النميمة .. ومجالس الرجال!!!

من طرف ود..نقد الأربعاء أبريل 28, 2010 8:54 pm

على غير العادة حضر (ابراهيم) الى منزله في وقت مبكر.. وقد كان من قبل يقضي الليل ساهراً امام «دكان الحي» مع «شلته» المكونة من مجموعة تضم رجال يشغلون مناصب مختلفة .. ولكن عندما يجتمعون في مكانهم هذا، يصبح لا فرق بين المتعلم وغير المتعلم.. اذ يتناولون في جلستهم اخبار الناس.. لا ينجو من ألسنتهم أحد في «الحلة» .. وصارت «النميمة» هي المفضلة لديهم.. ولا يمر شخص بجوارهم إلا وتبعه تعليق منهم!!
إندهشت زوجة (ابراهيم) من حضوره المبكر!! فسألته مالك الليلة جاي بدري) قال لها الونسة مملة وما سمحة) كلها صارت عن الانتخابات ومغالطات.. قالت وانت بتحب تتكلم في شنو ان شاء الله؟؟) قال كنا بنعرف اخبار الناس و(الشمارات) بتجينا اول بأول .. (إلا اليومين دي ما عارفين أي حاجة!!) وقلت (احسن امشي البيت انوم) لأن (الونسة) فطيرة وما مشجعة على (القعدة) والسهر!!) وقال الجلسة لو ما فيها نميمة بتبقى ما حلوة).
(ابراهيم) واصدقائه حالهم كحال اغلب الرجال في مجتمعنا.. يتنادون من أجل (النميمة) سواء أكانوا في مكان العمل أو الحي.. إذ غاب عن مجلسهم النقاش حول «كرة القدم او السياسة» وحل محل هذه الاشياء الحديث عن الناس في اعراضهم ومشاكلهم .. والناظر الى الاوساط المختلفة يلاحظ ان الرجال يميلون الى (النميمة) أكثر من النساء اللائي اشتهرن بها في السابق.. وكان الرجل اذا اخطأ يوماً وتحدث عن شخص في غيابه فكل الذين معه يستنكرون عليه هذا الخطأ بل ويصفونه بـ (المرأة) واذا كرره يقاطعون مجلسه لأنه «دائماً في سيرة الناس».. لذلك كنا نجد الرجال دائماً حريصين على عدم التحدث عن الناس في غيبتهم.. أما الآن حدث ولا حرج .. مجالس الرجال صارت كلها «نميمة» ولا تحلو لهم «الونسة» ما لم يدخلوا فيها (فلان وعلان)، أما الطرف الآخر «النساء» فقد تركنها للرجال وأصبحن واقعيات وزهدن عن هذه المسألة.
لماذا تغيرت اخلاق الرجال وصاروا يغتابون اكثر من النساء هل هو فراغ ام ماذا؟!!!
( فيما يختص بموضوع «النميمة» عند الرجال هناك دراسة ميدانية كشفت ان (10%) من الرجال يميلون الى النميمة والوشايات في مكان العمل.. مقابل (4%) من النساء و أن اسباب ودوافع النميمة تنوعت بين تضييع اوقات الفراغ بدون هدف ما، كنوع من الترويح والترفيه عن النفس وايضاً تهرب الشخص من مشكلة والتأكيد على قيمة النفس، واظهار الأنا بالمقارنة مع الآخرين.. وبالتالي ايذاءهم .. كما يلجأ البعض الآخر للنميمة للهروب من المشاكل التي يتعرضون لها وذلك بالتركيز على نقاط الضعف لدى الآخرين بين الرجال والنساء.. و هناك العديد من الدراسات التي تناولت ظاهرة النميمة عند الرجال.. حيث أكدت ان الرجال يخوضون في النميمة اكثر من النساء خاصة في (نميمة) التلفون المحمول وكانت نسبة الرجال مرتفعة.. وكانت المواضيع التي تدور حولها النميمة تقريباً هي نفسها نميمة النساء.. ولفتت الدراسات الى نوعية الشريك في (النميمة) فالمرأة تميل الى النميمة مع المرأة.. أما الرجل فيميل الى النميمة مع كلا النوعين سوى مع زملاء العمل أو الاصدقاء.