وعن الشيخ سعيد محمد نور رحمه الله اليك هذه النبذة التاريخية

وعن الشيخ سعيد محمد نور رحمه الله اليك هذه النبذة التاريخية : (كان في جامع الخازندار بحي شبرا بمدينة القاهرة بمصر رجل أسمر اللون من أصل سوداني وكان هذا الرجل يقرأ القرآن بطريقة غريبة كلها شجن تستدر الدموع من العيون التي لم تعرف طعم الدموع قط , هذا الرجل اسمه الشيخ سعيد محمد نور. كان صاحب اسلوب متفرد في التلاوة مغلف بالشجن العميق .. روى عنه معاصروه الكثير وحكى عنه : ان سائقي ترام شارع شبرا كانوا يتوقفون عند سماعهم لصوت الشيخ سعيد واستجابة للركاب ايضا .وفي عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية - رحمه الله - قصد الشيخ سعيد محمد نور رحمه الله الديار الحجازية لآداء فريضة الحج ، وقبل أن تحط الباخرة التي تقله رصيف ميناء جدة وصلت أخباروصوله إلى القائمين والعاملين في إذاعة جدة والتي كانت أول إذاعة سعودية والتي أنشئت سنة 1368هـ فكان لها النصيب الأكبر في تسجيل قراءات له ، فقد قام بتسجيل سورة مريم وطه والحديد والتكوير على أشرطة سلك قبل ظهور أشرطة الريل ، ولاقت تلك التسجيلات إستحسان الكثيرين من المسلمين حتى أن المديرية العامة للإذاعة آنذاك ( وزارة الإعلام حالياً ) كانت تسجل الآف النسخ من تلك التسجيلات وتقدمها لضيوف الرحمن من الوزراء والرؤساء والإذاعات الإسلامية ، وكان الملك عبدالعزيز يرحمه الله من أشد المعجبين بتلاوة الشيخ سعيد ، فعرض عليه البقاء بالديار المقدسة لكن الشيخ سعيد أعتذر لظروف خاصة ، لكن محبة السعوديين للشيخ لاتزال باقية في قلوب الكثيرين حتى يومنا هذا .وقد هاجرالشيخ سعيد نور من مصر واستقر في الكويت في مطلع الثمانينات هجرية وسجلت اذاعة الكويت القرآن الكريم بصوت الشيخ سعيد وتذيع له مرة كل أسبوع في فترة الفجر وقضي الشيخ سعيد بقية حياته في الكويت حتى أختاره الله لجواره في منتصف الثمانينات الهجرية ولكنه ترك ثروة روحية غالية بتسجيلاته للقرآن الكريم . وبعد وفاة الشيخ سعيد نور يرحمه الله بعث أبناؤه بأكثر من مآئة تسجيل قرآني بصوت والدهم لإذاعة جدة وتم إدراجها ضمن القراءات المذاعة وكانت تلك التلاوات تم تسجيلها من داخل جامع الخازندارة بمصر وتاريخ تسجيلها يعود في بداية عهد الملك فاروق ملك مصر .رحم الله شيخنا سعيد محمد نور الذي نوّر قلوبنا برقة تلاواته التي غلفها بالشجن والحزن ).
ايضا من خلاوي دنقلا الشهيرة خلوة الشيخ عيسى ولد كنه بمشو وهو اول من ادخل علم القراءات في السودان بعد ان تلقاه من الشيخ التلمساني الذي قدم من المغرب ، وخلوة الشيخ طويل بجزيرة بنارتي ، وخلوة الشيخ هارون بجزيرة مقاصر وكانت مرجع اعلى حيث يبعث اليها الحفاظ من الخلاوي الصغيرة لنيل الاجازة في الحفظ ، وكانت للشيخ هارون مواقف مشهودة مع المستعمر حيث رفض دخول المفتش الانجليزي الى خلوته باعتباره كافر لايجوز السماح له بتدنيسها كما رفض الدعم المادي المقدم من الحكومة في ذلك الوقت باعتباره مال حرام رحمة الله على الشيخ هارون . وكذلك خلوة الشيخ شروني الشهيرة بارتدي والتي درس فيها الشيخ صالح الجعفري مؤسس الطريقة الجعفرية بمصر ودرس فيها ايضا الشيخ علي الامام وابنه دكتور احمد علي الامام ، وكذلك خلوة الشيخ فقير عوض باوربي كان الشيخ فقير عوض مجاهدا في صفوف المهدية وعندما هزمت المهدية في كرري عاد الى قريته اوربي واسس خلوته المشهورة التي لازالت تؤدي دورها على اكمل وجه ، وايضا خلوة الشيخ احمد وديدي برومي البكري وهي من اكبر الخلاوي في المنطقة وكانت بمثابة مرجعية عليا للخلاوي الصغيرة المنتشرة في المنطقة وكذلك مسيد امباب حاج بناوا . وغيرها الكثير من خلاوي دنقلا التي لا تخلو قرية من قرى دنقلا منها والمساجد التي لازالت تؤدي رسالتها على أكمل وجه من تحفيظ للقرآن الكريم وتعليم علوم الفقه والحديث واللغة. وهكذا ستظل خلاوي القرآن الكريم بإذن الله تشع نورا يهتدي به الحائر في الظلمات ويرتوي منه الظمآن وينهل منه كل وراد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وصدق الله إذ يقول في محكم تنزيله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر : 9 )

المراجع:
- الرحيق المختوم للمباركفوري
- خلاوي القرآن الكريم الماضي والحاضر – البرفسور علي العوض.
- محاضرة عن المسيد – الطيب محمد الطيب / برفسور محمد عثمان صالح/عبدالمطلب الفحل وآخرون .
- خلاوي القرآن معاهد للتربية – سناء يوسف
- بحث للاستاذ سيف الدين عيسى مختار