نقطة حبـــــــر/ سكت النغم

في الليلة ديك لا هان عليّ أن أري ذاك الجسد النحيل الذى أضناه الألم وفي بضع لحظاتٍ سراع ينهال عليه التراب ويواري الثري، وقفتُ وتأملتُ وتألمتُ لرحيل قامةٍ شامخةٍ فى سماء الفن السوداني ، لقد أثري الساحة الفنية بروائعة وأجج مشاعر ووجدان المستمع السودانى التواق والمتذوق للفن الرفيع والجمال الأصيل، ألهب المشاعر فأحبه الجمهور المتعطش لجمال الكلمة وعذوبة اللحن وروعة الأداء، صدح زيدان وضمخ الساحة الفنية ووهبها عطر محبته بعد أن أهداها أبعاد فنه الذي عبّق به مساحات من الأمكنة والأزمنة.
رحل أبوالفن وترك كماً من الإرث الفني الراقي الذي تتناقله الأجيال المتعاقبة جيلٍ عن جيل بذاك الجمال وذاك الحدس الفني الذى اتسم به العندليب، رحل العندليب وترك القاش وفراشه وراح، ففتح كوةً من الحزن العميق والألم لرفقاء دربه في الساحة الفنية (عمر الشاعر والمسكون جمالاً التجاني حاج موسي).
برحيل زيدان سكت النغم الجميل وصمت العندليب وحار فراش القاش، فالتعزية لكل عشاق الطرب الجمبل ولقبيلة الفنانين والموسيقين، نسأل الله له المغفرة فقد كان إنساناً وفناناً .

المرهف الشفيف دوما ابن الجراح لك كل ماهو جميل ورائع بروعه مداخلتك واثراءك للساحات بعبق الكلم وجمال التعبير وقل ماشئت من ماتشا .. وعبرك نرسل عميق الاسي والشجن لكل محب للفن في فقيد الإحساس والمشاعر المرهفه الإنسان قبل كل شئ والأستاذ والفنان القامه ذيدان ابراهيم له الرحمه والمغفره .