رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
إمرأةُ نخلة !!
محى الدين الفاتح
و أنا طفل يحبو
لا أذكر كنت أنا شيئاً
بل قل شبحا يمشي يكبو
قد أذكر لي سنوات ست
و لبضع شهور قد تربو
أتفاعل في كل الأشياء
أتساءل عن معنى الأسماء
و النفس الطفلة كم تشتطّ لما تصبو
في يوم ما ... إزدحمت فيه الأشياء
أدخلنا أذكر في غرفة
لا أعرف كنت لها إسماً
لكني أدركها وصفا
كبرت جسماً ... بهتت رسما
عظمت جوفاً .. بعدت سقفا ً
و على أدراج خشبية كنا نجلس صفاً صفا
والناظر جاء ... و تلى قائمة الأسماء
و أشار لأفخرنا جسداً أن كن ألفة ... كان الألفة
أتذكرهُ إن جلس فمجلسه أوسع
إن قام فقامته أرفع
إن فهم فأطولنا إصبع
و لذا فينا كان الألفة
كم كان كثيراً لا يفهم
لكن الناظر لا يرحم
من منا خطأهُ الألفة
كنا نهديه قطع العملة و الحلوى
لتقربنا منه زلفى
مضت الأيام ... و مضت تتبعها الأعوام
أرقاماً خطتها الأقلام
انفلتت بين أصابعنا
و سياط الناظر تتبعنا
و اللحم لكم و العظم لنا
و مخاوفنا تكبر معنا
السوط الهاوي في الأبدان ضرباً... رهباً ... رعباً ... عنفا
الباعث فى كل جبان هلعاً ... وجعاً ... فزعاً ... خوفا
و الصوت الداوي في الآذان شتماً .. قذفا
نسيتنا الرحمة لو ننسى يوماً رقماً
أو نسقط في حين حرفا
المشهد دوماً يتكرر
و تكاد سهامي تتكسر
لكأني أحرث إذ أبحر
لا شط أمامي لا مرفأ
و جراحي كمصاب السكر
لا تهدأ بالا لا تفتر
لا توقف نزفاً لا تشفى
**********
و غدت تُخرسنا الأجراس
و تكتم فينا الأنفاس
تبعثرنا فكراً حائر و
للناظر منا يترأى وهماً في العين له الناظر
فى الفصل على الدرب و في البيت
يشقينا القول كمثل الصمت
الصوت إذا يعلو فالموت
فانفض بداخلنا السامر
و انحسرت آمال الآتي
من وطأة آلام الحاضر
لكني أذكر في مرة
من خلف عيون الرقباء
كنا ثلة ... قادتها الحيرة ذات مساء
للشاطئ في يوم ما
إذ قامت في الضفة نخلة
تتعالى رغم الأنواء
تتراقص في وجه الماء
فإذا من قلتنا قلة
ترمي الأحجار إلى الأعلى
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً
حجراً ... ثمراً ... حجراً ... ثمراً
مقدار قساوتنا معطاء
يا روعة هاتيك النخلة
كنا نرنو كانت تدنو و بنا تحنو
تهتز و ما فتأت جزلى
من ذاك الحين و أنا مفتون بالنخلة
و الحب لها و ليوم الدين
مطبوع في النفس الطفلة
**********
مضت السنوات و لها في قلبي خطرات
صارت عندي مثلاً أعلى
يجذبنى الدرس إذا دارت القصة فيه عن النخلة
و يظل بقلبي يترنم
الوحي الهاتف يا مريم
أن هزي جزع النخلة
في أروع لحظة ميلاد
خُطت في الأرض لها دولة
ومضت الأيام ... جفت صحف رفعت أقلام
فإذا أيام الدرس المرة مقضية
وبدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية
كانت حلم راودني و النفس صبية
تتعشق لو تغدو يوما نفساً راضية مرضية
تتنسم أرج الحرية
وكدت أساق إلى الإيمان
أن الإنسان قد أوجد داخل قضبان
و البعض على البعض السجان
في سجن يبدو ابديا
فالناظر موجود أبداً في كل زمان و مكان
فتهيأ لي أن الدنيا تتهيأ أخرى للطوفان
و أنا إذ أمشي أتعثر
لكأني أحرث إذ أبحر
لا شط أمامي لا مرفأ
و جراحي كمصاب السكر
لا تهدأ بالاً لا تفتر
لا توقف نزفاً لا تشفى
************
أعوام تغرب عن عمري و أنا أكبر
لأفتش عن ضلعي الأيسر
و تظل جراحي مبتلة
تتعهد قلبي بالسقيا
أتطلع لامرأة نخلة
تحمل عني ثقل الدنيا
تمنحني معنى أن أحيا
أتطلع لامرأة نخلة
لتجنب أقدامي الذلة
و ذات مساء و بلا ميعاد كان الميلاد
و تلاقينا ما طاب لنا من عرض الأرض تساقينا
و تعارفنا ... و تدانينا ... و تآلفنا ... و تحالفنا
لعيون الناس تراءينا
لا يُعرف من يدنو جفنا منا و من يعلو عينا
و تشاركنا ... و تشابكنا
كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض
كوضوء سنته اندست في جوف الفرض
كانت قلباً و هوانا العرق فكنت الأرض
و أنا ظمأن جادتني حباً و حنان
اروتني دفئا ً وأمان
كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان
وتطل على قلبي حبلى
بالأمل الغض الريان
و تظل بأعماقي قبلة
تدفعني نحوالإيمان
كانت لحناً عبر الأزمان
يأتيني من غور التاريخ
يستعلي فوق المريخ
صارت تملأني في صمتي
وإذا حدثت أحس لها ترنيمة سعد في صوتي
أتوجس فيها إكسيرا
أبداً يحيني من صمتى
و بذات مساء و بلا ميعاد أو عد
إذ كان لقاء الشوق يشد من الأيدي
فتوقف نبض السنوات
في أقسى أطول لحظات
تتساقط بعض الكلمات
تنفرط كحبات العقد
فكان وداع دون دموع كان بكاء
لأفارق أجمل ما عندي
وكان قضاء أن تمضي
أن أبقى وحدي
لكني باق في عهدي
فهواها قد أضحى قيدي
وبدت سنوات تلاقينا من قصر في عمرهلال
لقليل لوح في الآفاق
كظلال سحاب رحال
كندى الأشجار على الأوراق
يتلاشى عند الإشراق
لكنا رغم تفرقنا
يجمعنا شيءٌ في الأعماق
نتلاقى دوماً في استغراق
في كل حكايا الأبطال
نتلاقى مثل الأشواق
تستبق بليل العشاق
نتلاقى في كل سؤال يبدو بعيون الاطفال
و لئن ذهبت سأكون لها و كما قالت
فبقلبي أبداً ما زالت
ريحا للغيمة تدفعها حتى تمطر
ماءً للحنطة تسقيها حتى تثمر
ريقاً للوردة ترعاها حتى تزهر
أمناً للخائف و المظلوم
عوناً للسائل والمحروم
فلئن ذهبت فلقد صارت
عندي جرحاً يوري قدحاً
يفلق صبحاً يبني صرحاً
لأكون بها إيقاعاً من كل غناء
لو يصحو ليل الأحزان
و خشوعاً في كل دعاء
يسعى لعلو الإيمان
ترنيماً في كل حداء
من أجل نماء الإنسان
من أجل بقاء الإنسان
من أجل إخاء الانسان
محى الدين الفاتح
و أنا طفل يحبو
لا أذكر كنت أنا شيئاً
بل قل شبحا يمشي يكبو
قد أذكر لي سنوات ست
و لبضع شهور قد تربو
أتفاعل في كل الأشياء
أتساءل عن معنى الأسماء
و النفس الطفلة كم تشتطّ لما تصبو
في يوم ما ... إزدحمت فيه الأشياء
أدخلنا أذكر في غرفة
لا أعرف كنت لها إسماً
لكني أدركها وصفا
كبرت جسماً ... بهتت رسما
عظمت جوفاً .. بعدت سقفا ً
و على أدراج خشبية كنا نجلس صفاً صفا
والناظر جاء ... و تلى قائمة الأسماء
و أشار لأفخرنا جسداً أن كن ألفة ... كان الألفة
أتذكرهُ إن جلس فمجلسه أوسع
إن قام فقامته أرفع
إن فهم فأطولنا إصبع
و لذا فينا كان الألفة
كم كان كثيراً لا يفهم
لكن الناظر لا يرحم
من منا خطأهُ الألفة
كنا نهديه قطع العملة و الحلوى
لتقربنا منه زلفى
مضت الأيام ... و مضت تتبعها الأعوام
أرقاماً خطتها الأقلام
انفلتت بين أصابعنا
و سياط الناظر تتبعنا
و اللحم لكم و العظم لنا
و مخاوفنا تكبر معنا
السوط الهاوي في الأبدان ضرباً... رهباً ... رعباً ... عنفا
الباعث فى كل جبان هلعاً ... وجعاً ... فزعاً ... خوفا
و الصوت الداوي في الآذان شتماً .. قذفا
نسيتنا الرحمة لو ننسى يوماً رقماً
أو نسقط في حين حرفا
المشهد دوماً يتكرر
و تكاد سهامي تتكسر
لكأني أحرث إذ أبحر
لا شط أمامي لا مرفأ
و جراحي كمصاب السكر
لا تهدأ بالا لا تفتر
لا توقف نزفاً لا تشفى
**********
و غدت تُخرسنا الأجراس
و تكتم فينا الأنفاس
تبعثرنا فكراً حائر و
للناظر منا يترأى وهماً في العين له الناظر
فى الفصل على الدرب و في البيت
يشقينا القول كمثل الصمت
الصوت إذا يعلو فالموت
فانفض بداخلنا السامر
و انحسرت آمال الآتي
من وطأة آلام الحاضر
لكني أذكر في مرة
من خلف عيون الرقباء
كنا ثلة ... قادتها الحيرة ذات مساء
للشاطئ في يوم ما
إذ قامت في الضفة نخلة
تتعالى رغم الأنواء
تتراقص في وجه الماء
فإذا من قلتنا قلة
ترمي الأحجار إلى الأعلى
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً
حجراً ... ثمراً ... حجراً ... ثمراً
مقدار قساوتنا معطاء
يا روعة هاتيك النخلة
كنا نرنو كانت تدنو و بنا تحنو
تهتز و ما فتأت جزلى
من ذاك الحين و أنا مفتون بالنخلة
و الحب لها و ليوم الدين
مطبوع في النفس الطفلة
**********
مضت السنوات و لها في قلبي خطرات
صارت عندي مثلاً أعلى
يجذبنى الدرس إذا دارت القصة فيه عن النخلة
و يظل بقلبي يترنم
الوحي الهاتف يا مريم
أن هزي جزع النخلة
في أروع لحظة ميلاد
خُطت في الأرض لها دولة
ومضت الأيام ... جفت صحف رفعت أقلام
فإذا أيام الدرس المرة مقضية
وبدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية
كانت حلم راودني و النفس صبية
تتعشق لو تغدو يوما نفساً راضية مرضية
تتنسم أرج الحرية
وكدت أساق إلى الإيمان
أن الإنسان قد أوجد داخل قضبان
و البعض على البعض السجان
في سجن يبدو ابديا
فالناظر موجود أبداً في كل زمان و مكان
فتهيأ لي أن الدنيا تتهيأ أخرى للطوفان
و أنا إذ أمشي أتعثر
لكأني أحرث إذ أبحر
لا شط أمامي لا مرفأ
و جراحي كمصاب السكر
لا تهدأ بالاً لا تفتر
لا توقف نزفاً لا تشفى
************
أعوام تغرب عن عمري و أنا أكبر
لأفتش عن ضلعي الأيسر
و تظل جراحي مبتلة
تتعهد قلبي بالسقيا
أتطلع لامرأة نخلة
تحمل عني ثقل الدنيا
تمنحني معنى أن أحيا
أتطلع لامرأة نخلة
لتجنب أقدامي الذلة
و ذات مساء و بلا ميعاد كان الميلاد
و تلاقينا ما طاب لنا من عرض الأرض تساقينا
و تعارفنا ... و تدانينا ... و تآلفنا ... و تحالفنا
لعيون الناس تراءينا
لا يُعرف من يدنو جفنا منا و من يعلو عينا
و تشاركنا ... و تشابكنا
كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض
كوضوء سنته اندست في جوف الفرض
كانت قلباً و هوانا العرق فكنت الأرض
و أنا ظمأن جادتني حباً و حنان
اروتني دفئا ً وأمان
كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان
وتطل على قلبي حبلى
بالأمل الغض الريان
و تظل بأعماقي قبلة
تدفعني نحوالإيمان
كانت لحناً عبر الأزمان
يأتيني من غور التاريخ
يستعلي فوق المريخ
صارت تملأني في صمتي
وإذا حدثت أحس لها ترنيمة سعد في صوتي
أتوجس فيها إكسيرا
أبداً يحيني من صمتى
و بذات مساء و بلا ميعاد أو عد
إذ كان لقاء الشوق يشد من الأيدي
فتوقف نبض السنوات
في أقسى أطول لحظات
تتساقط بعض الكلمات
تنفرط كحبات العقد
فكان وداع دون دموع كان بكاء
لأفارق أجمل ما عندي
وكان قضاء أن تمضي
أن أبقى وحدي
لكني باق في عهدي
فهواها قد أضحى قيدي
وبدت سنوات تلاقينا من قصر في عمرهلال
لقليل لوح في الآفاق
كظلال سحاب رحال
كندى الأشجار على الأوراق
يتلاشى عند الإشراق
لكنا رغم تفرقنا
يجمعنا شيءٌ في الأعماق
نتلاقى دوماً في استغراق
في كل حكايا الأبطال
نتلاقى مثل الأشواق
تستبق بليل العشاق
نتلاقى في كل سؤال يبدو بعيون الاطفال
و لئن ذهبت سأكون لها و كما قالت
فبقلبي أبداً ما زالت
ريحا للغيمة تدفعها حتى تمطر
ماءً للحنطة تسقيها حتى تثمر
ريقاً للوردة ترعاها حتى تزهر
أمناً للخائف و المظلوم
عوناً للسائل والمحروم
فلئن ذهبت فلقد صارت
عندي جرحاً يوري قدحاً
يفلق صبحاً يبني صرحاً
لأكون بها إيقاعاً من كل غناء
لو يصحو ليل الأحزان
و خشوعاً في كل دعاء
يسعى لعلو الإيمان
ترنيماً في كل حداء
من أجل نماء الإنسان
من أجل بقاء الإنسان
من أجل إخاء الانسان
بيشو- عضو فعال
- عدد الرسائل : 85
بلد الإقامة : اليوتوبيا
الإسم الكامل : بشير على عبدالله
نقاط : 5846
تاريخ التسجيل : 11/05/2008
رد: رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
شكرا على القصيدة
محمد الامين- عضو لجنة دستور
- عدد الرسائل : 1619
بلد الإقامة : الرياض
الإسم الكامل : محمدالامين
نقاط : 7216
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
رد: رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
تلك النخله نحلم بها
ليك التحيه
ليك التحيه
moh55- العضوية الفضية
- عدد الرسائل : 561
بلد الإقامة : السودان
الإسم الكامل : محمد عبد الرحمن حمراى
نقاط : 6129
تاريخ التسجيل : 16/06/2008
رد: رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
محمد الامين كتب:شكرا على القصيدة
شكرا ليك اخى محمد الامين على المرور ... واتمنى انها تكون عجبتك .. !!
بيشو- عضو فعال
- عدد الرسائل : 85
بلد الإقامة : اليوتوبيا
الإسم الكامل : بشير على عبدالله
نقاط : 5846
تاريخ التسجيل : 11/05/2008
رد: رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
moh55 كتب:تلك النخله نحلم بها
ليك التحيه
ويا ليت احلام المنام يقين ... محمد ... انشاء الله تتحقق كل الاحلام الجميلة ... شكرا ليك على المرور .. !!
بيشو- عضو فعال
- عدد الرسائل : 85
بلد الإقامة : اليوتوبيا
الإسم الكامل : بشير على عبدالله
نقاط : 5846
تاريخ التسجيل : 11/05/2008
رد: رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
لك التحية بيشو وللاديب محي الدين الفاتح
وبالجد قصيدة جميلة احسنت الاختيار
وبالجد قصيدة جميلة احسنت الاختيار
ابو الزعيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 1051
بلد الإقامة : sudan
الإسم الكامل : خالد الياس احمد الياس
نقاط : 6499
تاريخ التسجيل : 23/04/2008
رد: رائعة محى الدين الفاتح ... إمرأةُ نخلة
انها قصيدة رائعة بالفعل
شكرا لك
شكرا لك
الرشيد حسين- العضوية الفضية
- عدد الرسائل : 823
بلد الإقامة : السودان
الإسم الكامل : الرشيد حسين محمد حسين
نقاط : 5935
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
مواضيع مماثلة
» اتطلع لامراة نخلة للشاعر محى الدين الفاتح
» ورحل عنا حاج الفاتح
» الطريقة السمانية
» الفاتح بابـكر عبد الملك وأضابير "طيبة" وأسرارها
» تهنئه بمناسبة التخرج/دكتوره ايمان الفاتح بابكر
» ورحل عنا حاج الفاتح
» الطريقة السمانية
» الفاتح بابـكر عبد الملك وأضابير "طيبة" وأسرارها
» تهنئه بمناسبة التخرج/دكتوره ايمان الفاتح بابكر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى