قصة جميلة
صفحة 1 من اصل 1
قصة جميلة
ﻧﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺟﺎﺭﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ، ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻷﻡ ﺗﺼﻌﻖ ، ﻭﻫﻲ
ﺗﺮﻯ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﻓﻼ ﺗﻘﻮﻡ ﻟﻠﺘﺮﺣﻴﺐ
ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺩﺭﺕ – ﺑﺮﻏﻢ –
ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﺴﻂ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺗﺠﺎﻫﻠﺘﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﺴﻂ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻠﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﺓ ، ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺑﺎﺳﻄﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻫﻮﻝ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻢ ﺗﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﺥ ﻓﻴﻬﺎ : ﻗﻮﻣﻲ ﻭﺳﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ
ﺧﺎﻟﺘﻚ ، ﺭﺩﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻻ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﻣﻬﺎ .!
ﺃﺣﺴﺖ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﺑﺤﺮﺝ ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﻭﺭﺃﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ، ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ ،
ﻓﻄﻮﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ
ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻨﻲ ﺯﺭﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻏﻴﺮ
ﻣﻨﺎﺳﺐ !
ﻫﻨﺎ ﻗﻔﺰﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ، ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪ
ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎ
ﺧﺎﻟﺔ .. ﻓﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻗﺼﺪ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻴﻚ ،
ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺭﻓﻖ ﻭﻣﻮﺩﺓ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ، ﻭﺩﻋﺘﻬﺎ
ﻟﺘﻘﻌﺪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ ﻛﻢ ﺃﺣﺒﻚ
ﻭﺃﺣﺘﺮﻣﻚ ؟ !
ﻧﺠﺤﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﻭﻣﺴﺢ ﺍﻷﻟﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺒﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ، ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ،
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻓﻲ
ﻭﺟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ .
ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﻣﻮﺩﻋﺔ ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ،
ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﺪ
ﺟﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﻟﺘﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ
ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻳﺪﻱ ﻣﻤﺪﻭﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﺗﻤﺪﻱ ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻲ ﻷﺩﺭﻙ ﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺗﺠﺎﻫﻚ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﺿﻤﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ، ﻭﻗﺒﻠﺖ
ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ .. ﻟﻘﺪ
ﺃﻗﺴﻤﺖ ﺇﻧﻚ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﺕ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ .
ﻣﺎ ﺇﻥ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻡ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ
ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﻣﻜﺘﻮﻡ : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺒﺒﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻳﺎ
ﺃﻣﻲ ﻓﺴﺎﻣﺤﻴﻨﻲ .
ﺭﺩﺕ ﺃﻣﻬﺎ : ﺗﻤﺪ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺗﺒﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﻙ ﻓﻼ
ﺗﻘﻔﻴﻦ ﻟﺘﻤﺪﻱ ﻳﺪﻙ ﻭﺗﺼﺎﻓﺤﻴﻬﺎ ؟!
ﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ !
ﺻﺎﺣﺖ ﺃﻣﻬﺎ : ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎﻓﺎﻃﻤﺔ ؟ !
ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ ﺗﻔﻌﻠﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .
ﺭﺩﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﺓ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : ﻳﻤﺪ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺪﻩ ﻓﻼ ﺗﻤﺪﻳﻦ
ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻴﻪ !
ﺻﺮﺧﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ
ﺇﻟﻲّ ﻭﻻ ﺃﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ
ﺃﻣﻲ .. ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻟﺘﺘﻮﺑﻲ .. ﻭﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﺘﺘﻮﺑﻲ ..
ﻭﺃﻧﺖ ﻻﺗﺘﻮﺑﻴﻦ .. ﻻﺗﻤﺪﻳﻦ ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻴﻪ ، ﺗﻌﺎﻫﺪﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺑﻪ . ﺻﻤﺘﺖ ﺍﻷﻡ ، ﻭﻗﺪ ﺃﺫﻫﻠﻬﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ .
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ : ﺃﻣﺎ ﺣﺰﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ
ﺃﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﺟﺎﺭﺗﻨﺎ ، ﻭﺧﺸﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻬﺘﺰ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻨﻲ ؟ ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﺃﺣﺰﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﺪﻙ ﻻﺗﻤﺪﻳﻦ ﻳﺪﻙ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : )) ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﺘﻮﺏ
ﻣﺴﻲﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﺴﻲﺀ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ .(( ﺭﻭﺍﻩ
ﻣﺴﻠﻢ .
ﻓﻬﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ : ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺴﻂ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ ﻣﺮﺗﻴﻦ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﺒﻀﻴﻦ ﻳﺪﻙ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻻ ﺗﺒﺴﻄﻴﻨﻬﺎ
ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ!
ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺩﺕ ﻋﺬﻭﺑﺘﻪ : ﺃﺧﺎﻑ
ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﻻﺗﺼﻠﻴﻦ ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺤﺎﺳﺒﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻭﺃﺣﺰﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺨﺮﺟﻴﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺨﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،
ﺃﻟﻢ ﺗﺤﺮﺟﻲ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺟﺎﺭﺗﻨﺎ .. ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﺃﺣﺮﺝ ﺃﻣﺎ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﻔﻮﺭﻙ ،
ﻭﺗﺒﺮﺟﻚ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺠﺒﺔ .!
ﺳﺎﻟﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺪﺭﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻱ ﺍﻷﻡ ،
ﻭﺷﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻓﺎﻧﺪﻓﻌﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻏﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ
ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻨﻮ ﺑﺎﻟﻎ ،
ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺩﺩ : )) ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ .. ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ
ﻳﺎﺭﺏ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻣﻦ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠـــــﻪ ((
ﻟﻘﺪ ﺭﺁﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ
ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻵﻥ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺗﻮﺑﺘﻚ ﻓﻼ ﻳﺮﺍﻙ ﺣﺒﻴﺒﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ
ﺗﺎﺋﺒﺎ , ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻓﻀﻴﻞ , ﻭﻣﻮﺳﻢ ﻛﺮﻳﻢ ,
ﻗﺪ ﻏﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ , ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻗﺪ
ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ , ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ
ﺑﺎﺏ ﺧﻴﺮ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ، ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻷﻡ ﺗﺼﻌﻖ ، ﻭﻫﻲ
ﺗﺮﻯ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﻓﻼ ﺗﻘﻮﻡ ﻟﻠﺘﺮﺣﻴﺐ
ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺩﺭﺕ – ﺑﺮﻏﻢ –
ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﺴﻂ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﺗﺠﺎﻫﻠﺘﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﺴﻂ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻠﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﺓ ، ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺑﺎﺳﻄﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻫﻮﻝ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻢ ﺗﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﺥ ﻓﻴﻬﺎ : ﻗﻮﻣﻲ ﻭﺳﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ
ﺧﺎﻟﺘﻚ ، ﺭﺩﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻻ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﻣﻬﺎ .!
ﺃﺣﺴﺖ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﺑﺤﺮﺝ ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ
ﻭﺭﺃﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ، ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ ،
ﻓﻄﻮﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ
ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻨﻲ ﺯﺭﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻏﻴﺮ
ﻣﻨﺎﺳﺐ !
ﻫﻨﺎ ﻗﻔﺰﺕ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ، ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪ
ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ : ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎ
ﺧﺎﻟﺔ .. ﻓﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻗﺼﺪ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻴﻚ ،
ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺭﻓﻖ ﻭﻣﻮﺩﺓ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ، ﻭﺩﻋﺘﻬﺎ
ﻟﺘﻘﻌﺪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ ﻛﻢ ﺃﺣﺒﻚ
ﻭﺃﺣﺘﺮﻣﻚ ؟ !
ﻧﺠﺤﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﻭﻣﺴﺢ ﺍﻷﻟﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺒﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ، ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ،
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻓﻲ
ﻭﺟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ .
ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﻣﻮﺩﻋﺔ ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ،
ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻳﺪ
ﺟﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ، ﻟﺘﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ
ﺗﻘﻮﻝ : ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻳﺪﻱ ﻣﻤﺪﻭﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﺗﻤﺪﻱ ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻲ ﻷﺩﺭﻙ ﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺗﺠﺎﻫﻚ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﺿﻤﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ، ﻭﻗﺒﻠﺖ
ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ .. ﻟﻘﺪ
ﺃﻗﺴﻤﺖ ﺇﻧﻚ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﺕ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ .
ﻣﺎ ﺇﻥ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻡ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ
ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﻣﻜﺘﻮﻡ : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺒﺒﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻳﺎ
ﺃﻣﻲ ﻓﺴﺎﻣﺤﻴﻨﻲ .
ﺭﺩﺕ ﺃﻣﻬﺎ : ﺗﻤﺪ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺗﺒﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪﻙ ﻓﻼ
ﺗﻘﻔﻴﻦ ﻟﺘﻤﺪﻱ ﻳﺪﻙ ﻭﺗﺼﺎﻓﺤﻴﻬﺎ ؟!
ﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ !
ﺻﺎﺣﺖ ﺃﻣﻬﺎ : ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎﻓﺎﻃﻤﺔ ؟ !
ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ ﺗﻔﻌﻠﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .
ﺭﺩﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﺓ : ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : ﻳﻤﺪ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺪﻩ ﻓﻼ ﺗﻤﺪﻳﻦ
ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻴﻪ !
ﺻﺮﺧﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ
ﺇﻟﻲّ ﻭﻻ ﺃﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ : ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ
ﺃﻣﻲ .. ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻟﺘﺘﻮﺑﻲ .. ﻭﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﺘﺘﻮﺑﻲ ..
ﻭﺃﻧﺖ ﻻﺗﺘﻮﺑﻴﻦ .. ﻻﺗﻤﺪﻳﻦ ﻳﺪﻙ ﺇﻟﻴﻪ ، ﺗﻌﺎﻫﺪﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺑﻪ . ﺻﻤﺘﺖ ﺍﻷﻡ ، ﻭﻗﺪ ﺃﺫﻫﻠﻬﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ .
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ : ﺃﻣﺎ ﺣﺰﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ
ﺃﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﺟﺎﺭﺗﻨﺎ ، ﻭﺧﺸﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻬﺘﺰ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻨﻲ ؟ ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﺃﺣﺰﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﺪﻙ ﻻﺗﻤﺪﻳﻦ ﻳﺪﻙ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : )) ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﺘﻮﺏ
ﻣﺴﻲﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﻳﺒﺴﻂ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻴﺘﻮﺏ ﻣﺴﻲﺀ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ .(( ﺭﻭﺍﻩ
ﻣﺴﻠﻢ .
ﻓﻬﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ : ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺴﻂ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ ﻣﺮﺗﻴﻦ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﺒﻀﻴﻦ ﻳﺪﻙ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻻ ﺗﺒﺴﻄﻴﻨﻬﺎ
ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ!
ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺩﺕ ﻋﺬﻭﺑﺘﻪ : ﺃﺧﺎﻑ
ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﻻﺗﺼﻠﻴﻦ ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺤﺎﺳﺒﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻭﺃﺣﺰﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺨﺮﺟﻴﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺨﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،
ﺃﻟﻢ ﺗﺤﺮﺟﻲ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺟﺎﺭﺗﻨﺎ .. ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﺃﺣﺮﺝ ﺃﻣﺎ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﻔﻮﺭﻙ ،
ﻭﺗﺒﺮﺟﻚ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺠﺒﺔ .!
ﺳﺎﻟﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺪﺭﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻱ ﺍﻷﻡ ،
ﻭﺷﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻓﺎﻧﺪﻓﻌﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻏﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ
ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻨﻮ ﺑﺎﻟﻎ ،
ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺩﺩ : )) ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ .. ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚ
ﻳﺎﺭﺏ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻣﻦ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠـــــﻪ ((
ﻟﻘﺪ ﺭﺁﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ
ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻵﻥ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺗﻮﺑﺘﻚ ﻓﻼ ﻳﺮﺍﻙ ﺣﺒﻴﺒﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ
ﺗﺎﺋﺒﺎ , ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻓﻀﻴﻞ , ﻭﻣﻮﺳﻢ ﻛﺮﻳﻢ ,
ﻗﺪ ﻏﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ , ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻗﺪ
ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ , ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ
ﺑﺎﺏ ﺧﻴﺮ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﻭﺳﻠﻢ
أحمد كسلا- العضوية البرونزية
- عدد الرسائل : 222
بلد الإقامة : السودان
الإسم الكامل : أحمد عبدالله إبراهيم أحمد
نقاط : 5523
تاريخ التسجيل : 19/07/2010
مواضيع مماثلة
» صور جديدة جميلة
» حكم و امثال جميلة
» بعض الاشياء التي لانراها جميلة ، لكنها كذلك
» عــــــــــــدنا ......ومعلومات جميلة
» نكتة جميلة جدا
» حكم و امثال جميلة
» بعض الاشياء التي لانراها جميلة ، لكنها كذلك
» عــــــــــــدنا ......ومعلومات جميلة
» نكتة جميلة جدا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى