أنوف عميـــــــــــــاء

بسم الله الرحمن الرحيم
أنوف عمياء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قصة قصيرة

لو كان عثمان الحطاب يعلم أن لعيدان الطلح والشاف التى يبتاعها فعل السحر فى الأجساد والأرواح لما أكتفى
بالمبلغ الزهيد الذى دسته مريوم زوجة رابح العربجى فى يده وهى تفاصله بصوت باذخ الغنج :
ـ أجى يا عثمان أخوى كفاك الجنيهين ديل ..هن الحطيبات ديل بسون شنو ؟
ثم تردف بضحكة ماكرة عذبة الرنين
ـ دايرة أعوس بيهن الكسرة.
فعثمان (العوير ) كما يسميه أهل القرية يجمع العيدان بعد رحلة إحتطاب ليلية شاقة يهرق فيها طاقة عضلاته
ومقدار لا بأس به من كد ذهنه المحدود وهو يراوغ ويغافل حارس الغابة الشرس نورالدين (الغفير ).
ومريوم التى تبز نساء الحى فتنة وجمالا أتت بها تقلبات الزمان من أقاصى غرب البلاد برفقة زوجها لهذه القرية
النيلية ذات مسغبة عز فيها وصال السماء لرحم الأرض الخصيب.. توقد مريوم أعواد الطلح ذاك المساء الناعم فى
حفرة إحداثياتها المكانية تتوسط الحى تماما .. تجلس على فوهة الحفرة متجردة إلا من غطاء أسود خشن يحيط
ببهاء قوامها اللادن فينسرب الدخان رويدا رويدا عبر مسامها ..ثم ما يلبث تندفع سحائبه العبقة فى خيوط حلزونية
ليبدأ محاورة الجيران همسا فتجهر الخواطر بالأسرار.
عبدالقادر الشاب الأربعينى العازف عن الزواج قسرا والغارق فى بحور التصوف ليخرس نداءات الجسد الخبيث
كما يقول هو ..كان أول صرعى دخان مريوم الذى أيقظ ما ظنه غائرا من مكنونات الرغائب ..فطفق يتلوى شبقا
على فراشه بينما تنفرط حبات مسبحته إثر تقلبه الحار ..فيستغيث بهزة درويش يغالب هوى نفسه :
ـ اللــــــــــــــه .. حى ... ثم يردف متنهدا : بختك يا رابح إإ
الشاب صابر الموظف الثلاثينى الجار التالى و العازم على الزواج. ينعش الدخان إرادته فيعيد جرد حساب ما ادخره
من مال عبر سنوات فيجده أقل من أن يقبل القسمة على مقام حلمه البسيط : بيت صغير وزوجة بجمال مريوم !!
خيط الدخان الحر يتسلل الى المسجد..يشاكس أنف وذاكرة الحاج محمود المؤذن الأرمل..يتذكر بأسى لياليه
المخملية الحميمة مع زوجته الراحلة..فيرفع نداء صلاة العشاء بصوت متهدج أقرب الى النواح .. وذات الخيط من الدخان جعل عبد النبى الطاعن فى السن يصيح بزوجته ناعيا سالف صباه الغابر :
ـ يا ولية .. ما تجى تفتحى الشباك ده ..الحر كتلنا... ثم بصوت خفيض : يفتح راسك !!
وحده الشاب عاصم من لم يخاطب الدخان غرائزه..فعاصم (المثقفاتى ) الخارج لتوه من دهاليز المعتقل السياسى
يلتقط من المشهد الدخانى العابر تحت ضوء القمر مطلع قصيدته الجديدة منتشيا :
دخاااااااان...
وشئ من رماد الذاكرة
بعثرته تأملات كآبتى
فتكشف الجمر..
الذى وطأت عليه خطى زمانى
و...
ولكن لم يدر بخلد من اغواهم فوح الطلح أن مريوم التى أوقدت نارها وحواسهم ..كانت تنهض آنذاك بكامل
طزاجتها المشتعلةأنوثة تنظر باشفاق لزوجها الكادح رابح الغاط فى نومه بعد شقاء يوم فائق الإجهاد ..رابح
الذى أعجزه شظف العيش عن شراء الدواء باهظ الثمن لطفلهم المريض ..فكان ثمة لا مناص أن تستقطر مريوم
على جسد الطفل المنهوك رحيق عرقها الندى رجاء الشفاء بعد أن تصطلى بدخان عيدان عثمان (العوير)

محمد عابدين عبدالحفيظ
25/3/2012

الاخ ابوشفق
عيد سعيد
يعجبنى فيك يا ابو شفق تطويعك للكلمات بأسلوب درامى
شيق ممتع واقول ليك بلغة السودان الجديدة (الله يعطيك العافية)

تخريمة

يابوشفق اسمع قاليك في واحد مرتو كل يوم تغير موضع الحفرة
وهو يجي داخل باليل ( طاشم ) يقع في الحفرة يقوم الصباح
يدفنها - المره تاني تحفر واحدة تانية !! يوم وقع في الحفرة
قال ياناس دا مصيبة شنو انا معرس لي - مرأة ولا ارنب !!!

الجميل النبيل / الفكى الإمام
أسعدنى تواصلك الحميم..وأثلجت صدرى كلماتك الصادقة تجاه النص
وذائقتك التى حتما ستحرضنى للبوح بالمزيد !!
أما النكتة خليها ساكت !!ههههههههههههههه
إنتزعت منى قهقهات طيرت النوم من البت شفق الغاطة هى الأخرى فى
نومها الهانئ
لك الشكر حتى مطلع الشمس

الشاب الهمام / يسرى
جعل الله جمرنا وردا ببركة هذا الشهر الفضيل..وأبدل المواجع افراحا
سرتنى مداخلتك التى تنم عن ملكة نقد بارعة ..أتطلع للمزيد من تناصك
المكمل والمجمل
لك كل الحب

اعجبتنى يامحمد فكرة نصك المهوم انوف عمياء واخذنا فى ضمار الطلح والشاف ...وحال ذكرهما فقط تعتلينا تقاطعات جمة وان كان ذلك من عادات التجمل والزينة والكبرتة لنساء بلادى
فكرة النص تبدا بمدخل فية رائحة القصة المدعومة بالموضوع على الارتكاز المؤسس لقاعدة الحبكة...وهى البداية والخاتمة والسبب والغرض
اعجبتنى يامحمد فكرة النص المغاير والجريئ جدا وفعلا اوصلتنا لعمقك الابداعى المميز وعلى جمال المفردات وقوتها خصوصاً في الفكرة التي هي الأهم في النص
شكرا عميقا محمد

العم الشاب..والكنارى المهاجر / فتــــــــــــــــــحى
لك أندى تحية
أشكرك على قراءتك الممعنة حد إكتمال الوعى..لا أخفيك سرا فلقد ترددت كثيرا
فى نشر هذا النص مخافة قراءات تسئ الفهم ثم تسيئ مقاصدى..لك الشكر وانت
تهدهد توجسى فتنام خواطرى مطمئنة ..بكم ولكم أبث البوح والهمس الجهير

الخلوق..الشفيف..ابن خالتى الحبيب/ محمد الأميــــــــــــــــــــن
أشكر لك حضورك الأنيق كما عودتنا..حقيقة كنت أنتظرك بكامل الشغف والإيمان بانك ستكون جوارى إن علمت مؤازرا وناقدا وناصحا..الأنوف العمياء
كحواس وعقول كثر تنظر وتفسر الأشياء وفق هواها لا كما هو واقع الحال!!
لك محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتى

اقف اعجـــــــــــــــابا لك ابن عمتـــــــــــــــــــــــي ابوشفق:
لقد اخذتنا بعيدا وابحرت بنا في عالم اخر بي موضوعك الرائع بروعتـــــــــــك
الله الله سلــــــــــــــــــــــــــمت يمينك وهكذا عودتنا دائما علي الابدع وانت لاتقبل بغيره فقد اثرت فينا شئ من حتي وانت هكذا دومــــــــــــــــــــــــــا ادامك اللـــــه
بيننا دواما معينا لاينضب .

دمت عزيــــــــــــــــــــــز بصدق مني

الباشمهندس ابن خالى العزيز / بكرى
كل طائر مرتحل
قطع البحر..
حملتو ليك أشواقى الدفيقة !!
أسعدنى جدا حضورك يا غالى..وأعجبنى إعجابك بالنص
بالمناسبة أفتقدك كثيرا على صفحات الفيس !؟ فى إنتظار أن
أرى تألقك الرائع هناك !!
دمت لى..وكل عام وأنت بكل الخير

الشفيف/أبوشفق
كل عام وأنت بخير
استمتعت غاية الامتاع بهذا النص الجرئ الذى ذكرنى برائعة الطيب صالح موسم الهجرة الى الشمال وادهشتنى هذه اللغة الرائعة وقدرتك على تحريك الشخوص داخل النص وكانه مشهد مسرحى .وأشد ماأعجبنى استخدامك للغة الحوار العامية البسيطة التى تخل القلب بلا استئذان. وقد قراءت النص أكثر من خمسة مرات وفى كل مرة أكتشف متعة واثارة جديدة فى قراءته. فأنت مشروع قاص بارع وتمتلك الادوات والموهبة التى تجعلك من أعلام كتاب القصة والرواية فى السودان.اتمنى اتمنى اتمنى أن تواصل فى هذا الابداع الرائع وفقك الله
مع عميق محبتى
دوما أبوعامر

النورس ..المهاجر..أبو عامر
من خلف تخوم الشمس..أزجيك هدأة ليلنا السادر فى سكونه الآن..علها
تحيل نهاركم ظللا من الغمام..!!
صباحك أونهارك زين..إبن عمى الغالى..كل عام وانت بألف ألف خير..
وأنا أمتعنى جدا إبحارك فى النص ومفاجأتى بدرر لا ادعيها ..إنما هى من
رسم نقدك البارع ..أتقلدها كأجمل شهادة من أنبل قارئ هو أنت أخى الكريم
كن بخير وتحياتى لأسرتك الكريمة

أبوالخاتم يالله عليك يا أخي بصراحة أطعمت اعصابنا وأشعلت قش الروح ... وبالجد مرقتنا من وهدبة الحاصل وشكرن كثيرن بإهداءك لنا هذا النص الممشوق بشهوة الإغواء. )


عزيزى صاحب الكلم الجامح حد الجنون..أبوالخاتم
حضورك بمثابة إكتمال لإجازة النص ..لعلمى التام بسلامة ذائقتك وصدق أحرفك التى كنت أتهيب صمتها وأتوق كثيرا لبوحها كيفما أتت معى أو على
فسيكفينى فخرا أنك مررت عبر ما دونه قلمى واقترفته يداى !!..صراحة أعجبنى تناصك حد الإنشداه..قارئ مثلك يرغمنا على تمحيص ما ندعيه من أبداع ألف مرة فتنمو وترتفع عندنا حاسة التجويد والإنضباط..
كن بالجوار دائما أخى العزيز دافعا ومنيرا لشعلة القريحة فأضمن لى ولك
ضياءا يتيح لنا التوغل فى مسالك وعرة علنا نقطف من جواهر الأدب اعذبه
وأصدقه !!

أبوفدوىتحلقنا بعيداً فى المدى حساً وبعض من حراك للنداء الخافت
كالصهيل بلا نداء خيوط من دخان حبال للرغبة العمياء فى جوف الظلام )

الكائن ..الرقيق..الجميل..أبوفدوى
والله..والله..كثيرٌ على قلبى هذا التماهى ..تكاد مشاعرى تتفطر شجنا وفرحا
وشدوا يمازجه البكاء ...وزهوا قد يوقظ نزقى وغرورى..فما كتبته بحقى
وحق النص شهادة آيزو لها أكثر من ألف حد !!
صديقى العتيق..الحاضر الغائب..أُخفض لك جناح الخواطر تحنانا وأشواقا
إليك..ما أروعك ما أجملك..تدورفى ذهنى الآن ذكريات حميمة ومشاوير صاخبة و ضاحكة مشيناها معا أنا وأنت والأوغاد حمزة بابكر وعبدالحميد
كيلة وآخرين.!!
لك كل الحب ولى تواصل معك عبر فضاءات أُخر

المدهش دوماً ابو شفق
كل الروعة والإندهاش ماخده روعتها من حنينك وطعم عنفوانك ..
الملهم دونما أبو شفق :
أذهلنى ذلكم السرد الممتع الذى يحوى روعة خيالاتك و اندهاش صمت الحروف فى حضرت يراعك
عزيزى النص عباره عن مدن من الكلمات المموثقة فى حضورك
اجد الإحاءت فى تفاصيل الكلم وروحك الصوفيه الجميله تبعث فى النفس الاريحيه والسكون ! الأبدى الى الصوفيه السمحه ...
الناظر الى ذلكم النص يجد فيه المفرده المطوعه التى لا تتاتى الا من كاتب بقامتكم
لا ابالغ اذ منحتكم ذلكم اللغب
أخيراً وليس آخراً
لاتحرمنا من روعه حضورك وابداع يراعك
كن كما يجب أن يحلو لك أن تكون
يجدك وانت فى أحسن الاحوال
تقبل خالص مرورى
الأستاذ / ابو شفق

كاتب القصة القصيره ابوشفق
الاخوة المتداخلين
الاخوة اعضاء منتدى الدناقله
تحية الصحة والعافيه
اسمحوا لى وان يسمح لى ابو شفق ان اتناول قصة قصيره كتبها المبدع ابو شفق وهى موجودة داخل منتدى الدستور وهو خاص باعضاء لجنة الدستور فقط ولفائدة الاعضاء اطلب الاذن من صاحبها بطرحها فى هذا البوست

ونحن داخل اللجنة ولكسر روتين المواد والعقوبات وجفاف المواد طلبنا من الاعضاء خروجنا من هذا الروتين لحين . فادرج ابوشفق قصة بعنوان اذرعة


الى

النص والحكم لكم


أذرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة


وجدتنى أتسكع فى شوارعٍ لزقة تفوح منها رائحة المجارى..الفضاء رمادى اللون..الناس مثل الأشباح..أدلُفُ إلى مقهى تتصاعد منه أبخرة التبغ وسعال مدخنيه..أجلس حيث بالكاد أتنفس..يتسلل إلى مسمعى همس إثنين بجوارى :
الأول : كل من يملك أكثر من ذراعين يمكنه الترقى لأرفع المناصب
الثانى: يقولون للملك الآن سبعون ذراع ولوزرائه دونها بقليل يمدونها كيفما ومتى شاؤوا لخزائن البلاد وجيوب الرعية
يلفتنى فضولى حيث يجلسون..هالنى أنهم يلعبون النرد بأكثر من عشرة أذرع .!!!
أستيقظ من نومى فزعاً..فزعى يتضاعف إذ أكتشف برعما صغيرا لذراع آخر على كتفى !!
أهرول وجِلاً لشيخ المدينة الوقور أستفتيه فى أمر بتر هذا البرعم ...تصعقنى الدهشة حينما يسحب الشيخ من تحت عباءته ذراع ثالث يمسح به لحيته ..يتجشأ..ثم..يجيبنى باسما بمكر دعـــــــــه ينمو !!)

بقلم / محمد عابدين عبدالحفيظ

ال استاذ الرائع الامام
لك التحيه والاحترام على نقلك لهذاه التحفه.
الودود جداً أبو شفق لك كيمان ودُ وإشتياق أخى جميل جدا ماسطره يراعك
والادهش القيمه والرساله التى تناولتها فى هذه العبقريه الإبداعيه
لكم تحمل من لسان الحال ومأل الاحوال فى سودانا العزيز دوماً
تسلم جداَ على كل الحروف

الرقيق..الأنيق..طلال عبدالرحمــــــــــــــن
أحرف من ذهب وفيض من مشاعر دفيئة ما خطاه يراعك بحقى
أتمنى ان أكون أهل للقب (الكاتب) الذى طوقتنى به عزيزى طلال !!
أفتقد أنسك الجميل ... نديمى وجليسى الحبيب أنت ..
ملعونة هى الظروف وألف ألف ملعون من صنعها ودفعكم لهجرة
قسرية تتطاول بين لقائنا بكم كجدران أصم !!
لا أملك إلا الدعاء لك بالتوفيق والعود الحميد
محبك المشتاق / أناك وشقك الآخر

الجميل..عمدة تلال أم بسوت..أبوالأمــــــــــــــــــين
لك التحايا ما نبض القلب ورف الطرف
ياخى إنت فاجأتنى بالنص دة عدييييييييل كدة...تعرف ليه؟؟
النص دة الوحيد اللى أنا كتبته فى قصاصة من غير ما أنزلو فى
دفتر أحوالى المرهق شوكا ووردا بل والمراهق أحيانا !!..وكسلان
جدا من تفتيش القصاصة دى ..وكل ما أتذكره يجينى إحساس إنها
ضاعت منى !!..إنت عارف هسى أنا من فرط الدهشة والفرحة كتبت
النص أول حاجة فى الدفتر قبيل لحظات!!
بالجد كلمة شكرا قليلة فى حقك يا عمدتنا النبيل
مساك وكل لحظاتك هناء وروقان

النبيل ..الجميل
معلم الأجيال ..
أستاذى / الطيب
كلماتى تتقاصر عن محاذاة هامة علمك وقامة مكانتك الباذخة !!
أخجل من قول شكرا لك..لأنى أجدها لا توفيك حقك !!
لكنى أكثر من سعيد بتواصلك الحميم معنا وتواضعك الجم وهذه
هى خصال العظماء الأنقياء !!
دمت لنا بكل الخير... فلا تحرمنا من نصائحك وخلاصة تجاربك
إبنك المخلص / محمد

اخى ابوشفق : لا املك سوى ان اقول لك انك مبدع وتتلاعب بالاحرف حتى تصيغ مفردة جميله وهذة خاصيه لا تتوفر الا فى المبدع
شكرا لك اخى حرام ان تبقى هذة المواهب محبوسه بين جدران منتداكم الرلئع فالفضاء الادبى الخارجى اضحى خاويا من الابداع الحقيقى سوى من بعض صعاليق ومدعى الثقافه فى بلدى

ابن العم النبيل / أبوهمام
مرورك سرنى للغاية.. كلماتك الطيبة فى حقى روت روحى وقلبى بلسما
وجعلتنى أهتف بينى وبينى : كتب أبوهمام إذن أنا موجود !!
أشكرك على الدعم والتشجيع والمشاعر الصادقة.
وآسف جدا لتأخر ردى .لإنى لم أكتشف تعلبقك هذا إلا قبل لحظات
دمت بكل الخير