل قانون – دعك من كونه سياسي – ويشهد كيف تسير عملية الانتخابات ويراقبها مراقبين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والأميركيين، وما من عاقل – في ظل وجود هذا الكم الهائل من المراقبين المتبايني الجنسيات والانتماءات يساوره اعتقاد بأن كل هؤلاء يعاونون الولايات المتحدة للتدخل في الشأن الانتخابي السوداني!
ومن جهة ثانية فأن أبو عيسى أيضاً تحاشي الإشارة إلى ماهية هذا التدخل وكيفيته وهو يعلم أن الولايات المتحدة اذا جاز لها أن تتدخل وتدعم طرفاً من أطراف العملية الانتخابية فإنها لن تدعم بحال من الأحوال المؤتمر الوطني الذي ظلت تكيل للسودان – بسببه – عشرات العقوبات والقرارات الدولية، وليقل لنا أبو عيسى بأي منطق تدعم واشنطن إسلاميين تعاديهم وتعتبرهم داعمين للإرهاب وتضع أسم بلادهم في قائمة سوداء!!
من جهة ثالثة – وهذا هو الأغرب حقاً – فان أبو عيسى وتجمعه ظلوا طوال حقيبة التسعينات يحرضون واشنطون للتدخل ضد السلطة الحاكمة في السودان، وأبو عيسى على وجه الخصوص وفي وثيقة إعلامية معروفة سبق وأن دعا القاهرة للتدخل وضرب السودان وكان يستحثها وكأنها بلد مجاور لبلده وليست بلده في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس مبارك!!،
وأبو عيسى أيضاً كان في التجمع الذي قدم أحد أعضائه (معلومات مغلوطة) للولايات المتحدة لضرب الخرطوم، وبالفعل تم ضرب مصنع لإنتاج الأدوية على اعتقاد أنه مصنع لإنتاج أسلحة كيمائية في الخرطوم بحري عام 1998!!، رجل بهاذ التاريخ الطويل من الوقوف على شاطئ الأطلسي الغربي وظل هو ورفاقه يبنون حساباتهم على الصواريخ والطائرات الأجنبية لتقتلع لهم النظام الذي استعصي عليهم، يطل على الناخبين السودانيين – بكل بساطة – ودون أدني حياء ليقول لهم بملء فيه أن واشنطن تتدخل في الشأن الانتخابي السوداني!!
أن الناخبين السودانيين بالطبع أذكي من أن يستمعوا لمنطق كهذا، وأذكي من ا، ينساقوا وراء أحاديث مملة لجأ إليها الذين خابوا وخيبوا ظنون مواطنيهم، فالعملية الانتخابية – رغم أخطائها الفنية – مضت بسلاسة، ولم يجد المراقبون الدوليين حرجاً في الإشارة إلى أنها أخطاء عادية ليس فيها شبهة تزوير كما أن الإقبال المنقطع النظير عليها لدرجة اضطرار المفوضية لمد أيام الاقتراع خير شاهد على نجاح العملية فماذا سيفعل تحالف جوبا، وأين يدشن وجهه الكالح الذي أحاطت به الحسرة والندم؟
نقلاً عن صحيفة سودان سفاري ،،،