وجوب صلاة الجماعة في المساجد

والله انه لامر محزن ان تري التهاون في اداء الصلاة مع الجماعة مع العلم بان الله تعالي ذكرها في كتابه وعظم من شأنها ولكن الناظر لمساجدنا اليوم وفي قريتنا بالدناقلة لايتجاوزون الصف والنصف سواء ف العتيق او المسجد الامامي -المدارس- والله يشهد علي ما اقول عند اقامة صلاة العصر في احد ايام العشر من ذي الحجة لم نتجاوز الست رجال مع العلم بان تلك الايام الاجور فيها مضاعفة فلماذا هذا التهاون بالصلاة وحتي المصلون هم اجدادنا فقط من تجاوزووا الستون وقلة ممن هم اقل عمرا هل لا نحتاج الي الله ؟ ام ان الصلاة ليست فرض عليهم ؟

هناك ادلة من الكتاب والسنة علي وجوب صلاة الجماعة في المسجد: قال تعالي :{ يوم يكشف عن ساق ويدعون إلي السجود فلا يستطيعون*42* خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلي السجود وهم سالمون }. وذلك يوم القيامة يغشاهم ذل الندامة والحسرة وقد كانوا في الدنيا يدعون الي السجود فامتنعوا منه مع صحتهم وسلامتهم فعوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة قال ابراهيم التميمي في تفسير الايه : انهم كانوا يدعون الي الصلاة المكتوبة بالاذان والاقامة. وقال سعيد بن المسيب كانوا يسمعون " حي علي الصلاة حي علي الفلاح " فلا يجيبون وهم اصحاء سالمون . وقال كعب الاحبار رضي الله عنه " والله ما نزلت هذه الايه الا في الذين تخلفوا عن الجناعة" ........
فاي وعيد اشد وابلغ لمن ترك الصلاة مع الجماعة مع القدرة علي اتيانها.....
ومنها قوله تعالي :{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } الشاهد قوله { واركعوا مع الراكعين} وهو نص وجوب صلاة الجماعة ..
ومنها قوله تعالي :{ وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخري لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم }. ووجه الدلالة من الايه ان الله اوجب اداء الصلاة في حال الحرب ، ففي حال السلم أولي ...
كما ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : (( لقد هممت أن آمر بالصلاة ، فتقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب ألي قوم لا يشهدون الصلاة _ يعني الجماعة - فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )). والحديث ظاهر في كون صلاة الجماعة فرض عين لانها لو كانت سنة لم يهدد تاركها بالتحريق ولو كانت فرض كفاية ، لكانت قائمة بالرسول صلي الله عليه وسلم ومن معه ..
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالي : ( ولم يكن ليحرق مرتكب صغيرة ، فترك الصلاة مع الجماعة هو من الكبائر ). وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رجلا اعمي أتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال ( يارسول الله ليس لي قائد يقودني الي المسجد وسأل النبي صلي الله عليه وسلم أن يرخص له أن يصلي في بيته فرخص له ، فلما ولي دعاه ، فقال هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال :نعم.قال فأجب )رواه مسلم وعن عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه أنه أتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال ( يارسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع وانا ضرير البصر شاسع الدر-اي بعيد الدار- فهل لي برخصةأن اصلي في بيتي ؟ فقال : هل تسمع النداء ؟ قال نعم . قال فأجب فإني لا اجد لك رخصة )) فهذا رجل ضرير البصر شكي ما يجد من مشقة في مجيئه الي المسجد وليس له قائد يقوده الي المسجد ، ومع هذا لم يرخص له النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاه في بيته فكيف بمن يكون صحيح البصر سليما لا عذر له ،،،،،،،، ولهذا لما سئل ابن عباس رضي الله عنه عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة ولا الجماعة فقال : إن مات علي هذا فهو في النار ثم تخلف عنه السائل شهرا فسأله فقال : ( هو في النار ).
فلولا ان صلاة الجماعة فريضة لم يحكم ابن عباس علي هذا الرجل الذي قد جمع بين هاتين العبادتين بالنار ..
وروي عن ابم عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعه عذر قيل : وما العذر يارسول الله ؟ قال خوف او مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلي " يعني في بيته. وعن ابن عباس ايضا رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( من سمع النداء ، فلم يأتيه ! لا صلاة له ، إلا من عذر))..
وقال ابو هريرة رضي اللع عنه : لأن تمتلئ أذنا ابت آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع المنادي ثم لا يجيبه..
وعن معاذ ابن انس رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال ( الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي إلي الصلاة فلا يجيبه )) رواه احمد والطبراني
وفي روايه الطبراني قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (بحسب المؤمن من الشقاء والخيبة أن سمع المؤذن يثوب بالصلاة فلا يجيبه))
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( من سره أن يلقي الله غدا مسلما _ يعني يوم القيامة _ فليحافظ علي هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادي بهن ، فإن الله شرع لنبيكم سننن الهدي ، وأنهن من سنن الهدي ولة أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي المتخلف في بيته لتركتم سنه نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، ولقد رأينا وما يتخلف عنها الا مناف معلوم النفاق أو مريض ولقد كان الرجل يؤتي به يهادي بين الرجلين حتي يقام في الصف - او حتي يجئ ألي المسجد_ لأجل صلاة الجماعة))