منتدى قرية الدناقلة
DANAGLA CYBER COMMUNITY

جمهورية السودان
ولاية الجزيرة

مجتمع قرية الدناقلة الرقمي

أخي الزائر الكريم

اذا لم تكن مسجَّلا بعد في منتدى قرية الدناقلة, نرجو اكرامنا بالتسجيل و الانضمام الى أكبر تجمع رقمي لابناء قرية الدناقلة على الانترنت

اذا كنت مسجلا فعلا, ارجو الدخول و عدم حرماننا من رؤية اسمك على قائمة الأعضاء اذا واجهتك مشكلة ارسل رساله الى الهاتف 09117685213

ولك وافر الشكر و الامتنان

أسرة منتدى قرية الدناقلة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى قرية الدناقلة
DANAGLA CYBER COMMUNITY

جمهورية السودان
ولاية الجزيرة

مجتمع قرية الدناقلة الرقمي

أخي الزائر الكريم

اذا لم تكن مسجَّلا بعد في منتدى قرية الدناقلة, نرجو اكرامنا بالتسجيل و الانضمام الى أكبر تجمع رقمي لابناء قرية الدناقلة على الانترنت

اذا كنت مسجلا فعلا, ارجو الدخول و عدم حرماننا من رؤية اسمك على قائمة الأعضاء اذا واجهتك مشكلة ارسل رساله الى الهاتف 09117685213

ولك وافر الشكر و الامتنان

أسرة منتدى قرية الدناقلة
منتدى قرية الدناقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

+8
moh55
الامام
crash
ابو الزعيم
عمر محمد أحمد صديق
محمد الامين
Mohamed
ياسين مبارك الفاضل
12 مشترك

اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل السبت يونيو 28, 2008 6:56 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
قمت بكتابة ذكرياتٍ في حياتي قبل فترةٍ ونسبة لطلب كثيرٍ ممن اطَّلع عليها أن أمُده بنسخةٍ منها ولذا أجدُ في هذا المنتدى فرصةً سانحةً ليطَّلع عليها كل من يتصفح في هذا المنتدي .
ونسبه لطول هذه الذكريات سأقوم بين الحين والآخر بكتابة جزءِ يسيرِ منها . وبالله لتوفيق .

"ذكريــــــــــــاتٌ في حيــــــــــــــــــاتي"

لا أعرف اليوم الذي وُلدِّتُ فيه ولا السنه التي وُلدِّتُ فيها , لكنه كان في العقد الأخير للإستعمار البريطاني أوبالأحرى بعد عام 1946م الذي حدث فيه أكبر فيضانٍ في السودان بفترةٍ تطول أو تقصر.
كل ما أذكره أنني عندما فتحت عينيَّ وجدَّتُ نفسي في بيتٍ صغير من القش يسمى ( قطية) في الواجهة الشرقية لقرية الدناقلة شرق مدني بحي او بالأصح بفريقٍ يُدعى ( فريق العايداب ) رغم أن قاطنيه قاطبتهم ( عبابدة ) وليسوا ( عايداب ) وهم أبناء وأحفاد " شيخ محمد عبد الرحمن حمزة عبادي " عليه رحمة الله . ويبدو أن الحي أو الفريق قد نُسب لقبيلة والدة جدي " شيخ محمد".
ُوُلدَّتُ لوالدين كريمين - أطال الله عمر الوالدة , وتغمد الوالد بواسع رحمته - تزوجا وهما في مقتبل الشباب , تعدى الوالد سن الخامسة عشر بقليلٍ بينما لم تبلغ الوالدة ذلك السن , في زواجٍ جماعيٍ كان يسمى بـ ( الكورة ) والذي كان راعياً له والدنا الجليل " محمد نور " عليه رحمة الله. وكان من الذين تمَّ تزويجهم الأعمام عبد الله الحسين عليه رحمة الله , عبد الرحمن عبد القادر بانقا , قسم مرحوم , بابكر محيسي , الطيب دفع الله عبد الله , والخال بابكر محمد علي يوسف أمدَّ الله في اعمارهم.
والدي مبارك هو الابن الأكبر لجدي الفاضل عليه رحمة الله والذي كان أيضاً الابن الأكبر لجدي الثاني شيخ محمد . كانت أسرة جدي الفاضل أكثر الأسر إعتدالاً وقبولاً وحباً في القرية من بين أسر العبابدة الذين عرفو1 بالمهابة والرهبة . وقد ضم جدي الفاضل والديه إليه عند كبرهما , أو لربما هما اللذان اختارا الإنضمام إليه لما أشرت إليه آنفاً .
كانت جدتي لأبي "عائشة بنت الحسين " عليها رحمة الله , وديعةً هادئةً , لا تسمع لها صوتاً كشقيقها " علي الحسين " عليه رحمة الله . كانت جدتي طيبة المعشر من "أسرةٍ كريمةٍ فاضلةٍ , لم تخظئ طوال حياتها على أحد وذهبت لربها نقيةً بيضاء .
أما جدي الفاضل فقد كان فيه خليطٌ من الحنَّية والشِدَّة .كان عالي الصوت سريع الأنفعال عكس جدتي تماماً والتي إشتهرت بالصبر وطول البال . كان جدي طويلا نحيفاً كشقيقه بابكر - أمد الله في عمره - واللذان إكتسبا هذا الطول من والدهما . كان جميع أهل القرية ينادونه بـ " ابوي الفاضل" , وكان كل طفلٍ عاصٍ متمردٍ وعنيدٍ يُخَوَّف بإستدعاء جدي له لينال جزاءه من العقاب , إذ كان مُهاباً لدى الاطفال.
يتبع :


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الإثنين أكتوبر 06, 2008 10:40 am عدل 2 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف Mohamed السبت يونيو 28, 2008 7:06 pm

أهلا و مرحبا بكم العم يس في منتداكم العامر,
ونحي فيكم هذه الافتتاحية الراقية و التي جعلتنا نتعرف على أب جديد في منتدى الدناقلة بكلمات عفوية و معبرة,
ونتمنى أن تكون سندا و عونا لأعمامنا الكرام في المنتدى لتوثيق حياة و تاريخ القرية في الزمان المنصرم,

ودمت ذخرا للقرية و منتداها,
Mohamed
Mohamed
العضوية الفضية

عدد الرسائل : 741
بلد الإقامة : استراليا
الإسم الكامل : محمد عبدالجبار أحمد الياس
نقاط : 6451
تاريخ التسجيل : 19/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty تــابع : ذكريــاتٌ في حياتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأحد يونيو 29, 2008 8:51 am

والدتي رقيَّة هي الابنة الصغرى لجدي عبد الحفيظ إبراهيم محمد الخير عليه رحمة الله , والذي غلب عليه اسم المحسي-والدتي رقيَّة هي ابنته من زوجته الأولى جدتي فاطمة بنت يوسف عليها رحمة الله والتي غلب عليها إسم " بت ستنا " . وكانت جدتي تلك جوادةٌ , كريمةٌ , طيبةٌ , معطاءةٌ, , ما دخل بيتها أحدٌ ممن تعرف وممن لا تعرف إلا وقامت بواجب الضيافة تجاهه رغم وحدتها وكبر سنها ,إلاَّ أنها إشتهرت بكثرة الكلام عكس جدي عبد الحفيظ الذي كان هادئاً سكوتاً.
كان جدي عبد الحفيظ عابداً ورعاً تقَّياً صوَّاماً قوَّاماً في زمان جهل ما عرف فيه الناس غير السفاهة والعربدة . كان المصحف لا يفارقه في حله وترحاله , يقرأ القرآن ليل نهار رغم أنه كان أميَّا . وما يدل على ميوله الدينية أنه كان الشخص الأوّل بالقرية أو لربما الثَّاني الذي حرص أن يدرس إبنه زين العابدين أمد الله في عمره بالمعاهد العلمية في ذلك الزمان . ولك الحق أن تتمعن في اختياره لأسماء أولاده وبناته . وكان فوق ذلك رغم كبرسنه رجلاً كادحاً نشطاً صلباً ماهراً يجيد ويتقن صنعة كل شيء , ويشهد له بذلك كل من خبره وعمل معه أو كما يقول خالي زين العابدين " نحن أناسٌ نجيد الكرب والزرب " .
كان بحراً من الحنان والعطف . رغم أننا أحفاده وجدنا المتعة بزيارة جدتنا "بت ستنا " ومؤانستها طوال حياتها إلا أننا لم نجد الزمن الكافي لننهل من حنانه وعطفه الكبير , إذ ارتحل من قرية الدناقلة مع زوجته الثانية " بنت الطريفي " رحمة الله عليها هو والخليفة عبد الغفار عليه رحمة الله مرافقين للشريف عمر يوسف الهندي عليه رحمة الله , إذ كانا من الموالين المخاصين لآل الشريف الهندي واستقرا بـ " راما " حيث أقاما مع الشريف فترةً طويلةً هنالك ولم يعودا إلي القرية إلا بعد عودة الشريف عمر إلى حلة حسن " مارنجان " , لكن زوجة جدي الثانية وُوريت الثرى هنالك دون أن تنجب منه ثم تزوّج امرأةً ثالثةً بود العجيل .
عاد جدي ألي القرية بصحبة زوجته الثالثة " الرسالة موسي " عليها رحمة الله , والتي كان يناديها جدي بـ " الشريفية " وصار إسماً ملازماً لها طوال حياتها . عاد جدي إلي القرية بصحبة زوجته وبناته الثلاث , ثم رزق بالقرية بثلاثةٍ من الذكور , تماماً كما كان عنده من جدتنا " بت ستنا " . لكننا أيضاً لم ننعم بلقياه كثيراً , إذ آثر العمل بفبارك الحصاحيصا دون الجلوس في القرية للعمل فقط في موسم الخريف رغم الدعم المادي الذي كان يصله كل شهرٍمن خالي حامد أمدَّ الله في أيامه . وكان لا يرجع إلي الدناقلة إلاِّ كل اسبوعين أو كل شهرٍ .
جدي عبد الحفيظ واحدٌ من اولئك النفر الذين تمنيت لو أمد الله في أعمارهم , فكما قلت آنفاً كان بحراً من الحنان والعطف والرحمة لم ننهل منه كثيراً لنطفيء ظمأنا . إن نسيت لا أنسى ضماته الحنينة لنا وهو يعانقنا ويحتضننا طويلاً إلي صدره عندما نأتي لنصافحه أو يصافحنا وهو يسأل عن صحتنا و أحوالنا بشوقٍ عميقٍ . مشهدٌ لا يمكنك تصوره وتخيله إن لم تشهده أنت بنفسك أو تكن ذلك المصافح أنت .


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الإثنين أكتوبر 06, 2008 10:46 am عدل 2 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف محمد الامين الأحد يونيو 29, 2008 9:05 am

شكرا للإستاذ / ياسين على هذة الذكريات الجميله ، واتمني المواصله والاستمرار فى الكتابة بالمنتدي لتعم الفائده للجميع ،
محمد الامين
محمد الامين
عضو لجنة دستور

عدد الرسائل : 1619
بلد الإقامة : الرياض
الإسم الكامل : محمدالامين
نقاط : 7358
تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف عمر محمد أحمد صديق الأحد يونيو 29, 2008 11:28 am

لك التحية والتقدير ياسين, وأحسب ذكرياتك ستكون إضافة حقيقية لتوثيق فترة هامة من تاريخ القرية. سنتابع الحلقات بتشوق كبير.

عمر محمد أحمد صديق
مراقب القسم التوثيقي

عدد الرسائل : 215
نقاط : 6104
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ابو الزعيم الأحد يونيو 29, 2008 3:28 pm

لك التحية عمنا ياسين على العمل الرائع وهو كما ذكر بانه اضافة لهذا المنتدى ... نتمنى لك الصحة والعافية ونرجو امتاعنا بهذه الزكريات الجميلة
ولك خالص الود
ابو الزعيم
ابو الزعيم
المشرف العام

عدد الرسائل : 1051
بلد الإقامة : sudan
الإسم الكامل : خالد الياس احمد الياس
نقاط : 6641
تاريخ التسجيل : 23/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف crash الإثنين يونيو 30, 2008 8:43 am

لك التحية العم ياسين وانت تضيف بعض من ذكرياتك للمنتدى لتزيده رونقاً واشراقاً...
crash
crash
العضوية الفضية

عدد الرسائل : 695
بلد الإقامة : sudan
الإسم الكامل : رشا عبد الجبار أحمد الياس
نقاط : 6235
تاريخ التسجيل : 18/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريـــاتٌ في حيــاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الإثنين يونيو 30, 2008 9:06 am

تــــابع:
والدتي الحاجة رقية لم تنل قسطاً من التعليم , حيث لم تكن هنالك مدارس للبنات في جميع أرجاء الوطن في ذلك الزمان إلاَّ في مدينتي رفاعة وأم درمان , وحتى مدارس الأولاد كانت شحيحةً ونادرةً وتعليم الأولاد كان مستهجناً ومستنكراً في ذلك الوقت , لما قيل فيه من لغطٍ كثيرٍ, فما بالك بتعليم البنات .
أما والدي الحاج مبارك فقد درس بخلوة الفكي عبد الله عليه رحمه الله بالقرية حيث حفظ أجزاءً من القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة ثم التحق بمدرسة الشبارقة الأولية واكتفى بإكمال تلك المرحلة حيث لم يكن التعليم بالمرحلة المتوسطة والتي كانت تسمى بالمرحلة الإبتدائية منتشراً في ذلك الوقت , وكان محصوراً في بعض المدن القليلة بالسودان لأبناء الأعيان والجاه ورموز الإدارة الأهلية إبِّان العهد الإستعماري البريطاني .
كان الوالد أثناء دراسته بالخلوة والمرحلة الأولية من النوابغ والمتفوقين حيث كان دوماً الأوَّل على أقرانه ودفعته . نشأ والدي منذ صغره مستقيماً عفيفاً ما ارتكب حراماً ولا عاقر خمراً كوالده تماماً في زمنٍ كان أشبه بالجاهلية يفاخر ويجاهر فيه الناس بالمعاصي من زنا وشرب خمرٍ ولعب قمار . كان أبي يترفَّع عن تلك السواقط ويتأفَّف منها , حتى التمباك " الصعوت " الذي كان يستعمله الكثير كنوعٍ من الكيف والمنبهات , كان أبي يتقزَّز منه . كل ما لاحظته على أبي وفي المناسبات السعيدة فقط تقبُّله لسيجارة يقوم بتدخينها . كان أبي ملتزماً محافظاً على صلواته وقراءة القرآن الذي يقوم بتلاوته كل صباحٍ من بعد صلاة الفجر الى شروق الشمس وبالأخص سورة "يس". كان والدي واعياً متحرراً لا يؤمن بالخرافات والخزعبلات والشعوذة والتبعية العمياء لما يُسمَّى بأسيادٍ و أشرافٍ وشيوخٍ , وكان يحذرَّني بألاَّ أُعوِّل عليهم عندما تدعو لي أمي وتتوسَّل بهم , وكان معجباً بتحرُّر خالي زين العابدين ووعيه.
وأود أن أشير أن التعليم بالمدارس الأولية أوانذاك كان قوياً وشامخاً , وخريجو المدارس الأولية في ذلك الزمان أفضل بكثيرٍ من خريجي المدارس الثانوية والجامعات في هذا الزمان ,لثقافتهم العالية وإلمامهم بكل شيءٍ
.

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف الامام الإثنين يونيو 30, 2008 2:38 pm

لك كل تقدير فى هذة الذكريات التى ستكون تاريخا بجانب التاريخ الذى يقوم به الاخ عمر (موثق تاريخ الدناقله ) نتمنى لكم التوفيق جميعا ووفقكم الله فى اثراء المنتدى بارائكم الشيقه التى تذيده القا وابداعا يضاعى المنتديات الاخرى
الامام
الامام
المدير العام

عدد الرسائل : 633
بلد الإقامة : الدناقله
الإسم الكامل : الامام الامين الحسين حاكم
نقاط : 6770
تاريخ التسجيل : 02/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــــــــاتٌ في حيــاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الثلاثاء يوليو 01, 2008 7:37 am

تــــــابع:
عمل الوالد بعد إنهاء مرحلة الدراسة مساعداً لوالده في الزراعة التي تكون في موسمين : زراعة الذرة في موسم الأمطار الذي يُسمَّى بالخريف بالأراضي الطينية شرق القرية والتي تصاحبها زراعة " البُقَر " بأطراف القرية التي يزرع فيها البطيخ و "التبش" و " العنكوليب " . ثم بعد موسم الخريف تأتي زراعة الجروف و "المِقِي "على ضفاف نهر النيل الأزرق .
يزرع بـ " المِقِي " على الأراضي الرملية بالضفة الغربية البطيخ والشمَّام و " العجور " ويُعبر لها بمعدية القرية وقوراب صيد السمك الصغيرة أو بما يسمى بـ " طرور" وهو نباتٌ أشبه بالفلِّين يُربط بخيوطٍ أو حبالٍ في شكل عبَّارةٍ صغيرةٍ . وهناك من يخوض النهر أو يسبح للضفة الأخرى عند انحسار النيل الشديد . أمَّا الجروف بالضفة الشرقية للنهر فقد كان يُزرع على أراضيها الطينية الخصبة والتي يُطلق عليها اسم " قِرِير" محاصيل وخضروات متنوعة ومتعدِّدة . وكان معظم ما يزرع للإستهلاك المحلي والشخصي لا للتجارة والبيع .
كانت الزراعة في ذلك الزمان هي العمل السائد للجدود والآباء والشباب , لكن الشباب آثروا أن يحصلوا على وظائف دائمة بالدولة تكون مصدر رزقٍ ودخلٍ دائمٍ لهم , فلجأ كثيرٌ من أبناء القرية للإلتحاق بالشرطة أو البيطرة , وكان والدي من أولئك الذين اختاروا الإلتحاق بالبيطرة حيث عمل بمدينة ود مدني بعد زواجه لأنني لم أكن أراه كثيراً كأمي وأنا في سنواتي الأولى .
كان العاملون بالبيطرة يرتدون زياً اشبه بالزي العسكري , وعندما يأتينا والدي بذلك الزي الرسمي , أي ببذته العسكرية , كنت أراه كضابطٍ أو كجنرالٍ عظيمٍ , وكان ابي يومها شاباً وسيماً أنيقاً عليه علامات الصحة والعافية .
كثيرٌ من الشباب الذين انخرطوا في الشرطة والبيطرة هجروا الزراعة لكن بعضهم ومنهم الوالد مازال مرتبطاً ومتعلِّقاً بها إلى انتقاله للرفيق الأعلى , إذ كان ينسِّق ويرتِّب أن تكون إجازته وعطلته السنوية دائماً في موسم الخريف . كان أبي يعشق الزراعة والخريف فهي تجري في عروقه كجريان الدم , وما أن تهب رياح الخريف الأولى , وتنبعث نسمات الدُّعاش التي تعلن هبوط الغيث إلاَّ اشرأبَّ برأسه يعلن أين هبط ذلك الغيث حتى ولو كان في مكانٍ بعيدٍ . ومن حبه للزراعة فقد قام أبي بشراء أراضي زراعيةٍ كثيرةٍ وشاسعةٍ بمنطقة القرية من الشيخ دفع الله حمد النيل من أهالي أبي حراز عليه رحمة الله , وقد كان صديقاً عزيزاً مقرَّباً إلى الوالد , كلٌ يعز الآخر ويقدِّره . وكان الشيخ دفع الله حمد النيل يأتي للوالد بنفسه كلَّما أراد بيع أرضٍ من أراضيه . ويبدو أن الشيخ دفع الله حمد النيل كانت له مودةٌ لأجدادي لاسيما جدي شيخ محمد . إلى جانب حبه للزراعة والأراضي فقد كان أبي أيضاً يحب تربية البقر منذ صغرنا , لكنه كان يكره الكلاب وتربيتها .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــاتٌ في حيــاتــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأربعاء يوليو 02, 2008 9:16 am

تـــابع:


إنفتحت عيوني وأنا في " قطيةٍ " صغيرةٍ من قش النال الجميل . كل ما أذكره في طفولتي المبكرة أنني أصبت بالتهابٍ حادٍ في العينين أي ما يُسمَّى حالياً بالرمد عانيت منه معاناةً مُرَّةً وقاسية لم أعاني مثله في حياتي قط لدرجة أنني لم أكن أتحمَّل ضوء النهار دعك عن ضوء السِّراج الذي كان يعذِّبني ويؤرِّقني . وكان الظلام هو الوحيد الذي يريحني .

كنت مصدر تجاربٍ لكل أنواع الأدوية الطِّبية والبلدَّية دون جدوى لدرجة أنه فُقد الأمل في شفاي بعد " تفصيدي " وكدِّتُ أن أفقد بصري . كنت أحسُّ أن عينيَّ تقطران دماً لا دمعاً .

ظللت على هذا الحال فترةً تعرفها أمي لا أنا إلي ان جاءت لبيتنا ذات يومٍ إحدى الخبيرات العارفات تُدعى " النعمة بنت محمد صالح " عليها رحمة الله , ووصفت دواءً كان بلسماً وشافياً لعينيَّ . وقد كان ذلك الدواء عبارة عن بودرة بيضاء تُسمَّى " ششنة ". ولولا الله ثم تلك الخبيرة العارفة لأصبحتُ مثل طه حسين وأبي العلاء المعرِّي ضريراً مكفوفاً . كنت أسمع بين الحين والآخر أنَّ ما أصابني كان عيناً , لأننَّي حسب ما يقال عندما وُلدَّتُ كان لي حاجبان جميلان وعينان جذَّابتان . وقد علَّق صديقي العزيز الغالي أبو الأوفياء وصديق الجميع الأخ " كمال عوض الله " أطال الله عمره ومتَّعه بالصحة والعافية - علَّق مازحاً عند سماعه لتلك العبارة الأخيرة ( خلاص يا الفيس بريسلي ! ! ) والفيس بريسلي مطربٌ أمريكي اشتهر في الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي , وكان على درجةٍ فائقةٍ من الوسامة والجمال .

من ذكريات طفولتي المبكِّرة تلك عندما كنت أحبو وربَّما قبل أن أمشي كانت لديَّ جزمة " باتا " صينية صغيرة كنت أحبها كثيراً ومتعلِّقاً بها أيَّما تعلَّق . كانت رائحتها لي بمثابة رائحة المسك والصندل . ومن ينعم بامتلاك جزمة " باتا " في تلك السن المبكِّرة , لا يعدو إلاَّ أن يكون طفلاً مدللاً . كانت لا تفارق قدميَّ ابداً حتى عند النوم , ولو نُزعت مِنِّي وأنا نائمٌ كنت أبكي وأنادي " غتَّاتي ........غتَّاتي " أي غطاي الذي أغطِّي به قدميَّ .

ولعل تلك الجزمة الباتا جعلتني أحرص أن تكون قدماي نظيفتين . وأذكر أن أمِّي عندما كانت تأخذني لبيت جدي الفاضل وجدتي عائشة والذي كان على بعد خطواتٍ من بيتنا , وكان بيتهم عبارة عن " قطية " كبيرة تُسمَّى " بيت الحور " أسفلها مبني من اللِّبن والطين وأعلاها من قش النال . وهكذا كانت سائر بيوت القرية من طراز بيتنا وبيت جدي , وكانت القرية تقريبا تخلو من بيوت الطين والطوب سوى بيت الشريف عمر يوسف الهندي الذي أصبح مُلكاً لود الكامل عليه رحمة الله بعد أن نزح الشريف عمر من القرية إذ كان البيت الوحيد المبني من الطوب الأحمر إن لم تخنِّي الذاكرة - كنت عندما تأخذني أمي لبيت جدي وجدتي , أذهب إلي الطاسة التي يشرب منها الدجاج والكتاكيت " بالراكوبة " فأغسل يديَّ ورجليَّ وقدميَّ بمائها وأعود أحبو على ركبتيَّ ومرفقيَّ رافعاً رجليَّ ويديَّ إلي أعلى حتى لا تتسخا , وعندما أُسأل " ما هذا ؟ " كنت أقول " كُرعيَّ مسلَّلات " أي " رجلاي مغسَّلات " .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty شكرلمن أشادوا بذكريــاتي..

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأربعاء يوليو 02, 2008 4:56 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوان : عمر محمد أحمد صديق / محمد الأمين أحمد محمد الحاج / الأمام الأمين الحسين .
الأبناء : محمد عبد الجبارأحمد إلياس / خالد إلياس أحمد إلياس / رشا عبد الجبار أحمد إلياس .
لكم التحــية والإجلال , شكراً على إشادتكم بذكرياتي , وأتمني أن أكون عند حسن ظن الجميع .
.


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الخميس يوليو 03, 2008 1:17 pm عدل 1 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريـــاتٌ في حيــاتي..

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الخميس يوليو 03, 2008 7:56 am

تــــابع:
بعد أن زاد إدراكي وعرفت الناس من حولي صرت ميَّالاً ومحباً فقط لجدتي " آمنة العايدابية " شقيقة جدي الثاني شيخ محمد - عليها رحمة الله , والتي كان يناديها أجدادي بـِ " عمتَّي " ثم أصبح إسماً ملازماً لها تناقله أبي وكافة الأعمام والأحفاد . أمَّا أنا فقد كنت أناديها بـِ " عوَّتي " وكان العم عبد الرحمن عباس - أطال الله عمره - ابن عم أبي - كلَّما جاء إلى عندنا يقوم بتقليدي ومحاكاتي " عوتَّي ..... عوتَّي " ثم ينفجر ضاحكاً . كان شخصاً مرحاً لطيفاً يحب الضحك والمزاح وكان صديقاً عزيزاً لعمي عابدين الفاضل - أطال الله عمره - وأذكر أن العم عبد الرحمن عباس كان دائماً يترنَّم بأغاني الفنان " التاج مصطفى " عليه رحمة الله . وكنت وما زلت أحب العم عبد الرحمن عباس كثيراً .

تعلُّقي وحبِّي الشديد لجدتي آمنة خلق نوعاً من الغيرة الشديدة لكلٍ من جدتي " بت ستنا " وجدتي الثانية لأبي من أبيه " زينوبة بنت هاجيد " عليها رحمة الله - التي تربى والدي في كنفها ثم في ما بعد العم أحمد بابكر -أطال الله عمره - ابن عم أبي ثم أخيراً محمد بابكر - أطال الله عمره - شقيق أحمد بابكر . أمَّا أنا فلم أكن أميل إليها وكنت أهابها لبدانتها وظهرها المحدودب وشعرها الأبيض وعيونها الصغيرة الدامعة التي كنت أخالها كعيون الفيل , لذا انفصلت عرى المحبَّة بيننا تماماً . أمَّا جدتي " بت ستنا " فقد كانت تغضب عندما لا آتي إليها وتقول " خلاص العايدابية أخدتك منَّنا , أنا ما بدِّيك الروت ؟ ! " وكنت أقول للروب " الروت " وكانت الألبان متوفرةً في ذلك الأوان .

جدتي آمنة توفي زوجها وأبناؤها الثلاث فضمَّها جدي شيخ محمد إليه وفيما ما بعد ضمَّها جدي الفاضل بعد كبر والديه . كانت رفيعة ً, نحيلة ً, نشطة ً تحب الجروف و العمل فيها , وكانت طبَّاخة ً ماهرةً وإدامها لذيذ خاصةً المفروك منه إلاَّ أنها كانت تتعاطى التمباك " الصعوت " وكانت كريمة عين .

كنت لا أنام إلاَّ معها وكنت أمَّيز ثيابها من بين جميع الثياب برائحة الجروف واللوبيا وأتدثر بها .

كان هنالك جفوة وعدم إرتياح بين جداتي آمنة وزينوبة وما أدري إن كان ذلك بسبب رواسب قديمةٍ أم كنت أنا السبب في خلق تلك الجفوة , أم لأنَّ جدتي آمنة كانت واضحة ً وصريحة ً تنتقد كلَّ خطأٍ وكلَّ ما لا يعجبها دون موارةٍ .

من ذكريات الطفولة الأولى أن عمي خالد الفاضل -أمد الله في أيامه - والذي كنت أكبره بشهور كان يتمتع بصحةٍ طيبةٍ وعافيةٍ بينما كنت أنا هزيلاً نحيفاً . كان عمي خالد شقِّياً شريراً كثيراً ما يقوم بضربي فأذهب إلي أمي باكياً منتحباً , وعندما تسألني " من الذي ضربك ؟ " كنت أقول " دا ما خاتي " أي " هذا خالد " فتكفكف دموعي وتمسح خدِّي . أمَّا أنا فقد نشأت وسط أقراني وديعاً هادئاً لا أعرف عنفاً ولا شراً عكس أقران الحي تماماً الذين نمت مهابتهم بمرور الأيام والسنين وصاروا في مناوشاتٍ دائمةٍ بين أبناء الكاملاب وجعفر قسم وأحد أبناء ود المحبوب يُدعى عوض بحي الشايقية المجاور لحي العايداب .


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الإثنين أكتوبر 06, 2008 12:57 pm عدل 1 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــاتٌ في حيـــاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل السبت يوليو 05, 2008 7:20 am

تابــع :

ممَّا أذكره أيضاً في طفولتي أننا صحونا ذات صباحٍ ووجدنا خلف " قطِّيتنا " حفرةً كبيرةً لاندري من أو ما حفرها , وكان في تلك الأيام مفهومٌ سائدٌ أن بعض الموتى يُطلق عليهم كلمة "بعَّاتة " يقومون من قبورهم ويأتون ليلاً لأهليهم وذويهم من أجل بعض المطالب , وكان هذا الشيء يرهبنا ويخيفنا - كما كانوا يخيفوننا ونحن صغار بـِ " ود أم بُعُلُّو " الذي لا ندري ماهو وبـِ " الشكلوتة " عندما كبرنا والتي يُقال إنها تنزع لحم وجه الإنسان بأظافرها الحادة , لكننا ما رأينا " ود أم بُعُلُّو" ولا شاهدنا " شكلوتة " أو " بعَّاتي " طوال حياتنا . لكن هذه الأشياء كانت ترهبنا وتخيفنا كثيراً .

عندما صحونا الصباح وتجمَّعنا عند تلك الحفرة ذكر لنا أحد أفراد الحي - أعتقد أنه جدي بابكر شيخ محمد - أنه كان يسمع صوتاً طوال الليل ينادي " يوسف تعال ...... يوسف تعال " وفهمنا أن الذي حفر تلك الحفرة كان بعَّاتياً ربما كان ينادي لعمي يوسف الفاضل أمدَّ الله في أيامه فزادنا ذلك الحادث رهبة ً وخوفاً .

وقد أكَّد لنا العم عبد الرحيم بابكر أمدَّ الله في أيامه أنه في مساء ذلك اليوم تبع والدته زينب بنت ماجد عليها رحمة الله إلى مناسبة في الفريق الغربي لكنها ردَّته وعند عودته لفريقنا رأي خيالاً أبيضاً فركض بسرعة البرق نحو بيتهم ولم يفتح له أحدٌ الباب فركض إلي بيتنا ونادى لأمِّي مذعوراً ففتحت له باب " قطِّيتنا " فاندفع تحت أحد " العناقريب " وهو يلهث ويرتجف.

ومن ذكريات الطفولة أنني وأختي أسماء -أمدَّ الله في عمرها - صحونا ذات ليلةٍ ولم نجد أحداً في البيت سوانا فصرنا نبكي وفتحنا باب " القطِّية " وخرجنا , وسمعنا عمنا خالد الفاضل يبكي أيضاً فذهبنا وفتحنا له الباب . وكان قد نما إلي علمنا أن أهل القرية مجتمعون بمدرسة الأولاد الصغرى لمشاهدة عرض تثقيفي بالسينما المتجوِّلة فركضنا نحوها بسرعة البرق ونحن عرايا تماماً . ولم يكن أمراً معيباً أن يُرى طفلٌ وهو عريان في ذلك الزمان .

مما أذكره أيضاً في طفولتي أنني كلَّما ذهبت إلي منزل جدتي " بت ستنا " أجد خالي حامد يغسل ملابسه خارج القطِّية وكنت أحبه كثيراً ويحبني كثيراً , فما أن يراني حتى ينهض ويعطيني قرشاً فأركض في الحال إلى دكان العم " محمد على صالح " عليه رحمة الله وأقوم بشراء " حلاوة حربة " و " حلاوة عكَّاز " و " حلاوة جعبة سكينة " . أما خالي زين العابدين فقد كنت أهابه منذ صغري . كان يدرس بمعهد عبد الجليل العلمي وكان يُحضر كتباً كثيرةً في الإجازة وكان يحب القراءة والإطَّلاع والهدوء . أذكر ذات يومٍ بينما كان موجوداً كنت أحمل كأساً من الزجاج فسقط مني وتهشَّم , فنهرني بصوتٍ عالٍ " دا شنو؟ ! " فقلت مرعوبا ً " الكباية انصرطت " أي " الكباية انكسرت " .

كما أذكر فيما بعد وبعد دخوله جامعة القاهرة فرع الخرطوم كانت له عجلة " رالي " فخمة قام بشرائها له الخال حامد وكانت بمثابة سيارة " لكزس " أو " شبح مرسيدس " الآن . كان يقوم بإدخالها في " قطِّية " جدتي وكنت أنا معجباً ومشدوهاً بها , آتي قريباً منها وأتلذ َّذ برائحتها العجيبة .


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الأربعاء أكتوبر 08, 2008 3:47 am عدل 1 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريـــاتٌ في حيــاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأحد يوليو 06, 2008 6:39 am

تــابع:
لم تكن المواصلات الحديثة متوفرةً في ذلك الزمان سوى القطارات التي كانت تعمل بالفحم الحجري ثم البخار , واللواري التي كانت تعمل بالبنزين . كانت اللَّواري عندما تمر من أمام قريتنا على بعد أكثر من كيلومترٍ ونصف ٍ تنبعث رائحة البنزين قوية ً فواحة ً . كنا نحن الأولاد ننتعش لرائحتها , أما أختي أسماء وجدتي العايدابية فكان يسبب لهما تقيأ ً وصداعا ً .

لم أركب اللَّوراي ولم أغادر القرية قبل دخولي المدرسة الأولية إلا مرتين فقط : المرة الأولى عندما ذهبنا لجدي عبد الحفيظ بود العجيل لعزائه في زوجته الثانية " بت الطريفي " .

كل ما أذكره أن اللَّوري كان ممتلئا ً بالناس ورفضت أمي بشدَّة أن اصطحبها وصرت أبكي وأتعلَّق بالباب الخلفي للَّوري فقال لها خالي الحنون حامد " خليِّ يمشي " ورفعني بأعلى اللَّوري .

أما المرة الثانية لركوبي اللَّوري فقد كان عند زواج خالي حامد حيث كانت " السيرة " باللَّوري من القرية إلي مُشرع " شقدِّي " ثم عبرنا من الضفة الشرقية إلي الضفة الغربية بمعدِّيةٍ . لكن بعد عبورنا منع جدي الجاك إسماعيل الحاج عليه رحمة الله النساء من دق الدلوكة ونحن في طريقنا لمنزل العم حسن فقير عليه رحمة الله بجزيرة الفيل لوجود مأتم في الجزيرة , لا أذكر من المتوفى , لكن أمي احتدت معه ورفضن إيقاف دق الدلوكة .

عندما وصلنا إلي جزيرة الفيل بهرتني الحضارة . لم تكن هنالك بيوتٌ من القش , بل كانت كل البيوت إمَّا من الطين أو الطوب الأحمر , وكان الماء ينبعث من حنفيات , ولا يُحضر بأخراج ٍ وجيزان ٍ كما هو الشأن عندنا بالقرية , وكان ذلك شيءٌ غريبٌ مدهشٌ بالنسبة لي .

من ذكريات طفولتي الباكرة عندما تعود أمي مساءً من منزل جدتي " بت ستنا " إلي بيتنا ويكون الليل قد أرخى سدوله , حاملة ً إيَّاي عى كتفها كانت كثيرة الخوف خاصةً عندما تقترب من القمامة الواقعة بطرف الحي بالقرب من منازل " رزق الله " الملقَّب بـِ " أبو كليوة " عليه رحمة الله . كانت عندما تصل إلي ذلك المكان اسمعها تردد وتقول " بسم الله ...... بسم الله ..... بسم الله " .

وأذكر أن أمي قد كانت بجزيرة الفيل بمناسبة وضوع خالتي زينب مكة لابنتها الشفّة أطال الله أعمارهما , وعندما رجعت قابلتها جدتي الثانية لأبي من أمه " حسونة بنت علي " عليها رحمة الله . كانت كبيرة ً مسنَّة ًتتوكأ على عصاها وقد ضعف سمعها . عندما تقابلتا سألت جدتي أمي " بت زينب مكَّة سمُّوها منو ؟ " قالت لها أمي " سموها الشفّة " فتقول جدتي " الشطَّة ؟ "
فتعيد لها أمي الإسم " الشفّة " فتردد جدتي " الشطَّة ؟ " واستغرق الترديد زمناً طويلاً .


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الإثنين أكتوبر 06, 2008 11:05 am عدل 1 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف الامام الإثنين يوليو 07, 2008 7:24 am

حفظك الله ورعاك ولا فض فوك
الامام
الامام
المدير العام

عدد الرسائل : 633
بلد الإقامة : الدناقله
الإسم الكامل : الامام الامين الحسين حاكم
نقاط : 6770
تاريخ التسجيل : 02/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريـــاتٌ في حياتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأربعاء يوليو 09, 2008 9:09 am

تــابع:

ذكرت آنفاً أن جدتي آمنة العايدابية كانت تتعاطى " التنباك " " الصعوت " وكانت ترسلني دائما لشرائه لها من دكان العم " مساعد العاقب " عليه رحمة الله . وفي يومٍ من الأيام راودتني نفسي بأن أجرِّب ذلك التنباك , فأخذت سفة ً منه وعندما وصلت إلى الخور الغربي لفريقنا شعرت بدوران ٍ شديدٍ فسقطت بالخور وتقيأت كثيراً , ومن يومها كرهت التنباك .

أذكر بعد أن قوي عودنا وأصبحنا نفاخر بعضلاتنا وقوتنا وشجاعتنا , كنا نضع فصوصا ً من القصب الجاف على أيدينا ونُشعل عليها النار إلى أن تنطفئ تماماً على أيدينا مخلِّفة ً دوائر صغيرة ً - وكان ذلك الشيء يُسمَّى "شطارة " .

وأذكرأن جاء رجل ٌ غريبٌ عن القرية يوماً إلى فريقنا لكي يقوم بعمل " شلوخ " للبنات , والتي كانت تُعتبر نوعاً من الزينة للنساء للجيل الذي سبقنا , فقال له جدي عثمان شيخ محمد عليه رحمة الله وكنا نحن مجموعة ٌ من الأولاد نقف بجانبه " نحن ما عندنا بنات تشلِّخن , لكن ممكن تشلِّخ الأولاد ديل " . فهرب الجميع إلا أنا والعمَّان صالح عثمان وعبد الرحيم بابكر أطال الله أعمارهما , وهم أبناء عمومة لأبي .

أذكر أنني ذهبت وعلَّمتُ جدي الفاضل بالأمر فسمح لي , فعدت بسرعة وجلس ثلاثتنا " براكوبة " جدي عثمان وأخرج الرجل موساً أشبه بالمطواة وبدأ بتشليخ البطل الأول عبد الرحيم بابكر شلخ " T " على خديه ثم أعقبه صالح عثمان ثم أنا . كان الدم يتصبب مدرارا ً حاراً ينزف على خدودنا , لكننا تحملَّنا ذلك تحمُّل الفرسان , ولم نكن كأولئك الرعاديد الذين هربوا . لكن الأيام التي أعقبته كانت صعبة ً وقاسية ً حيث إنتفخت خدودنا والتهبت جروحنا لدرجة أننا كنا نشتم رائحة الصديد منها . لُطِّخت جروحنا ببعض المساحيق البلدية إلى أن اندملت الجروح وانخفضت الخدود .

عندما عاد أبي عليه رحمة الله من مدني ووجدني على تلك الحال غضب غضباً شديداً واحتد مع امي وجدَّاي وأقسم ألاَّ يترك ذلك الرجل ألاَّ بعد رفع شكوى ضده , لكن جدَّاي أقنعاه بأنهما هما اللذان طلبا منه ذلك ولم يقم الرجل بذلك الفعل دون موافقتهما .

طبعا الآن شلوخ العم عبد الرحيم أكثرها وضوحاً تليها شلوخ العم صالح , أما شلوخي أنا فأقلها وضوحاً , ولا أكذبك القول أن كل زملاء دراستي وزملاء مهنتي وطلابي الذين قمت بتدريسهم بالسودان أو المملكة وكل من عاصرتهم وعايشتهم بما فيهم أبنائي , لم ينتبه أحد ٌ لشلوخي تلك أو يلاحظها ألا ما ندر , وحمدا ً لله أنها لم تكن شلوخ شايقية أو شلوخ دناقلة أو سُلما ً , وإنما كانت شلخ " T " رفيع , أي ما يُسمَّى محليا ً بـِ " مدقاق " وهو مضرب الذرة عند حصاده .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف moh55 الأربعاء يوليو 09, 2008 9:34 am

اخت اللوم على نفسى ولا اتحسر على خدى
اديك الصحه والعافيه
moh55
moh55
العضوية الفضية

عدد الرسائل : 561
بلد الإقامة : السودان
الإسم الكامل : محمد عبد الرحمن حمراى
نقاط : 6271
تاريخ التسجيل : 16/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــاتٌ في حياتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الخميس يوليو 17, 2008 2:13 pm

تابــع :


من الذكريات التي لا أنساها أننا جمعتنا مناسبة ٌ لا أدري بالتمام ماهي , بديار جدي عبد الحفيظ وجدتي " بت ستنا " . كنا مجموعة ًمن الأطفال " براكوبة " جدتي " بت ستنا " , أذكر منهم الأخوين بشير حسن فقير واسماعيل حسن فقير أطال الله أعمارهما , وعمي خالد وأختي أسماء وكُثرٌ آخرين لا أذكرهم . كان البعض يتسلُّق " شعبها " أي عمدانها , وكان البعض يصعد بأعلاها فتهتز " الراكوبة " وترتجف .

كان الأخ بشير حسن فقير شقيَّا ً عفريتا ً كعمي خالد الفاضل . صعد الأخ بشير بأعلى " الراكوبة " التي كانت تهتزوترتجف وأجهزها علينا حيث انهارت " الشعب " وسقطت " الراكوبة " أرضا ً . مِنَّا من كان بداخلها فغطته , ومِنَّا من كان خارجها أو بجانبها فانهارت على رجله وفخذه .

كان عمي خالد والأخ اسماعيل من الذين غمرتهم , أما أنا فانهارت على رجليَّ وفخذيَّ , ولولا لطف الله ورحمته لعمَّت كارثة ٌ في ذلك اليوم وحصدت كثيراً من الأطفال .

تم إنقاذنا وانتشالنا في الحال وأجريت لنا الإسعافات الأولية المحلية من تدليكٍ ومكمداتٍ للكدمات والصلوخ , وكان ذلك يومٌ لاينسى .

في القرى والأرياف ما كان الناس يأكلون لحما ً إلا نادرا ً وفي مناسبات الأفراح كالأعراس والختان أو يشترك أهل كل حي لفتراتٍ بعيدة ٍويذبحون عجلا ً أو شاة ً أو "عتودا ً " . ولو أكل طفلٌ لحما ً ذات يوم ٍ في غير تلك الحالات التي أشرت إليها يكون فرحا ً سعيدا ً لا يغسل يديه وعندما يذهب لرفاقه يضع يده اليمنى على أنوفهم مباهيا ً أنه أكل ملاح لحم ٍ .

كانت الصقور تُحلِّق جوعى في الجو وبالأخص " الحدأة " أنثى الصقر التي كان يُطلق عليها محليا ً " الحِدَيَّة " , وكانت تخطف اللحم المحمول في أيدي الناس كما حدث مع أختي أسماء , وكانت تخطف أيضا ً الكتاكيت الصغيرة ويصيح فيها الناس بصوت ٍعال ٍ " كُرُّج " فترميها أحيانا ً وتحملها معها بعيدا ً أحيانا ً أخرى . وعندما يموت حيوانٌ ويُرمى بأطراف القرية كانت تجتمع حوله الصقور بمختلف أشكالها , (الأصلع منها والعادي والرخمة وأبو السِّعِن والكُركِّي وحبيب ) وتتناوش في أكل تلك الجيفة وتمزقها ولا تترك فيها لحما ً .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــاتٌ في حيــاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الجمعة يوليو 18, 2008 9:02 am

تابــع :

كانت مناسبات الأفراح محصورة ً فقط في ذلك الزمان في الأعراس والختان وعند تشييد البيوت التي كانت عبارة عن قطاطي من القش والحطب , والتي يصاحب بعضها أسوارٌ من القش والحطب والتي كانت تُسمَّى محليا ً "صرايف ". وكان في ذلك الزمن ما يُسمَّى بـِ " النفير " حيث يهب الجميع للمساعدة والعون .

كان الختان والذي يُسمَّى " طهارة " للأولاد والبنات يتم في سن متأخرة عندما يكون الطفل والطفلة بالمرحلة الأولية والتي كانت مدتها أوانذاك أربع سنواتٍ , ومنهم من يتأخر ختانه إلى ما بعد إكماله أو إكمالها للمرحلة الأولية .

كان ختان البنات فرعونيا ً وله طقوسه الخاصة لا أود الخوض فيها , لكن بعد الختان كانت تقوم مجموعة ٌ من الفتيات بحمل إناءٍ صغير ٍ ويطلبن من الرجال " الشعقيبة " وهي المساهمة ببعض المال بمناسبة ذلك الفرح . أذكر أن العم أوالأخ يوسف الأمين صالح أمد الله في أيامه عندما تطلب منه الفتيات " الشعقيبة " ولا يريد المساهمة يسألهن " هي طهروها وين ؟ " فتهرب منه البنات خجلا ً واستحياءً . ولقد كان الأولاد يتم خضابهم بالحناء قبل الختان .

أما ختان الأولاد فكان يقوم به خبيرٌ شعبيٌ في ساحة الفريق أو الحي . كان الولد يُهيأ ويُعد بعد الأستحمام حيث يلبس قميصا ً إلى أسفل الركبتين يُسمَّى " عرَّاقي " يكون من الدبلان أو الساكبيس النَّاصع البياض , ويُزيَّن الولد بوضع منديل ٍ حول رأسه به " فداية " أي هلالٌ كبيرٌ من الذهب يُدبَّس على المنديل عند الجبهة , ثم توضع " الضريرة " وهي مسحوقٌ من الروائح الناشفة - توضع على رأسه ويُصب عليها العطر, كما يُربط حول معصمه حريرة ٌ حمراء تُسمَّى " سفيفة " ثم يرتدي حذاءً فاخرا ً من الجلد , لكنه لا يرتدي سروالا ً أو لباسا ً.

يُحضر الولد إل الساحة ويُعطى رمحا ً تُسمَّى محليا ً " حربة " لكي يتكيء عليها الولد وهو واقفٌ , ثم يخرج الخبير موسا ً أشبه بالمطواة دون إستعمال أي بنج ٍ أو مخدر ٍ وإنما فقط يستعمل فصا ً من القصب الجاف أو قطعة ً من العملة المعدنية لها فتحة ٌ بوسطها , ثم يُقال " أنظر إلى تلك الطائرة أعلاه " . وماهي إلا لحظة ٌ ويتم الختان .

يُشجَّع الطفل بعبارة " أبشر ..... أبشر " ثم يُطلب منه رمي الرمح مرتين أو ثلاث . بعد ذلك يؤخذ الطفل إلى " قطيةٍ " تُخصص له ورفاقه إلى أن يندمل جرحه .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــات ٌ في حياتـي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل السبت يوليو 19, 2008 5:09 am

تــابع :

يُذبح في مناسبة الختان هذه عجلٌ أو ثورٌ ويتناول أهل الحي والمدعوون وجبة الفطور المكونة من اللقمة وملاح أم دقوقة الفاخر والشعيرية البيضاء بالسمن , " وأم فتفت " واللحم المحَّمر , كما يمكن أن يُقدَّم عصير "الشربوت " المصنوع من التمر أو " البقنية " المصنوعة من الذرة وهي أشبه بالمريسة .

وقد تُعتبر هذه المشروبات نوعا ً من الخمور قليلة الكحول يتناولها الكثير ويرفضها القليل والذين هداهم الله. وقد يقوم البعض بعمل " المريسة " المسكرة بكمياتٍ كبيرةٍ وتوضع في براميل وأزيار في مناسبة الختان - لكن هذه غالبا ً ما تكون في مناسبات الأعراس .

أما وجبتا الغداء والعشاء فتتكون من الكسرة الرهيفة وملاح القرع وملاح الملوخية المطبوخة والكمونية واللحم حيث يأكل الناس بشراهةٍ ونفس ٍ شهيةٍ ثم تعقبهما المشروبات أيضا ً .

تُسمع في أيام الختان صوت " الدلوكة " التي يقمن بدقها البنات لكن ليس مع الأولاد والرجال وإنما وسط النساء , وقد يُحضر الأثرياء والمقتدرون فنانا ً شعبيا ً متخصصا ً في دق الدلوكة التي تصاحبها " الشُتامة " وغالبا ً ما يكون " ود عمر " أو " بطران " أو "عبد الرازق " وهم فنانو المنطقة , ويُقام حفلٌ كبيرٌ تصاحبه عرضة الرجال ورقص النساء وأغاني الحماسة وضرب السوط .

وكانت هنالك عادة ٌ سائدة ٌ وعُرْفٌ غير معيب وهو أن يقوم الأولاد بسرقة بعض الأشياء البسيطة كالأحذية ومفاتيح الأبواب والفروة و" التبروقة " و " البرش " و " الفندك " و "حديدة البن " وغيرها من كافة بيوت القرية وخاصة ً أثناء الليل , وكنا نستمتع لذلك كثيرا ً . وكان كلٌ من يفتقد شيئا ً في بيته يذهب إلى بيت ذلك الفرح ويسترد حاجته مقابل دفع مبلغ ٍ بسيطٍ من المال . كما كانت تُوضع عند مدخل القطية سِنَّارة ٌ تُعرف محلياً بـِ "جبَّادة " تقتنص طاقية كل من يدخل لتهنئة الولد المختون , ولا تُرد له طاقيته إلا بعد دفع مبلغ من المال أيضا ً .

وعندما يندمل جرح المختون تُؤخذ الفلوس لشراء أرز ٍ مصري أبيض يُطهى ويُضاف إليه الحليب والسكر ويُدعى جميع الأولاد لتناوله ليلا ً كوجبة عشاء ٍ لذيذة ٍ وممتعة ٍ .

ومن التقاليد التي كانت تُمارس في أيام الختان ما يُسمَّى بـِ " العادة " وهو أن يقوم المختون بضرب رفاقه بسوطٍ رفيع ٍمن العنج على ظهورهم , خاصة ً أولئك الذين تم ختانهم قبله وقاموا بضربه , وهذه العادة تُعبِّر عن الشجاعة والبطولة والإقدام .

هذا ما كان بشأن الختان , أما الأعراس فكان شأنها أكبر وفرحها أعظم . كان يتم الإستعداد لها بوقتٍ باكر ٍ حيث تتجمَّع الأ ُسر " لدق الريحة " وتجهيز " الحناء " وتزيين العروسين على نغمات الدلوكة وأغاني البنات وهم في فرحة ٍ عارمة ٍ .

ومن الطقوس التي كانت تسبق الزواج ذهاب العريس في " زفة ٍ " من الأهل والأصحاب للنهر للأستحمام به , وهو نوعٌ من الفأل لإزالة " السِّبر " أي التَّطيُّر والتَّشاؤم .

كان يُعد للعريس عند أهل العروس مأوىً خاصٌ به عبارة عن " قطية " من القش " وصريف " وتُجهَّز "بعنقريب" أي سرير , وبرش أحمر مُزيّن و " تبروقة " أي مصلاة , وطست , ولمبة وإبريق وزير وحمالةٍ للزير وجردل ومرتبة ومخدَّة وملاية وكان هذا الأثاث المتعارف عليه في ذلك الأوان .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــاتٌ في حيــاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأحد يوليو 20, 2008 6:30 am

تــابع :

كانت أهم أيام الزواج يومين هما يوما " الحناء " و " السيرة " . يوم الحناء هو اليوم الذي توضع فيه الحناء للعريس على كفيه وقدميه وفيه تتم دعوة الناس لتناول وجبة الغداء وحضور الحفل في المساء . أما يوم السيرة فهو اليوم الذي يسير فيه العريس وأهله إلى ديار أهل العروس .

تُذبح في هذين اليومين الثيران والعجول , ويتناول الناس كما أشرت في مناسبة الختان " اللقمة " مع ملاح " أم دقوقة " الفاخر و " أم فتفت " في وجبة الفطور , أمَّا في وجبتي الغداء والعشاء فيتناول الناس الكسرة الرهيفة مع ملاح القرع والملوخية المطبوخة والكمونية واللحم المحمَّر . ولم يكن الخبز " الرغيف " في ذلك الأوان متداولا ً إلا في المدن .

بالإضافة إلى ما بتناوله الناس من طعام ٍ فقد كانت - كما ذكرت بمناسبة الختان - تُعدُّ " المريسة " بكمياتٍ كبيرةٍ حيث تُوضع في براميل وأزيار وينهل منها الجميع إلا من هداهم الله . كما كانت تُحضر الخمور الجاهزة المعبأة في قوارير "كالشَّرِي " و" العرقي " و " البيرة " في يومي الحناء والسيرة اللذين يُقام فيهما الحفلان الساهران مساءً , حيث يكون كثيرٌ من الرجال في حالة ثُمل ٍ وسُكْر ٍ .

يُحضر إما الفنان " ود عمر " أو " بطران " أو " عبد الرازق " لإقامة هذين الحفلين وبرفقته بعض الصاحبات يُسَّميْنَ في ذلك الوقت بـِ " خَدَمْ " وقد كن جميلاتٍ ولهن أسماءٌ كانت تبدو لنا جملية . كان الفنان يقوم بدق "الدلوكة " وترديد أغاني الحماسة , وكانت صاحباته يقمن بدق " الشُّتامة " . وفي ذلك الجو الحماسي كانت النساء يقمن بالرقص - في مقدمتهن أخوات العروسين وقريباتهم - وهن متسترات لا يكشفن إلا عن وجوههن وشعورهن التي يؤخذ منها " الشبَّال " . وكانت رقصتهن على طراز ٍ واحدٍ تُسمَّى " رقصة الرقبة " . وكان الفنان " ود عمر " عندما يريد أن يحث النساء على الزغاريد تنطلق منه كلمة " الرِّيشة " أثناء الغناء .

أما الرجال والشِّبان فكانو يقومون " بالعرضة " حاملين سيوفهم أو عصيَّهم , وعندما تصل الحماسة ذروتها وتشتد دقات الدلوكة والشُّتامة وترتفع كلمات الأغاني , يخلع البعض ثوبه أي جلبابه ويقف في وسط الحلقة عاري الصدر والظهر استعدادا ً " للبُطان" وهو الجلد بالسوط .

يأخذ العريس سوطه وهو كرباجٌ من العنج ويقوم بضربهم بالسوط على ظهورهم إلى أن تبان آثار الضرب عليها , ومنهم من لا يخرج مُطالبا ً بالمزيد إلى أن يقوم أصحابه بأخذه وإخراجه من الحلقة . وفي ساعة النشوة تلك منهم من يقوم بتكسير عصاه على ساقيه أو بإخراج مديته وتجريح يديه كما كان يفعل جدي عباس شيخ محمد عليه رحمة الله . وكان ذلك يُعتبر نوعا ً من الفروسية والشجاعة والبطولة وليس تهوُّرا ً أو حماقة ً رعناء . وكان من يُضرب بالسوط يمكث بفراشه بعد ذلك الفرح مستلقيا ً على بطنه مدة أسبوعين أو شهرا ً كاملا ً إلى أن تندمل جراحه وأورامه بعد أن تُبلَّل يزيت السمسم .وقد تكون تلك الجراح والأورام سببا ً في انقضاء آجال البعض .

كان من العادات السيئة أيام الأعراس إلى جانب شرب الخمر , وبعد انتهاء الحفل الساهر اصطحاب الفتيان والشِّبان لتلك الفتيات الداعرات المرافقات للفنان الشعبي لقضاء وطرهم معهن , دون حياءٍ وخجل ٍ أو خوفٍ من الله , وربما كان من بين أولئك الشِّبان والفتيان من هو مُحصنٌ , له زوجة ٌ وعيالٌ .

أما يوم " السيرة " فكان الإستعداد الأكبر له يتم في بيت أهل العروس حيث يُهيأ المكان والطعام لأهل العريس وكل القادمين معهم .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــاتٌ في حــياتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الإثنين يوليو 21, 2008 5:15 pm

تــابع :

أذكر قبل أن يتوجه أهل العريس إلى أهل العروس مساءً , كانت السيرة تتجه عند العصر وقبيل غروب الشمس إلى شرق القرية إلى أن تصل إلى شجرةٍ تُسمَّى " شجرة السيرة " القريبة من " شجرة خميس " ثم يعودون الكرَّة .

كان العريس يركب حمارا ً فاخرا ً مزيَّنا ً والناس يمشون على نغمات الدلوكة والزغاريد . أما في المساء وبعد الغروب فيتوجه الجميع مشيا ً على الأقدام بما فيهم العريس نفسه إلى بيت أهل العروس على نغمات الدلوكة والزغاريد الصاخبة حيث يُستقبلون بالترحاب ويتناولون وجبة العشاء التقليدية , ثم يبدأ الحفل الساهر , على نمط الحفل السابق , غير أن في هذا الحفل تُحضر العروس , وسط مجموعة من صاحباتها وتقوم بالرقص قليلا ً على نغمات الدلوكة وأغاني البنات , ثم يتم " قطع الرحط " ويقمن صاحباتها بإرجاعها إلى خدرها ولا يراها العريس ثانية ً إلا بعد ثلاثة أيام حيث تُزف إليه . ويُذبح في اليوم الثالث هذا ما يُسمَّى بـِ " الحُلا َّلة " .

وكان في ذلك الأوان تُستخدم الرتائن ليلا ً للإضاءة في جميع المناسبات . أما داخل البيوت فقد كانت تُستعمل اللمبات التي يطلق عليها البعض إسم " معذورين " والمصابيح فيما بعد - وقد كان يُستعمل الجاز الأبيض لإضاءة الرتائن واللمبات والمصابيح .

كان يُستعمل للمبات خيوط القطن وللمصابيح شرائط القطن أما الرتائن فكان يُستعمل لها شاشات حرير ٍ أبيض ٍ ناصع ٍ , و " سبيرتو " ويُضخ الجاز الذي بها بواسطة " مكبس " - وكان الكبريت هو الذي يُستخدم للإيقاد لجميع تلك المصابيح القديمة منها والحديثة .

كان الرجال يقومون بالمساهمة المادية يوم " الحناء " للعريس وتُسجَّل أسماؤهم ومساهماتهم في كشفٍ يُحفظ للأيام , ويُعتبر هذا الكشف بمثابة دعم ٍ كبير ٍ للعريس . لم تكن هنالك كروت دعوة للزواج ولا حفلات شاي ومرطبات في ذلك الأوان , وكان الناس يُخطرون فقط شفاهة ً بموعد الزواج الذي يكون بمثابة فرح ٍ للجميع - وكانت النساء يقمن بإعطاء مساهمتهن المادية لأم العروس .

أذكر أوَّل دعوة على الطراز الجديد كانت دعوة عمي عابدين الفاضل . كانت دعوة شاي فخمة مع الموز والبرتقال والكيك الدائري المحشي بالزبيب لدرجة أن كمياتٍ كبيرة ً منه قد فاضت وبقيت أياما ً نأكل منها وكان ذلك في أوائل الستينات عندما كنتُ بالمرحلة المتوسطة بالهلالية .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــاتٌ في حيــاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الثلاثاء يوليو 22, 2008 10:05 am

تــابع :

أما الأعياد فكانت لها نكهة ٌ وفرحة ٌ خاصة ٌ , ربما لأن كسوتنا ما كانت تكون إلا في عيدي الفطر والأضحية . كنا نعرف مقدم شهر رمضان برائحة " الآبَري " التي تفوح وتُعطر جو القرية وخارجها , حيث كانت النساء يقمن بتجهيز " الآبري " الأحمر والأبيض قبل شهر رمضان بوقتٍ طويل ٍ , وكنَّ يتعاونَّ معا ً في نفير وشكل ٍ جماعي ٍ لعمل ذلك الآبري الذي يُسمى الأحمر منه بـِ " الحلو مر " .

عندما يحل شهر رمضان كنا نجلس عند موعد الإفطار بالقرب من الصائمين حيث يجتمع أهل كل فريق للإفطار معا ً. كنا لا نشارك الكبار في الإفطار , لكنهم كانوا يعطوننا ما تبقى من مأكولات ٍ ومشروبات ٍ وكنا نستمتع لذلك كثيرا ً .

المأكولات كانت عبارة عن " لقمة عصيدة " مع إدام , وبليلة اللوبيا العدسية , أما المشروبات فكانت الآبري الأحمر والأبيض وعصير الليمون , وقد يبقى الآبري بنوعيه فترة ًطويلة ًبعد انقضاء شهر رمضان يُقدَّم شرابهما لكل ضيف ٍ قادم ٍ , أما عند انعدامه وشح الليمون فقد يُقدَّم للضيف ماءٌ مُحلَّى بالسكر تُقطَّر فيه قطراتٌ من عطر ٍ لإعطائه نكهة ًورائحة ً خاصة ً.

وبمناسبة هذا الفطور البسيط فقد حكى لي أحد الزملاء السودانيين طُرفة ً أنه في تلك السنوات قدم شيخ ٌ مصريٌ من الأزهرالشريف لإحدى قرى السودان في شهر رمضان لتفقيه الناس بأمور دينهم - وقبل أن يُصلي بهم تناول معهم فطورهم البسيط ذلك - وعندما خلصت الصلاة كان يتوقع أن يأتوه باللحوم والمشويات وما لذ َّ وطاب - فسألهم " أين فطوركم ؟ " قالو له: " هذا فطورنا الذي تناولناه " فقال لهم : " أشهد أن الله لن يُعذبكم مرتين !! " .

أما السحور فقد كان له حركة ٌدؤوبة ٌ ونشطة في القرى . كنا نحرص على الإستيقاظ ونُصر على أهلينا أن يوقظونا لتناول السحور معهم , وكنا نزعل كثيرا ً إن لم يفعلو ذلك , لكن الحركة وصوت طرقات " الفندك " و "حديدة البن " وطبل ونغمات المسحِّراتي والدنا الغالي عبد الفتاح فرج الله عليه رحمة الله كانت كفيلة ً بإيقاظنا .

كان يوم الخميس الأخير من شهر رمضان الذي تليه الجمعة المسمية باليتيمة له وقع ٌ خاص ٌ في نفوسنا . كان الناس في يوم الخميس الأخير يقومون بتوسعة ٍ حيث يشترون لحما ً وأرزا ً وتمرا ً , ويقدمون طعاما ً يُسمَّى محليَّا ً " رحمتات " وهو طعام ٌ يُقدَّم رحمة ً للموتى . كان الأطفال يمرون في شكل مجموعة ٍ على كل بيت ٍ حاثين أهله على الإسراع بتقديم الوجبة لهم قائلين : " الحارة ما مرقت , ست الدوكة ما ضرطت " ... "كبريتة , كبيريتة , ست الدوكة عفريتة " فيقدم لهم الأرزواللحم و الكسرة بالسليقة واللحم حيث يأكلون بشهية ٍ ونشوة ٍ عارمة ٍ وكذلك التمر المغموس في الماء .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأربعاء يوليو 23, 2008 8:58 am

تــابع :

أما عيد الأضحية فقد كنا نعرف مقدمه بجانب الكسوة بخروف العيد الذي لا يخلو منه بيت ٌ من بيوت القرية , إذ كان كل بيت ٍ يقوم بتربية الماعز والضأن والدجاج الذي كان يُطهى بيضه على الدوكة .

من العادات الغريبة التي كانت تحدث صباح العيدين وقبل صلاتهما كانت بعض النساء يذهبن إلى المقابر التي يُطلق عليها حتى الآن " الولي " نسبة ً لوجود أحد أولياء الله هنالك يعتقد البعض أنه " علي ود معوَّض " عليه رحمة الله . كُنَّ يحملن التمر الجاف والفول السوداني والزلابيا لنثرها على قبور ذويهم . كنا نحرص أن نصحو مبكرين للذهاب " للولي " ونتعارك في اقتناء بعض ٍ من ذلك التمر والفول ومن تلك الزلابيا حتى ولو كانت ممرغة ًبالتراب , وكنا نستلذ لذلك كثيرا ً.


بالإضافة إلى تلك الأفراح فقد كان الناس يفرحون كثيرا ً عند مقدم مولود ٍ ويُوزَّع على المهنئيين والمبارِكِين التمر الجاف و الفول السوداني بقشره . وفي اليوم السابع تتم تسمية المولود ويُذبح خروفان أحدهما " كرامة ً " لسلامة الإنجاب والآخر سماية ً .

لم تكن هنالك متابعة على الإطلاق للنساء الحُمَّل وكانت " داية " القرية أي القابلة هي التي تقوم بالتوليد حيث لم تكن المستشفيات والمراكز الصحية متوفرة ً في ذلك الأوان بل لا يعرفها أو يرتادها السواد الأعظم من الناس حيث كانوا في أتم صحة ٍوعافية ٍ لا يصيبهم مرض ٌ ولا هم ٌ ولا غم ٌ وكان الله حافظا ً رحيما ً .

بعد انقضاء الأربعين يوما ً يقوم أهل " النفساء " بعمل مديدة من التمر , يُضاف إليها السمن وتوزَّع على أهل الفريق .

من ذكريات الطفولة الباكرة عندما يتأخر المطر عن موعده أو ينقطع لفترة ٍ طويلة ٍ , كانت جداتنا أذكر منهن زهراء هاجيد وحرم إدريس عليهما رحمة الله يقمن بجمع الأطفال عند " المطامير " أمام الحي بالقرب من بيتنا . و" المطامير " هي عبارة عن حُفر ٍ أرضية ٍ عميقة ٍ يُخزَّن فيها الذرة بعد حصاده ويُغطَّى " بالبُتَّاب " ثم يُهال عليها التراب ويبقى الذرة مدفونا ً بها إلى الموسم القادم . و " الُبُتَّاب " هو الغلاف الذي يُغطَّي حبوب الذرة والذي يُفصل ويُزال عن الذرة عند حصاده .

كانت جداتنا يجمعننا عند تلك المطامير ويشعلن نارا ً عندها لعمل بليلة من الذرة , وكُنَّ يطلبن منا أن نجثو على رُكبنا ونحبو داعين الله نزول الغيث مردِّدين معا ً " هات المطر ياربنا , نحن الصغار شن ذنبنا ؟ " ثم نقول : "حبينا , دبينا , الحصحاص ظلَّط رُكبينا " . وبعد أن تنضج البليلة نقوم بأكلها عند المطامير , وهذا الشيء يُفعل قربانا ً أي تقرُّبا ً لله عز وجل لنيل رحمته ورضوانه بإنزال الغيث للزرع والضرع .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف الامام الأربعاء يوليو 23, 2008 9:04 am

بارك الله فيك الاخ / ياسين
حلاقاتك فى غاية الجمال ولايوجد فيها مايخل التتابع وبها معلمات كثيره يجب ان توثق فى قاموس ماندثر من مفردات بجانب توثيقك لذكريات فى حياتى
الامام
الامام
المدير العام

عدد الرسائل : 633
بلد الإقامة : الدناقله
الإسم الكامل : الامام الامين الحسين حاكم
نقاط : 6770
تاريخ التسجيل : 02/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الخميس يوليو 24, 2008 11:58 am

تــابع:

كان مرض الزار المتعارف عليه محليَّاً " بالدستور " منتشرا ً جدا ً في أواسط النساء لكنه كان نادر الحدوث عند الرجال , وهو مرض ٌ نفسي تُصاب فيه المرأة بالكآبة والذبول , و ربما كان هذا الشيء يُردُّ إلى أن النساء كُن َّ دائما ً محبوسات ٍ ومكبوتات ٍ داخل البيوت إلى جانب تسلُّط الرجال وقهرهم بينما هُن َّ ضعيفات ٍ مستسلمات ٍ لا يجدن فرص الترويح عن النفس وتغيير الروتين والرتابة . وكان من يبلغ بها المرض النفسي والكآبة ذروته وأوَجُه يُقام لها حفلا ً ترويحيا ًتدق فيه الطسوت والقوارير بنغمات ٍ مثيرة ٍ تُحرِّك كوامن النفس . وكانت تحضر هذا الحفل كُلٌ من أ ُصيبت بذلك المرض على رأسهن شيخة الزار وهن يرتدين أزياء ً مختلفة ً قد تكون أزياء رجال ٍ أو أشبه إلى أزياء الرجال كالرداء الكاكي والبدلة العسكرية والطربوش الأحمر والبرنيطة العسكرية . وفي هذا الحفل الموسيقي الصَّاخب يقمن برقصات ٍ متنوعة ٍ ومختلفة ٍ كُل ُّ حسب هواها , وهن يحملن أسواطا ً من العنج أو خيزرانات ٍ رفيعة ً كانت أو غليظة ً . وكانت من تلبس لبس نساء يكون لبسها فستانا ًأحمرا ً من القطيفة الفاخرة . وما كان يمر أسبوع ٌ أو إسبوعان إلا َّ وتسمع حفلا ً صاخبا ً للزار بالقرية , وتنبعث رائحة السجائر في الجو .

تكون المريضة المقام لها ذلك الحفل جالسة ً في وسطهن , وعندما تشتد دقات الطست والقوارير تبدأ في التحرُّك فتسألها الشيخة ما الزار الذي بها وما طلباتها فتخبرها بنوع زارها و تحدد طلباتها التي غالبا ً ما يُستجاب لها إن لم تكن صعبة المنال كتلك القصة التي درسناها بكتاب المطالعة بالمرحلة الأولية عندما طلب طفل ٌ من والده أحد النجوم الساطعة . سكت الوالد ولم يرد على إبنه , فمرت بهما سيارة ٌ فارهة ٌ منطلقة ً كالسهم فقال الولد لأبيه : "أريد سيارة ً كتلك " فرد عليه أبوه قائلا ً : " يا بُني َّ النجم كان أقرب ! " , أو كما طلبت زوجة والد أخينا كمال عوض الله الحاجة آمنة محمد عوض الله تغمدها الله بواسع رحمته , حيث كان طلبها طأئرة , فأ ُحضر الوالد عوض الله الحاج عليه رحمة الله ليسمع طلبها , فما كان منه إلا َّ أن جلس في وسط حلقة الزار وبسط ذراعيه كجناحي الطائرة وقال لها " اركبــي .. !! " .

ومن الطرائف التي تُحكى عندما حدَّدت الحاجة آمنة بت صديق عليها رحمة الله طلباتها , دخل عليها جدي الفاضل مشجِّعا ً إيَّاها و قائلا ً " أبشري يا بت خالي " وفي تلك اللحظة مر َّ والدي ووجد جدِّي يقوم بالتشجيع فقال له أبي مستنكرا ً : " ده شنو االبتسوي فيهو يا أبوي ؟ !! " فرد عليه جدي قائلا ً : " يا ولد إنت ولدتني ولا َّ أنا ولدتك ؟ ! " .

وغالبا ًما تخف المرأة المصابة بالزار ويتجدد نشاطها و شبابها وتزول عنها الكآبة وتصبح معافاة ً نشطة ً بعد ذلك الحفل الترويحي الصاخب وتعود إليها نفسها . لكن في ذلك الحفل كانت تحدث بعض الممارسات الفاسدة والمحرَّمة والغير لائقة كتدخين السجائر , وشرب الخمر , وشرب الدم , وأكل اللحم الني . وكان لكل مريضة بالزار قرينها الخاص مثل : الجمَّالي , حكيم باشا , نمر الكندو , الخواجة لندو , بنزيو , بشير الحبشي , لولية الحبشيِّة و عبد القادر الجيلاني .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الجمعة يوليو 25, 2008 2:42 pm

تـــــــابع :

عندما كُنَّا صغارا ً كُنَّا نذهب مع الآباء والأعمام والجدود " للبلدات " وهي الأراضي الزراعية في موسم الأمطار " الخريف " حيث كُنَّا نركب خلفهم على حمير ٍ تحمل البذور وماء الشرب وبعضا ً من الطعام المتواضع البسيط . كُنَّا نذهب معهم لرمي البذور بالحفر التي كانوا يحفرونها أمامنا بآلاتٍ خشبية ٍ تُسمَّى " سلاليك " ومفردها " سلُّوكة " ثم نقوم بدفن الحفر بأقدامنا .

كان هذا النشاط يتم بعد أن ترتوي الأرض تماما ً بماء المطر . كان رمي البذور أمرا ًسهلا ً لا مشقة فيه , أما الزراعة " بالسلاليك " فكانت شاقة وقاسية لا يقدر عليها إلا الكبار . كنا نذهب من بعد صلاة الفجر ونبقى إلى ما بعد صلاة الظهر و أحيانا ً إلى ما قبل غروب الشمس أو عند غروبها .

من الذكريات التي لا أنساها أن عمي عابدين الفاضل قد وصل به التعب والإرهاق يوما ً في مواصلة الزراعة بالسلوكة فما كان منه إلا َّ أن سقط أرضا ً مُدَّعيا ً أن " أبا الحرقص " قد قام بلدغه . " وأبو الحرقص " هو دويدة ٌ ملساء أشبه بالثعبان الصغير تكون بداخل الأرض . وقد تم إعفاءه من مواصلة العمل وأ ُعطي راحة ً بقية ً ذلك اليوم .

كُنَّا في حوالي التاسعة والنصف أو العاشرة صباحا ً نتوقف عن العمل لتناول وجبة الفطور - وما أدراك ما وجبة الفطور - كانت في أغلب الأحيان عبارة عن عصيدة لُقمة يُضاف إليها الماء والملح و الشطة الحمراء وقطعة ٌ من البصل . لكن ما أمتعها من وجبة والجوع قد أخذ منا كُل َّ مأخذ . وكان عندما ينضب ماء شربنا نلجأ إلى ماء المطر المتبقي " بالتروس " و " بالتقاة " في وسط البلاد أي في وسط المزرعة والتي يجري بها حصاد الذرة في نهاية الموسـم . كنا نجد بماء التروس والتقاة ما يُسمَّى بـ ِ " أبي الضبضوب " وهي صغار الضفادع في طورها الأول . كنا نزيلها بعيدا ً ونشرب المـاء ونصبها على لقـمة الفطور فتزيدها حلاوة ً ومتـعة ً .


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الإثنين أكتوبر 06, 2008 11:32 am عدل 1 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأحد يوليو 27, 2008 10:24 am

تــــابع :

بعد أن تنمو البذور ويرتفع الزرع قليلا ً عن الأرض , تبدأ مرحلة إزالة الأعشاب الطفيلية عن الأرض والزرع وتُسمَّى " الحش " التي تتم بآلة ٍ تُسمَّى " ملود " وهي قطعة ٌ حادة ٌ من الحديد كالسكين يركَّب عليها قناة ٌ أي عصاة ٌ طويلة ٌ . و كان الجدِّان علي عبيد ومحمد عبيد عليهما رحمة الله - بحي الشايقية متخصصين في عمل "الملايد ". وكُنَّا نحن الأطفال تُخصص لنا " ملائد " على قدر أحجامنا .

كان " الحش " عملية ً شاقة ً بالنسبة لنا نحن الأطفال إذا ما قورنت برمي البذور التي يُطلق عليها محليَّا ً "تيراب ". و الكلمة ذاتها تُطلق على البذور المختارة لبذرها على الأرض . أما بالنسبة للكبار " فالحش " أخف عِبأ ً عن الزراعة لأن المرء يجد فرصة للراحة و التوقف عن العمل بين الحين والآخر و هو بمزرعته وليس كالزراعة التي تتطلَّب المواصلة والإستمرار .

كان عندما ينزل المطر غزيرا ً و يغمر الأراضي الزراعية نجد فرصة للراحة حيث تتوقف الزراعة ورمي البذور و " الحش " إلى أن تمتص الأرض الماء . كُنَّا خلال هذه الفترة و التي لا تمتد طويلا ً نستمتع باللعب وصيد العصافير في ذلك الجو الغائم الماطر بآلة تُسمَّى " شرك " و أخرى تُسمَّى " قلا َّبة " . أما الكبار فيستعملون ما يُسمَّى بـِ " الشِبَاك " .

الشرك عبارة ٌ عن خيط ٍ تُعقد به شعيرات ٌ من ذيل حمار ٍ أو حصان ٍ تُبرم برما ً , و قد يكون غطاء علبة ٍ كبيرة ٍ تُثقب ثقوبا ً كثيرة ً و تُعقد بها تلك الشعيرات - و هذه تُسمَّى " أم آبريش " . يُدفن هذا " الشرك " بنوعيه في الأرض و تُنصب الشعيرات في شكل ٍ دائري ٍ و تُنثر حولها بذور الذرة . أما " القلابة " فتصنع من الحديد وهي أشبه بمصيدة الفئران , وقد كان متخصصا ً في صنعها الأخ الخير فضل المولى أمد الله في أيـامه .

من الذكريات التي لا أنساها أنني تركت شركا ً بالسدرة الصغيرة الواقعة في وسط " النجاضة " و " النجاضة " إسم ٌ يُطلق على " البلاد " أي المزرعة القريبة جدَّا ً من القرية . و أثناء الليل هبط مطر ٌ غزير ٌ غمر الأراضي الزراعية . وعندما أصبح الصباح افتقدُّت شركي فتوجهت نحو " النجاضة " لأخذه من عند السدرة , لكني عندما وصلت إليها هالني منظر ٌ مرعب ٌ مخيف !! . لقد امتلأت السدرة بأكملها بالعقارب الصفراء بحيث لم أجد مجالا ً لإدخال أصابعي بين أغصان السدرة لأخذ ذلك الشرك و رجعت بخُفي َّ حنين خوفا ً من لدغات العقارب والموت . طبعا ً العقارب تسلَّقت على السدرة تفاديا ً للماء الذي غمر المزرعة ولم أتمكَّن من أخذ شركي إلا َّ بعد أيام ٍ عندما جفت الأرض و عادت العقارب إلى مخابئها .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الإثنين يوليو 28, 2008 11:11 am

تـــابـع :

كانت أيام الخريف أيام متعة ٍ وبهجة ٍ نستمتع فيها بصيد العصافير مستخدمين الشراك التي أشرت إليها آنفا ً , وهذه صيدها يكون محدودا ً . أما الشباك التي هي كشباك صيد الأسماك فيكون صيدها وفيرا ً. كانت تنصب الشراك تحت شجرة ٍ ظليلة ٍ تقصدها وتتجمَّع عندها العصافير التي تنزل أرضا ً لتلتقط الحب وما تجود به الأرض , أو قد نقوم بغرز أغصان ٍ جافة ٍ تُسمَّى " مهلوفة " متخيرين المكان الذي يكثر فيه تجمُّع العصافير وننصب شراكنا وشباكنا حوله .

العصافيـر التي كُنَّا نقوم باصطيادها والتي يكون مقدمها في أول الخريف مع بداية هطول المطر على نوعين يُسمَّى إحداهما محليَّا ً " القحِّي " ومفردها " قحيِّة " والآخر " اللاَّبقير " ومفردها " بقارية " . وعصافير اللابقير على نوعين : نوع ٌ ذو منقار أحمر يُسمَّى " قدُّوم أحمر " و نوع ٌ ذو منقار أصفر يُسمَّى " قدُّوم أصفر" و تُصاحب هذه العصافير , عصافير ٌ أخرى لكنها محدودة العدد منها : أم جديري - النَّارية - أم سبيحة وسوسيو النصارى . أما " طير الجنة " وهي عصافيرٌ حمراء صغيرة الحجم جميلة الشكل , إذا وقعت في شراكنا فما كُنَّا نذبحها ولا نأكلها , بل نضع عليها حريرة ً حمراء ونعطِّرها ونطلق سراحها .

كُنَّا نرجع مساء ً وبحوزتنا أعدادا ً كبيرة من العصافير , يُشوى بعضها على الفحم و يُسلق الآخر ثم يصب مرقها على الكــسرة أو يضاف إلى مرقها قليلا ً من " الويكة " ويصير " مُلاح أم رقيْقة " عالي الجودة .

وعندما تنحسر وتقل أعداد العصافير كُنَّا نذهب مع الأعمام للقنص في الخلاء مصطحبين كلاب الحي "جرقاس " و " كاسر " و " بارود " و " الله جابو " ونعود حاملين بعض الأرانب , وحين لا توجد أرانب كان الأعمام يقومون بصيد القط الخلوي الذي كان البعض يأكله , أو يتوجهون نحو النهر لصيد السمك الذي ما كان جدي الفاضل يأكله أو يطيق رائحته . وحين ينعدم الصيد كان الأعمام يتسلون باصطياد "الصَّبَرَة " وهو حيوان ٌ أشبه بالسنجاب في حجم القط لا يؤكل , يتخذ من " زرائب القصب " وهي الحظائر التي يحفظ بها الناس قصب الذرة داخل القرية لحيواناتهم , يتخذ منها مأوى , ويتم اصطياده بآلة ٍ أو شرك ٍ يُسمَّى " الفرنيبة " رغم أنه حيوان ٌ مسالم ٌ لا يؤذي أو يسبِّب ضرارا ً للنَّاس , وكان أولى بالإصطياد " أم دِرْمَة " وهو حيوان ٌ أشبه بالقط له ذيل ٌ منفوش ٌ يعيش في الخلاء ويهاجم الدجاج ليلا ً , وكذلك " أبو العُفِّين " وهو من فصيلة " أبو الحصِّين " أي الثعلب الذي يداهم الدجاج ليلا ً ويطلق عليها روائح كريهة تُدوِّخ الدَّّجاج ثم ينقض ُّ عليها حاملا ً بعضها ثم يفر ُّ بسرعة البرق . وكان هذان الحيوانان يتسللان ليلا ً رغم سطوة الكلاب التي لا تنام الليل الذي لا تسمع فيه غير نباحها ونقيق الضَّفادع الصَّادر من عند " التمتة " وهي بقيِّة ماء الفيضان والمطر المتجمِّع في الغابة .


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الإثنين أكتوبر 06, 2008 1:47 pm عدل 2 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف كمال عوض الله الثلاثاء يوليو 29, 2008 5:51 am

الأخ العزيز يس
لك التحية في سردك المسترسل, كنا نظن إنك لاتعرف كل هذه التفاصيل لأنك ظهرت لنا فجأة بنظاراتك وشيبك الذيُن عرفت بهما في ذلك الوقت - أول أمس القريبة دي في الستينات - وأنا اراقب كل ما تكتب ليكون التعليق في الأشياء العامة والتي نعرفها في نهاية الحلقات لكن تستفزنا نحن العواجيز وتطعننا في شركة الطير وتقول مهلوفة هذا يضطرنا للتدخل ونقول مألوفة وهي من يألف المكان, على الأقل في فريق وراء أما إن كنت ستواجهنا بنفس الجبروت الذي ذكرته في بداية حلقاتك هنا لابد من الإستسلام. وعشنا وسمعنا يا عم يس أن تشبه الصبرة بالسنجاب وطبعا هو تشبيه بليغ لكن مفرداتنا دخل فيها السنجاب في عمر متأخر يا ريت لو قلت أمبجحوت وهي أقل شبها لكنه معروف أكثر لنا, لك التحية أخي يس على عملك الرائع وزي ما قيل سابقا كلامي دا مواغزا ساكت

كمال عوض الله
عضو لجنة دستور

عدد الرسائل : 178
بلد الإقامة : المملكة العربية السعودية
الإسم الكامل : كمال عوض الله محمد الحاج
نقاط : 6196
تاريخ التسجيل : 17/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الثلاثاء يوليو 29, 2008 12:10 pm

تــا بـع :

كان " أبو العلُّوق " وهو طائر ٌ من فصيلة " القُمري" الشبيه بالحمام يحب البحث عن طعامه والتقاط الحب "بزرائب " أي بحظائر البقر والأغنام والحمير بعد موسم الخريف . كان العم عبد الرحيم بابكر لا يتمالك نفسه عندما يراه . كان مغرما ً باصطياده " بقلا َّبته " ولا يهدأ له بال ٌ إلا بعد القبض عليه وشوائه حتى لو كان ذلك تحت " الدوكة " وعندما لا يجده كان يتسلَّى باصطياد دجاج جدِّي الفاضل .

كُنَّا بعد موسم الخريف ننصب شراكنا عند " المطامير " و "زرائب " الحيوانات لاصطياد القُمري وأبي العلَّوق وطيور " ود أبرق " و " أم الزعبر " وهي من فصيلة العصافير المقيمة في البيوت و الزرائب مع الناس . أما طيور " أبو القديح " التي لا تؤكل فكانت تتخذ من بيوت القطاطي سكنا ًَ . كانت تصحو باكرا ً قبل الفجر وتنتشر في الحي منبعثة ً من قطية جدتي زينوبة طائرة ً في جماعات ٍ ومحدثة ً أصواتا ً يصحو لها كل نائم ٍ لاسيما الذين يستيقظون مبكرا ً لحلب أغنامهم وصنع شاي الصباح الذي تصاحبه عصيدة " الدخن " بالحليب أو "الضُرابة " وهي "نشاة " أي شوربة الدخن بالحليب , وربما تناولنا شوربة " الكارجقل " وهو القرع بالحليب والتي تُسمَّى محليِّا ً " أم باسا " .

كان حش البلدات يأخذ زمنا ً طويلا ً من المرحلة الثالثة لنمو الذرة ويستمر إلى قرب نضوجه . وكانت هنالك مسميَّات محليَّة للذرة من طوره الأوَّل هي : شوكة , أضان فأر " أي أذن فأر " , أبو زعيفة , سواسيو " أي كتاكيت " , فراريج , دجاج , صقور , لتيبة , حِمْلَة , شراية , لَبَنَة , فريك .

في موسم الخريف يهب النسيم ويبرد الجو وتكتسي الأرض بِحُــلِّة ٍ خضراء حافلة ٍ بجميع أنواع الحشائش والأعشاب التي تزيَّن الأرض , وهي مرتع ٌ وفير ٌ لكل الحيوانات , حيث يتم التكاثر وتهدأ الخواطر في هذا الجو العليل , وتنبعث من البيوت روائح بخور " الصُّـباغ " و الكُـليت " وهي عيدان طيبة الرائحة , بالإضافة إلى رائحة حطب " الطلَّـح " الذي لا يخلو منه بيت ٌ من بيوت السودان .

لقرب قريتنا من النهر ما عرفنا الآبار ولا شربنا ماءها . كان الناس يحضرون الماء من النهر بأخراج الجلد التي تحملها الحمير , وكانت هذه الأخراج تُطلى بالقطران بين الحين و الآخر ليجعلها طريَّـة ً وتدوم زمنا ً طويلا ً . وكانت المياه التي تُحضر بالأخراج لها طعم ٌ خاص ٌ يزيدها القطران نكهة ً . كما كان الناس الذين بالقرب من النهر يحضرون الماء في جيزان , وهي عبارة عن صفيحتين تُعلَّـقان بحبل ٍ على عود ٍ ويحملها حمار ٌ أو قد يحملها رجل ٌ بواسطة العود الذي يضعه على كتفيه خلفا ً . وكان الماء يُوضع ويُصب على أزيار ٍمن " فخار ٍ " أي طين ٍ محروق ٍ والتي تقوم بتبريد الماء .

وكان هنالك عددٌ من الشِّبان الذين لم يتمكنوا من مواصلة دراستهم بالمرحلة المتوسطة كانوا يتكسَّبون ببيع الماء مستخدمين الحمير والأخراج , كما كان كثير ٌ من النساء يقمن بإحضار الماء ويُسمَّى ذلك الشيء "وَرْدَة " مستخدمات صفائح تضعهن على رؤوسهن ويحول بين رؤوسهن والصفائح ما يُسمَّى "وقاية " وهي قطعة ٌ من القماش تُخفِّف عنهن وطء الحمولة وتقي رؤوسهن من أي ِّ آلام . وتُسمَّى الصفيحة محليِّا ً " قيروانة " وجمعها " قيروانات " .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty الشكــر على الإشادة

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الثلاثاء يوليو 29, 2008 2:29 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة : الإمام الأمين - محمد حمراي - كمال عوض الله
أشكركــم على الإشادة بذكريات في حيــاتي

عزيزي كمال :

شكرا ً على تعليقك الجميل , وصحيح ٌ ما ذكرته لي من قبل أن المرحلة الدراسية كان يُطلق عليها المرحلة الوسطى وليس المرحلة المتوسطة .

لكن ما ذكرته لي سابقا ً أن الشجرة التي كانت بالقرب من شجرة السيرة كانت تُسمَّى شجرة " خميسة " وليس شجرة " خميس " , وما ذكرته في ردك الأخير أن الإسم الصحيح هو " المألوفة " وليس "المهلوفة " فهكذا كنت أسمع الأسماء ولم يقم بتصحيحي كل الأعمام والأخوال الذين قرأت لهم هذه الذكريات .

أما " أم بجحوت " فلم ترد في خاطري وكنت أسمع بها دون أن أراها أو أعرف ما كنهها .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty ذكريــات ٌ في حيـاتي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الأربعاء يوليو 30, 2008 1:35 pm

تــابع :


عند فيضان النـيل الذي يُسمَّى " دَميرة " كان نهـر النـيل الأزرق يجرف ويحمل كثيرا ً من الأشجار من أماكن نائية , كما كان يجرف و يحـمل كُــتلا ً من الحطب , بعضها طيِّب الرائحة " كالكُـليت " و الصُّـباغ أي "الـشَّـاف " والتي كانت تُستعمل كبخور ٍ تعطِّـر البيوت وتطرد الذ ُّباب وتضيف للبيوت رائحة ً طيبة ً . وكان الماهرون في السِّبـاحة يسبحون في ذلك النهر الهائج إلى منتصفه لالتقـاط تلك الكتل الطيبة من الحطب و جذبها إلى خارج النهر . وكان النهر يـحمل أيضا ً جُثـث الغـرقي من الحيوانـات والبـشر .

كانت النسـاء يذهبـن للنهر لغسيـل الملابس وهن َّ يحمْـلنها في طسوت على رؤوسهن , كما كن َّ يذهبن للغابة "للفزْعـَة " لإحضار حطب الوقود وهن َّ يحملنه على رؤوسهن أيضا ً مستخدمات "وقايات " .

كانت النسـاء عندما يذهبن للنهر لغسيل الملابس يأخذن معهن َّ ألواحا ً من صابون الغسـيل يتم وضعـها في إناء ٍ به ماء ٌ ثُـمَّ يوضع هذا الاناء على نار ٍ لإذابة ألواح الصابون , ثم يقمن بصب الصابون السائـل على الملابس بالطست ويقمن بغسل الملابس , ومنهن ُّ من يستعمل ألواح الصابون مباشرة ً دون إذابتها .

كان يحدث هذا عندما يكون ماء النهر نقيَّـا ً , صافيا ً , نظيفا ً . كُنـَّا نذهب مع أمهاتنا اللائي يخرجن في شكل مجموعة , وعندما نصل إلى النهر كُنـَّا نتخير مكانا ً عاليا ً عن ماء النهر يُسمَّى محليـِّا ً " قيفة " ثم نقفز من أعلى على وجوهنا في النهر كما يفعل السبَّـاحون الآن , وكُنـَّا نُسمي ذلك الشيء "صملُّوج " .

كانت النساء عندما يخلصن من غسيل الملابس , يقمن بنشرها على اغصان الشجر و أسوار الجروف أو ربمَّا على الرمل الأبيض النظيف , إلى أن تنشف وتجف . وكانت بعض النساء يقمن بأخذها بعد غسلها مباشرة ً لنشرها عند بيوتهن على حبال ٍ . وما كانت الملابس في ذلك الأوان تُكـوى بعد غسلها لأن المكـواة التي تعمل بالفحم المشتعل لم تكن معروفة خاصة في القرى والأرياف . وكانت الملابس تُطرَّح بوضعها تحت المساند والألحفة والمراتب . وربما استعمل البعض حجارة ً أو حصوات ٍ كبيرة ً ملساء لتطريح ملابسهم قبل لبسها .

أما في المواسم التي يكون فيها ماء النهر عَكِـرَا ً كانت أمهاتـا يذهبن لغسيل الملابس " بالولي" عند "الطملات " المتناثـرة هنـالك . والـطملات هي البِـرَك والحفـر الصغيرة التي يبـقى فيها ماء الفيضان والمطر , ومفردهـا "طملة " لكن أمي ما كانت تدعني أذهب معها " للولي " خوفا ً على َّ من السُّقوط والغرق بإحدى تلك البرك المتناثرة . كنت أصر على الذهاب معها و أتبعها باكيا ً إلى أن نقترب من فريق الشايقية القريب من " الولي " . لكن في كل مرَّة أصل إلى هنالك كانت تعترضني حشرة " أم العجوز " وهي حشرة ٌ أشبه بالزنبور المتعارف عليه محليـِّا ً " بأبي الدُّنان " غير أن هذه لونها أصفر أو بيجي . وكلما تقدمت لأتخطاها وأتفاداها تأتني من الأمام مرة ً أخرى كأنها تمنع تقدمي وسيري للأمام . وكنت في تلك السن أخاف منها وأهابها كثيرا ً وتكون هي سبب رجوعي للبيت وليس إصرار الوالدة . لكن الله كان يسخِّـر لها تلك الحشرة في كل مرَّة ٍ تذهب " للولي " لغسيل الملابس فأعود مرغما ً مجبرا ً .


عدل سابقا من قبل ياسين مبارك الفاضل في الإثنين أكتوبر 06, 2008 1:53 pm عدل 2 مرات

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف عمر الخير الجمعة أغسطس 15, 2008 9:10 pm

شكراً ابن عمتي على هذه الذكريات الجميلة بالرغم من اني قراتها عدة مرات معك بالمنزل ولكن اشتاق اليها واحس كأني اقراها اول مرة فهي بالجد جميلة ومشوقة
ونرجو مزيدا من الذكريات خصوصا من " جدتك بنت ستنا" فاطمة بت يوسف
مع خالص الشكر والتقدير
عمر الخير
عمر الخير
عضو فعال

عدد الرسائل : 70
بلد الإقامة : الرياض
الإسم الكامل : عمر الخير عبدالحفيظ ابراهيم
نقاط : 5904
تاريخ التسجيل : 06/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف Faisal السبت أكتوبر 04, 2008 6:52 pm

العزيز جداً
لك التحايا والود
كم أنت رائع كما كنت
لم اطلع على كامل ذكريات الزمن الجميل . ما أروعه ! وماأروعك !.
أذكرك فقط بفترة المسرحيات ( بامسيكا ) ولاتنسى ( ملاح الخدرة )

Faisal
عضو مشارك

عدد الرسائل : 18
بلد الإقامة : UAE
الإسم الكامل : Faisal Abdallah Al- Hussain Hakim
نقاط : 5873
تاريخ التسجيل : 04/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف ياسين مبارك الفاضل الإثنين أكتوبر 06, 2008 12:02 pm

الأخ فيصل عبدالله الحسين : أشكرك كثيرآ على إشادتك الطيبة الراقية ؛ وأتمنى من المولى عز وجل أن يعينني على كتابة ماتبقى من ذكريات الزمن الماضي .

ياسين مبارك الفاضل
عضو مميز

عدد الرسائل : 109
بلد الإقامة : المملكة العربيه السعودية_ الرياض ( الخرج )
الإسم الكامل : ياسين مبارك الفاضل
نقاط : 6055
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي Empty رد: ذكريــــاتٌ في حيــاتــــي

مُساهمة من طرف نصرالدين الثلاثاء أكتوبر 07, 2008 2:50 pm

ما أجمل تلك الذكريات ومسرحية بامسيكا انطلق بتقيفو والله بتجرو مازالت عالقه فى ذهنى الى يومنا هذا عندا كنا صغارا نجلس امام المسرح الخشبى بالمدرسه ومعك الزملاء من اعضاء المسرحيه
ياليت الشباب يعود يوما لنذكره عما فعل المشيب
اخوك نصرالدين ابراهيم عبيدالله
قطر الدوحه
نصرالدين
نصرالدين
عضو لجنة دستور

عدد الرسائل : 400
بلد الإقامة : قطر
الإسم الكامل : نصرالدين ابراهيم عبيدالله مهدى
نقاط : 6290
تاريخ التسجيل : 01/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى