فى أعراس الدناقلة ست الشاى من وادمدنى

فى أعراس الدناقلة ست الشاى من وادمدنى
المتابع للحياة الإجتماعية والثقافية بالقرية يلاحظ التغيرات الكبيرة فى الكثير من العادات والتقاليد الإجتماعية .. ففى أفراح القرية وقبل سنوات قليلة كانت الدلوكة هى سيدة الموقف وكانت أغانى السيرة والعديل والزين تهز أركان القرية ويتسرب صوتها حسيساً عبر النيل إلى مدينة أم سنط غرب النيل الأزرق .. واليوم نستمع فى الأعراس إلى أغانى لا لون ولا رائحة لها .. وأغلبها أغانى هابطة من شمال الوادى .. وحلت الزفة بالشموع مكان السيرة .. وأصبحت الوجوه غير الوجوه وتنازل الثوب السودانى عن قهر لمساحات شاسعة من اللبس الخليع والعياذ بالله .. . وإنزوى الكبار فى القرية والذين كانت لهم كلمتهم الحاسمة لا بعلو الصوت فقط وإنما برجاحة العقل وحكمة القول وإحترام النفس .. لأحد يتحدث الآن عن القيم والأخلاق .. ولا أحد يستمع للمواعظ .. والمزاج فقط هو العامل الأساسى فى حركة الحياة بالقرية .. فقدنا البوصلة يوم أن فقدنا شيخ الحلة وكبيرها والحبل الآن على القارب تماماً والريح العاتية تضربه يميناً ويساراً .. كان الجميع بالقرية ينصاع طواعية لشيخ الحلة وكبيرها .. وكانت الأخلاق والقيم تتدفق فى كل الأنحاء .. الصغير يوقر الكبير والكبير يرحم الصغير .. وفقدنا مما فقدنا مع شيخ الحلة ... القدح الكبير والصينية الكبيرة والتى يحملها ثلاثة أشخاص على الأقل من الشباب .. وفقدنا وقفة الكبار وهم يتفقدون الضيوف ولسانهم يلهج بالطلاق والحرام ألا أحد يتحرك إلا بعد إنتهاء الأكل والزيادة للمرة الثالثة ... والأمثال كثيرة على ذلك وما قصة ضيف مساعد ببعيدة عن الأذهان ... هل ياترى ضيف مساعد كان سيبكى إن أكرموه بهذه الصناديق البخيلة .. أظنه كان سيتناول عشرة منها ثم ينتظر العشاء بعد ذلك .. وهذا الصندوق الكرتونى لا يسمن ولا يغنى من جوع .. نمده للضيوف ونتقطر ألماً لأننا نعرف جيداً أن هذا النوع من الأكل لا يشبه أهل الدناقلة أبداً .. ومكانه فقط عند أناس لا يعرفون قيمة الكرم والأكل (بالعين قبل اليد ) .. وهذا ما كانت تقوله حاجة بت كرم الله رحمها الله وهى تحمل عمودين لبيت العزاء أحدهم لها والثانى لأبنائها الغائبين عن القرية ..إذن كيف نكرم من قدم إلى القرية من مكان قصى بهذا الأكل الهزيل والذى إرتبط بالجوع والبخل .. ونحن شعارنا فى منتدى القرية هذه القطية التى إرتبطت بالضيوف والصوانى الكبيرة .. والغريب فى الأمر أن الشاى فى الأعراس تستجلب له النساء بالإيجار من مدينة ود مدنى ... هذا هو زمن حكم النساء فى الدناقلة .. فرحت نساء القرية عندما إختقت الصينية الكبيرة بسبب (غسيل العدة ) وأثر الغسيل على الحناء والكل يجهز نفسة للحفلة (المسخ) ولا أحد من الرجال يتحدث وأخيراً تخلت نساء الدناقلة واللاتى إشتهرن قديماً بحسن الطبخ والشاى( المظبوط ) عن صنع الشاى تاركات ذلك للأحباش من النساء .. إنه زمن تحكم النساء فى مصير الرجال بالقرية .. فماذا أنتم فاعلون يا شباب ورجال قرية الدناقلة أحفاد الرجال العظام ... أفتونى يرحمكم الله .

الاخ عبدالمحسن صدقت وبارك الله فيك على هذا الموضوع الحساس الذي لم يتم تناوله وذلك لان هذه العاده دخيله على القرية ولابد من وجود حل سريع لهذا الموضع .

اخى محسن حسبنا الله ونعم الوكيل نتمنى ان نعود لعاداتنا الجميلة وترجع حلتنا لسابق عهدها ولقد طرقت موضوعا مهما لنتكاتفت ونستاصل هذا الداء وفقك الله ولك احترامى وتقديرى نحن مع التطور ولكن على الا نفقد قيمنا وعريسنا ورد البحر قطع جرايد النخل وباركو العرس يا الامهات

شكراً جزيلاً أخى على المرور والتعليق @@

شكراً أخى وليد وأرجو أن نتدارس جميعاً الحلول لهذه المشاكل الإجتماعية الهامة @

الخال عبد المحسن:
انا ادري تماما ان احترام الناس ما متعلق بالزمن
اولا :انا في راي انو المشكلة ف الشباب المقبل ع الزواج من الاول مفروض يكون عامل حساب لكل ضيوفو ويحترمهم كامل الاحترام وما معنى كده الا يكون الاكل في الصواني ممكن يكون في الصندوق الكرتوني لكن يكون كتير ويشبع الناس
والماقادر عليهو ما في داعي احسن ليهو الصواني....يبقى المشكلة في الشباب المقبل ع الزواج
ثانيا:موضوع ست الشاي من مدني انا والله حسب وجهة نظري وين المشكلة في ان القادر يجيب دي بترجع لناس العرس وبعدين لو خلو الشاي للناس ما في زول فاضي وانا بشوف انو مهما كان الناس ما زي زمان وكل زول بقى ف منطقة غير عشان ظروف الشغل وكل الناس بجوا عشان المناسبه وناس العرس ما ح يقولوا لزول قوم اعمل ليك شاي لكن بترجع للزول براهو الحكاية دي ...
ثالثا:الاغاني ده موضوع كبير صراحة اغاني السيره والدلوكه احلى منها مافي لكن نعمل ايه بقولوا نمشي تبع الموضه ...وانا والله ما عارفة الموضه دي ح تودينا وين...
رابعا:موضوع اللبس والله صراحة انا ما شايفة انو اللبس ما كويس بالعكس كل زوله متزوجة بتلبس التوب السوداني اما بالنسبة للشابات كل واحده بتلبس كويس وبتلبس الطرحة
وانا ما بنفي انو مافي لبس خليع موجود ولكن ما كتير خصوصا ف الدناقلة
وفي النهاية مع انو انا ما عندي خبرة زيكم ولا عشت ف الدناقلة كتير لكن الحمد لله متواصله مع كل الاهل في كل المناسبات الحمد لله..وبتمنى بخبرتكم تقدروا تحلوا اي حاجة شايفين انها ما صاح..
وتختلف الاراء وهذا راي وارجو ان تتقبل راي
مع خالص ودي ...(بت رامه)...

الخال عبد المحسن
لك الشكر على طرقك هذا الموضوع الحيوي

في البدء الحفلة والاغاني مسخ مسخ مسخ .
اما عن الاكل والكرم (بقولوا عيب الزاد ولاعيب سيدو) وتتحكم في ذلك ظروف الحياة التي حكمت علي الناس بذلك ,فما معنى ان اصحاب المناسبة قدموا صندوق الكرتون انهم ليسوا كرماء بل الجود بالموجود.
و لو ان اهلنا الكبار _الذين كانوا مضربا للمثل في ذلك الزمان _ حضروا هذا الزمن الاعوج لما استطاعوا ان يجودوا الا بموجودهم .
(وحسب وجهة نظري )بعيدا عن حكم النساء للرجال ,فاستجلاب ستات الشاي ليس له علاقة بحكم النساء انما هو ناتج عن السرعة التي تحكم عصر العولمة
,فالضيف ترك عمله ومشاغله وجاء الى المناسبة ويريد ان يعود سريعا ولكي لايعود بدون ان يتناول الشاي فغالبا ما يلجا اصحاب المناسبة كرما منهم لهذا الحل .
زمان ياخال كانت الحركة تجاري الايقاع ,والان هي كذلك تجاري الايقاع
ومابين ايقاع اليوم والامس البون شاسع.
زمان الضيف لديه متسع من الوقت لكي يتغدى ويشرب الشاي والقهوة ويتونس كمان ويمكن يبيت .
والان ليس هنالك وقت .
والان حتى الاطعمة اختلفت فلو افترضنا ان صاحب المناسبة اتى بالكسرة في قدح مانع لاعتبر شذوذا وتخلفا فلماذا نحن ننظر الى الامور من منظور انه شذوذ مقارنة بذلك الزمان
اي زمن ياخال تحكمه ظروفه فلو ان التقاليد تبقى لبقي زمان الصحابة كما هو الى الان ولما اختلف
وهذه هي الطبيعة التي جبلنا الله عليها ان نتغير ولانبقى على حال واحد
ففي معنى الحديث الشريف ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فما يكون بينه وبينها الا ذراع فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ........الى اخر الحديث
اي ان التغير يكون حتى في الايمان فمابالك بالتقاليد فهذه هي تقاليد هذا الزمن
اما عن اللبس فانا اتفق معك انه لايرضينا ولكنه في القرية بنسبة قليلة جدا
لك الود وخالص الاحترام

شكراً جزيلاً بت رامة ود الخليفة على المرور @ فى تعليقك على مشكلة ست الشاى وإنو مافى زول فاضى .. كم يستغرق من زمن تجهيز كفتيرة شاى .. عشرة دقائق ؟ ربع ساعة ؟ ويمكن للمراءة وضع الكفتيرة على النار والذهاب لإنجاز مهام أخرى إن أرادت ذلك @ إذن المشكلة مافى الزمن المشكلة فينا جميعاً وفى إحترام العادات والتقاليد الجميلة بالقرية @ وقد إشتهر أهل الدناقلة قديماً بصنع الشاى باللبن (المقنن) ذو النكهة الجميلة والذى لاتجده ألا عند أهلنا الدناقلة @ وهل الموضة أن نترك عاداتنا وتقاليدنا ونتبنى عادات وتقاليد الغير ؟؟؟؟؟؟ تحياتى

شكراً جزيلاً أخى الجعلتى على التعليق @من المعروف أن كل العادات يمكن أن تذهب مع الزمن إلا عادة الكرم فهى عادة تشبه الذهب كلما تعرض إلى النار زاد بريقاً ولمعانا @ إلم تشاهد أخى تلك الصور الجميلة والبديعة لجيل من شباب الدناقلة وهم يكرمون الصائمين فى رمضان على طريق مدنى القضارف @ إنهم يحافظون على عادات وتقاليد الأباء @ قد نقبل هذه الصناديق فى المدن لكنها صعبة القبول فى قرية كالدناقلة (وبارك الله فى طعام كثرت فيه الأيادى ) @ نحن نبحث عن البركة أخى والتى إختفت فى المدن ..

الخال عبد المحسن
ولكن هذا لايعني ان نعتبر من يقدم هذه الصناديق بخيلا من باب انه قدم موجوده
لك شكري

السلام عليك يا خال:
انا بس حبيت اوضح بعض الاشياء ولو ممكن اسالك سؤال ليه نحنا اتخلينا عن عادات وتقاليد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه يعني زمان كان تفاصيل الزواج معروفه ولا في قومه وقعدة ولا اغاني ولا غيرو (يعني لا عريس ورد البحر ولا قطع جرايد النخل كما ذكر بعض الاخوان )يعني لو بتفضل كل العادات كان الناس لسه ناس وما كان في اي شي اتغير ولا كان في تطور ولا كان في عولمة لكن حبيت اقول انو حتى القرى بقى ما في فرق بينا وبين المدينه كل شي متوفر في القرية وكل وسائل التكنولوجيا متوفرة ابقى كون انو العادات ممكن تختفي في المدينه لكن ما ممكن تختفي في القريه اعتقد انو ما ليها علاقة ...
لو في اجابة على السؤال ده تاكد انو انا حاقتنع ولا حاقول اي كلمة تاني..
مع خالص الود والاحترام والتقدير ليك يا خال ...ومشكور..

مشكووووورة على التعليق