طفولة بائسة ولكن----

طفولة بائسة في الزمن الأحلى--- ولكن
وطن النجوم أنا هنا حدق أتذكر من أنا
ارايت في الماضي البعيد فتى غرير ارعنا
يتسلق الأشجار لا وهنا يصيب ولا عنا
طفولة بائسة لكن ممتعة عاشتها الأجيال السابقة إلا القلة القليلة منهم . فالحياة كانت مواسم للفرح واللهو البريء الذي لا يخلو من رعونة خاصة في العطلات ونهايات الأسبوع . (جروف الجزيرة )كانت شاهد على ذلك كنا نتهامس ونتنادى مصبحين بان يحضر واحد منا قش الكبريت وآخر يحضر( حلة لشد البليلة ) قد تكون قديمة غير صالحة للاستعمال وآخر يحضر معه حفنة من ملح . يتحرك الموكب صوب النيل الخالد حيث الجروف واللوبيا العدسيةالمخضرة التي تسمى ( أم كشك ) بضم الكاف نقطف اللوبيا ونشعل النار ونشد البليلة ( نشد تعنى نطبخ) كأشهى وجبة ومن ثم نبدأ في برنامج السباحة بلا حدود شتى أنواع السباحة بعضهم يستخدم ( التمبك ) وهو من ثمار شجرة العشر يربط في مجموعات بواسطة عرق (أب لبن) وهو فرع نبات يستخدم بدلا من الحبل لربط (التمبك) ويساعد على السباحة بدل العوامات ما أروع الإنسان في استخدام الطبيعة وتسخيرها لصالحه. بعد العناء والتعب نستريح قليلا لأكل البليلة التي استوت وندفن أجسامنا في الرمل بقية الدفء ثم تبدأ الرياضة الأخرى وهى التزلج من أعلى القيف كنا نصب الماء بكميات كبيرة لكي يمكن من صنع منطقة للتزلج وتسمى هذه اللعبة ( الزلليقة ) ولا يخلو الموقف من بعض الخباثات حيث يضع احدهم كمية من الشوك لأذى الآخرين . لعبنا وشبعنا من بليلة أم كشك بعدها توجهنا إلى الغابة لجمع الصمغ من أشجار السنط واللعوت وكل له مذاق خاص ومن ثم نعرج إلى جنينه الفكي العبد( رجمه الله عليه) لسرقة المانجو والجوافة حسب الموسم المختلفة . بذا تكون الوجبة الغذائية اكتملت فهي من المنتج إلى المستهلك مباشرة أضف إلى ذلك الطماطم والعجوز والجرجير والبصل هذا كله من خير الله ورعايته وحفظه .تبدأ رحلة العودة مساء إلى المنزل منهكين غبش الأجسام وفى الصباح تبدأ المعاناة في البحث عن مخلاة الكتب ( الشنطة المدرسية ) من القماش وفى قاعات الدرس تبدأ المعاناة بعضهم في عيونه نعاس والآخر متخصص في إطلاق روائح سامة مؤذية كان (الأستاذ إبراهيم عمر) أطال الله عمره يسمينا آكلة الحشائش لانكلف الأسرة وجبات منتظمة لان الشبع حاصل .
موسم الخريف الوجبات من( القنقر) والفريك وهى قناديل الذرة . ولحم الطيور (الزرزور- القمري –أبو العلوق والقطا وطيور أخرى ) السمك متوفر لمن يرغب . جيل لم يعرف السماد إلا في قاعات الدرس الطماطم كانت توصف لعلاج ضعف الدم ---- وحين يفيض النهر ويكسر السقاى تمتلئ الغابة بالماء فلا شيء يسمع سوى نقيق الضفادع وللمبالغة الأسماك تصل إلى المقابر ويكون موسم (السوتيب وأم دشيشة )( ثمار تقطف من جذور نباتات طافية على الماء وسط الغابة --- السوتيب ( يغلى في الماء وله طعم كالبطاطس المسلوقة فهو حلو المذاق أما أم دشيشة تؤكل طازجة فهي كالرمان) أما عن الملوخية البروس فحدث ولأحرج –( بروس تعنى نمت من غير تدخل الإنسان في زراعتها )
هذه الطفولة قد تعد في نظر البعض بائسة لكننا استمتعنا بها ورسخت في الذاكرة تخرج من صلبها أجيال متعافية شقوا طريقهم إلى العلا .ليس مقصدي المقارنة ولكنها سياحة في الماضي وتواصل اجيال لأحكى لابني وجيله أننا لم نكن نعرف البيرقر والمار تديلا ولم نشاهد (undertaker) ولم نلعب (play station) كان ملاذنا الراديو وكنا نشجع الهلال ولم نراه بل رأينا هلال السماء . ليس لك خيار كما اليوم فأنت ملزم بكل شيء كل شخص في القرية هو ولى أمرك يشتمك يضربك فهو حر فيك يفعل ما يشاء ولا احد يسأله بل يشكر على ذلك .تعلمنا من الوالدة (اسأل الله لها الشفاء )مقولة وهى عندما تضع الأكل فانك لاتستطيع أن تقول هذا اطعم وهذا مسيخ فكانت تقول( الجيعان بياكل ) يعنى عجبك عجبك ماعجبك قوم ( مافى حد بحنسك) يعنى يراضيك أما اليوم الخيارات متوفرة إذا ماعجبك تشوف حاجة ثانية في الثلاجة .
أملى أن يستفيد الشباب ويستثمر الأشياء التي توفرت له في هذا الزمن ويصطحبوا معهم ماضي أسلافهم ومن تواضع لله رفعه والله من وراء القصد .
(زعموا سلوتك ليتهم نسبوا إلى الممكنا )
( فالمرء قد ينسى المسيء المفترى والمحزنا )
(لكنه مهما سلا هيهات يسلو الموطنا)

ااااااااااااااااااه الزمن الجميل ولى راح
وما اروع دفق مدادك عم محمد حسن
نحن جيل جينا لقينا باقي الحلة يعني استمتعنا بجزء مما تقول
حضرنا جمال الدنيا زمان في التمانينات كنا ناتي في الاجازة الى الدناقلة
فنذهب لصيد الزرزور (ود ابرق) وعرفنا ضبح الطير حلال بقطع الراس ومن ثم نشويه
ودائما مانذهب في الخريف لجلب الموليتة
وكنا نجلس في الرواكيب مع المتخصصين في صناعة التكوج وشاحنات الصفيح منهم ود الخالة محمد يس نجلب السفنجات القديمة لتصنع اطارات للشاحنات ااااااااه
ما اجمل زمان ولكن مازلت اقول اننا ما حضرنا الزمن الجميل
لك وافر احتراماتي

الإبن يسرى (الجعلتحيسى)
لك تحية دسمة طازجة كما وفطوركم هذه الساعة
ذكر الرفيق محمد حسن أحلى الذكريات وقد سرحت فى سياحة صباحية عبر البوست وهاجت أشجانى وأشجان المخضرمين من أمثالنا الذين عايشوا اكثر من جيل وزمن، وكما ذكرت بعض من رحيق الذاكرة ولكنها كانت ألعابا بسيطة بالنسبة لزماننا وأيضا كانت إختيارية وهناك البديل لمثل هذه الالعاب أو الممارسات فى زمن طفولتكم ، أما بالنسبة لجيلى والرفيق محمد حسن فقد كانت إجبارية لا بديل لذلك وأصبحت حياة روتينية لكن كانت حلوة ولها نكهه الدمبو الفواح فى زماننا .