منتدى قرية الدناقلة
DANAGLA CYBER COMMUNITY

جمهورية السودان
ولاية الجزيرة

مجتمع قرية الدناقلة الرقمي

أخي الزائر الكريم

اذا لم تكن مسجَّلا بعد في منتدى قرية الدناقلة, نرجو اكرامنا بالتسجيل و الانضمام الى أكبر تجمع رقمي لابناء قرية الدناقلة على الانترنت

اذا كنت مسجلا فعلا, ارجو الدخول و عدم حرماننا من رؤية اسمك على قائمة الأعضاء اذا واجهتك مشكلة ارسل رساله الى الهاتف 09117685213

ولك وافر الشكر و الامتنان

أسرة منتدى قرية الدناقلة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى قرية الدناقلة
DANAGLA CYBER COMMUNITY

جمهورية السودان
ولاية الجزيرة

مجتمع قرية الدناقلة الرقمي

أخي الزائر الكريم

اذا لم تكن مسجَّلا بعد في منتدى قرية الدناقلة, نرجو اكرامنا بالتسجيل و الانضمام الى أكبر تجمع رقمي لابناء قرية الدناقلة على الانترنت

اذا كنت مسجلا فعلا, ارجو الدخول و عدم حرماننا من رؤية اسمك على قائمة الأعضاء اذا واجهتك مشكلة ارسل رساله الى الهاتف 09117685213

ولك وافر الشكر و الامتنان

أسرة منتدى قرية الدناقلة
منتدى قرية الدناقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"تـــرويض الحكمــــة جــنون العـــــاقـــل"

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

"تـــرويض الحكمــــة جــنون العـــــاقـــل" Empty "تـــرويض الحكمــــة جــنون العـــــاقـــل"

مُساهمة من طرف سوباوي الأربعاء أبريل 02, 2008 6:59 am

"ترويض الحكمة جنون العاقل"

وأياً من مجنون لا تخرج من فمه الحكمة عايره تحتاج لمن يروضها .. أو يتصالح مع نفسه

لأقصى درجات الإطلاق فتكون حواراته السرية بينه وبين ذاته جهراً يترجمها سلوكاً و أفعالاً يمارسها بكل عادية

وهو في أعلى حالات رضائه عن النفس ..



وهل أصاب د / أحمــد عكــاشة حين قال "الــرضا النفسي .. البـاب الملكي للصحـة

والسـعادة"؟؟؟


الجنون أفكار الذات السرية علناً .. و أعلى درجات الوضوح وصراحة مطلقة تجاه كل

الأشياء .. وأنقى حالات الإحساس بالتوفيق إزاء رغبات الذات الغريبة ..



كان المكان مليء بزبائن "أمونة" بائعة الشاي برغم ضيقه وتعريشته البائسة التي يتخللها

رقراق ضل .. كما كان جسدها المتناسق ملئ بضمير أنقى من كل نوايا المرضى من أمثال ذلك الوغد الذي عرض

عليها بضع دراهم لترافقه آخر الليل فردت عليه بنظرة أفرغت بها عليه كل ما بحوزتها من استياء حيال ظرفها

التعيس الذي جعل مثل هذا المريض يظن ما يظن، كما وازت نظرتها عندي مليون جلدة تصلح كحد لعقوبة سوء

النية، ويتبرع صاحبها المجنون الذي كان يغيب ويعود ليقبع قريباً منها وعينيه تتدفق نحوها غزلاً لا يحد بالرد عليه

بسخط مرير "هي إذا بتسترزق بجنس ألفي نيتك ده الجابرة شنو على مقابلة النيران والقهامير و العواليق الزيك من

دغش الرحمن" وأياً من مجنون لا تخرج من فمه الحكمة عايرة تحتاج لمن يروضها، كما أن خاطرها كان مليئاً

أيضاً بالكثير من الهموم التي لا يحتمل كاهل جمع زبائنها الكرام تحمل عبئها ، ولا أدري إلى لحظتكم هذه إلحاح

مقدمة برنامج "شوارد" كوثر بيومي في زج بائعة الشاي ببرنامجها فأياً كان المقصد سواءً بدافع التراث أو الفلكلور

السوداني أو كجزء من الديكور أو لترتيب مزاج ضيوف الخيمة صائدي الشوارد فكل هذه الأسباب وسواها غير مقنع

بالنسبة لي ويحز في نفسي كثيراً هذا المشهد وأحس بكسر جزء من خاطر تلك المسكينة "بائعة الشاي" كما كسر

مسبقاً جزءه الآخر من قبل قساوة الزمن .. أفرغتي سبيل الرزق هذا من محتواه يا كوثر بيومي مع احترامي لكل ما

تقدمي، فهذا ليس مكانها السليم فيكفيها الذين يشاهدونها في سوق الله وأكبر وهي تجمع رزقها الحلال من بين خبيث

النوايا وطيبها .. ولا تحتاج لفضائيتك هذه لتؤكدها للعالمين كمنتوج نموذجي لطاحونة الغلاء في بلدي ، كما كسرتي

جزء من خاطري أنا أيضاً تجاه كل بائعات الشاي المكافحات في الأرض .. أيناك يا نجلاء عثمان التوم لتخرج

الأرض أثقالها مما كتبت يداك.. و لألتقيك مجدداً وأسمع منك يا صديقتي ملئ نزفي همسك لبائعة الشاي : تحت

السقوف الوفيرة





(بائعة الشاي )

أترك وجهك

بلا داع مؤكد

بائعة الشاي القاصر …

تلك التي تغلي مياه هذا النيل

القادم من الجنة في نعناعها الطرئ

وتخلط لأجلك بكفها الناحل

بعض اللبن والسكر القومي ..

إهي .. يا صغيرة تحت شمسها الواسعة

تتصببين صبراً قليل

أنت قرنفلة هذا الشارع الأسود

العطن .. الملئ برجال دائمين

يلاحقون بحكمة ثوبك الجريء

ويتذمرون بالتالي تحت السقوف الوفيرة ..

من حر هذا المطر .. بنفسجة مخملية واحتمالات قمر

على شرفة تستفيق ارتدى البحر لونه بارتياح

حيث رحت أنا مثل ضوء بخيل

أسرب أحلامنا إلى الهواء

كنت أرمي إلى البحر أسماءنا

وأكتب سراً تعاويذ أمي على راحتيك

قلت لي : في أي زاوية ينكسر الصدى

أو تلتقي غيمتان في الزرقة الهائلة ؟

وحدها الدائره تستبيح الانحناء ثم لا تنحني

هي فكرة في خاطر الشمس

إسورة العرس في الخبز والقبعات

كنت أرمي إليك بشيء من اللون والسوسنات

كنت أرمي إليك بشيء من الحب لكن صباحاً

فاحت يداك بعطر غريب …




يتسلل المجنون من باب راكوبة بائعة الشاي على دفعات وفي حذر مهيب يكتمل وجوده كلياً

في المكان .. وفي المقعد المواجه لبائعة الشاي يجلس أحد سائقي الحافلات يبدو واثقاً ولا يخلو من وسامة ويرتدي

جلباب أنيق بألوان هذه الأيام وطاقية مزركشة وكأنها جزء من صيوانات كزام .. فضحك بعض الحضور ثم وجه

أحدهم حديثه نحوه "المجنون" قائلاً سنسألها أن كانت تحبك أنت أم هو مشيراً لذلك الوسيم الجالس أمامها .. فعدل

المجنون من هيئته الرثة ونفض ما علق من تراب على بقايا بنطاله وتنحنح كمن يريد أن يلقي خطبة ورد قائلاً لا ..

لا .. لا .. أحكموا أنتم بيننا فمن كان منا يحبها أكثر من الآخر فهو الأحق بها .. ثم جلس متقرفصاً وتعلو محياه نشوة

المنتصر، ويغرق كل الحضور بما فيهم بائعة الشاي في ضحك جماعي .. فنهضت من مكاني وقدمت له شخصي

الضعيف وإعجابي بمنطقه، هنأته بحرارة وتمنيت له حظاً سعيداً ثم انصرفت . . وأياً من مجنون لا تخرج من فمه

الحكمة عايرة تحتاج لمن يروضها .


أحمد حسين شاب أنيق لفترة كان يتجول في شوارع وزقاقات الحارة ونصفه العلوي عار تماماً يصنع من فرقعة

أصابعه إيقاعاً مميزاً ويغني بصوت رخيم

"أنتو تذاكروا في دروس اليوم

ونحنا نراجع في دروس باكر ..

كل الناس قارين و ما يدخل طب إلا الشاطر ..

أنتو تذاكروا في دروس ..."

ويردد هذه المقاطع بطريقة دائرية وبذات الحماس الذي بدأ به ولا تفتر همته أبداً .. وأحمد حسين حاد الذكاء وأول

دفعته وكان يخطط لأن يلتحق بكلية الطب .. ولم يتمكن من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية لظروفه البائسة ..

فأصبح بدلاً من أحمد الشاطر .. أحمد المجنون .. وبعد سنين ليست بالطويلة توازن أحمد حسين بما يكفيه فقط

لامتهان التمريض وعمل ممرض بمستشفى كبير .. ولكنه كان يواظب على دراسة كل مقررات كلية الطب بطريقته

الخاصة ويبذل الكثير من المال لتصوير كل المحاضرات من طلاب كلية الطب الذين تأتي بهم الكلية لقضاء فترة

التدريب بالمستشفى، وحدث أن أقتلعته الشرطة مرات عديدة من داخل أروقة كلية الطب وهو يتسلل لحضور بعض

المحاضرات أو متسللاً لدخول "اللابات" فيعاود الولوج لعالمه مرة أخرى ليصبح نصف عاري يغني بصوته

الرخيم "أنتو تذاكروا في دروس اليوم ... ونحن نراجع في درس باكر" .. صار أحمد حسين يطلقون عليه الممرض

الطبيب .. إلى أن توفي منتحراً بجرعة زائدة من الأقراص الطبية التي تناولها بنفسه ليقتل فضول من حوله و نظرة

القاصرين إليه كمجنون فاشل قبل أن يقتل نفسه ليغادر عن أنظارهم في هدوء اختار طريقه بيده .. وبالمقابل كان

صديقي كمال الشريف طالباً بكلية الطب آخر ما قابلته كان بالسنة الثالثة، قضينا ليلة جميلة بغرفته بداخلية "حسيب"

وكان من الشواذ أكاديمياً أيضاً .. اختفى كمال الشريف لمدة عام ثم قابلته عن طريق مصادفة جميلة رتبت نفسها أو

رتبت لي أقداري لألتقيه شخصاً آخر .. في وسط السوق العربي .. شخصاً يقالدني بلا مقدمات ودون أن يعطني

فرصة أن أتبين ملامحه، نبرة الصوت ليست بغريبة على أذني ولكن حشرجة بكائه كانت تغيب عني بعض

الملامح ..يا لسخرية القدر كمال الشريف بعد غيبة .. ماذا حل بك يا رجل؟ ثم يريني أثر القيد على يديه ورجليه ..

أصحبه معي إلى المنزل ويحكي لي كيف قضى عام بأكمله حبيس القيود .. في مسيد سيدي الحسن بمدينة كسلا ..

بسبب بساطة أهله والتباس أمر نقاء سريرته عليهم فأجمعوا فيما بينهم على أنه مجنون ولا بد من الذهاب به لسيدهم

الحسن .. وكل ذنب صديقي كمال الشريف .. أنه عندما يسمع القرآن يدخل في حالة أخرى وكان كمال الشريف

بالرغم من دراسته للطب إلا أنه يجزم بأن بجوفه قلبين يتعامل بأحدهم مع الناس ويتعامل مع الله بالآخر مما يجعله

يدخل في تلك الغيبوبة عند سماعه كلام الله .. تم فصل كمال الشريف من كلية الطب بعد تغيبه من الجامعة لمدة عام

بأكمله دون غياب مبرر ودون أن يعرف أحد من دفعته شيء عنه .. وساءت ظروفه هو الآخر .. وجد فرصة للعمل

صباحاً كعامل تقديم وجبات في فندق سفاري بالسوق العربي، ومساءً مسجل لأسماء المرضى عند أحد الأطباء

المشهورين وكلما ذهبت إليه في الفندق لتناول فنجان من القهوة برفقته في وقت راحته وبعد أن ننهي ما تناولناه من

مواضيع متفرقة أودعه مغادراً وأقول له سلمت يداك يا دكتور أحرف جراح ما يعالج فنجان قهوة يعدل المزاج زي

قهوتك دي، فيضحك ويرد لي بكل ما أؤتي من سخرية والله يا صحبي الدكترة فارقناها فراق الطريفي لي جملو .. ثم

يعقب مستفهماً أنت يا سوباوي أخوي الطريفي ده كان مقيد في مسيد سيدي الحسن ولا جملو ده فارقو كيف؟؟ .. ثم

نضحك كما لم نضحك من قبل .. وأقول له يا كمال الشريف يا صاحبي أنت مجنون والمجنون حكمته عايرة وتحتاج

لمن يروضها .. وسؤالك ده سؤال عاير ويحتاج لمن يروضه أيضاً .

سيظل المرحوم أحمد حسين والمفصول الدكتور كمال الشريف .. كأشرف رجلين عرفتهم في

حياتي وكأجمل رفيقين

أنفقت برفقتهم أروع سنين من عمري، لهم بحوزتي أطنان محبة وكمين فجر يضحك لسيرتهم الندية .. وحدهم في

الوجود المجانين لا غيرهم القادرون على التعبير عن ذواتهم بوضوح .. وحدهم القادرون على النفاذ لعوالم أنقى لا

يحسها سواهم .. وحدهم العقلاء في هكذا عالم مجنون .


"مجاهد سوباوي - الرياض 2007م"

سوباوي
مراقب القسم العام

عدد الرسائل : 531
بلد الإقامة : الرياض - المملكة العربية السعودية
نقاط : 6390
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"تـــرويض الحكمــــة جــنون العـــــاقـــل" Empty رد: "تـــرويض الحكمــــة جــنون العـــــاقـــل"

مُساهمة من طرف ابو الزعيم الخميس أبريل 24, 2008 12:27 pm

الشفيف سوباوي ...

لك الود والتحايا النواضر وانت تزين صفحات المنتدى بقلمك الفنان واحساسك المرهف

وحدهم في الوجود المجانين لا غيرهم القادرون على التعبير عن ذواتهم بوضوح ..

وحدهم القادرون على النفاذ لعوالم أنقى لا يحسها سواهم ..

وحدهم العقلاء في هكذا عالم مجنون .

الرحمة على د.احمد حسين
وكل التوفيق الى الدكتور ... كمال الشريف

ولك ولكل رواد المنتدى لك الحب

وبالله عليك ماتطول الغيبة
ابو الزعيم
ابو الزعيم
المشرف العام

عدد الرسائل : 1051
بلد الإقامة : sudan
الإسم الكامل : خالد الياس احمد الياس
نقاط : 6501
تاريخ التسجيل : 23/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"تـــرويض الحكمــــة جــنون العـــــاقـــل" Empty رد: "تـــرويض الحكمــــة جــنون العـــــاقـــل"

مُساهمة من طرف سوباوي الخميس مايو 08, 2008 5:50 am

الجميل .. أبو الزعيم

يا صديقي الرضا النفسي باب سماح مشرع لتلج منه السعادة ويعتلي الرضا شجرة الروح ...

لا أجزم تحديداً أن ما بين العقل والجنون شعره .. ولكن ما يجول بخاطري أن بين العقل

والشعرة جنون نائم إلى أن تبلغ حكمته جموح تخرج به عليه ..

لك كل ودي يا صاحبي وكم يعجبني وجودك الدائم بهذه المساحة

شامخ تحياتي وعميم احترامي .. وكن وبحوزتك كل الأمنيات ..

سوباوي
مراقب القسم العام

عدد الرسائل : 531
بلد الإقامة : الرياض - المملكة العربية السعودية
نقاط : 6390
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى