فياجرا الحشرات.. الجراد يعالج الأمراض ويزيد الطاقة

فياجرا الحشرات.. الجراد يعالج الأمراض ويزيد الطاقة
فياجرا الحشرات.. الجراد يعالج الأمراض ويزيد الطاقة


02-11-2014 10:54 PM


اقتناء المأكل والملبس لأي مجتمع من المجتمعات يخضع لقياسات الأعراف والثقافات السائدة، والمزاج والتفكير الجمعي للمجتمع المعني؛ وفي هذا السياق لا بد أن أن نشير إلى أن (الجراد) ورغم أنه من الأطعمة الحلال شرعاً في الإسلام، بنص الحديث الشريف: (أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ: الْجَرَادُ وَالْحِيتَانُ وَالْكَبْدُ وَالطِّحَالُ)، إلاّ أن أكل الجراد في بلاد السودان لا يحظى باستحسان عند كثيرين، وباستثناء بعض المناطق المتفرقة في أنحاء عديدة من السودان، ظل غالبية أهل البلاد لا يفضلون تناول وجبة جراد دسمة.
لكن موخراً انتشر شغف كبير بأكل وجبة الجراد المحمر والمشوي على الجمر، وراج ذلك رواجاً عظيماً حتى في قلب العاصمة الخرطوم التي باتت بعض أسواق أحيائها كما في الحاج يوسف وأطرافها الأخرى وبعض أسواق أم درمان، تتفنن في عرض شيّة (الجراد) المحمر بصورة جاذبة تبهر الناظرين إليه من المتسوقين والمتجولين حتى ولو من مسافات بعيدة، إذ تكتسي مناضد العرض بلون الجراد المشوي المائل إلى الحمرة فرط قليه وتحميره بزيوت الطعام المختلفة.
شحمان ومنزوع الدسم
في سوق الحاج يوسف، كان جلساً خلف مِنضدة معروض عليها (الجراد)، فتجاذبت معه الحديث إنه البائع العم حسن، الذي أكد لــ(اليوم التالي) أن الباعة في هذا السوق يجلبون الجراد من مدينة تندلتي بكردفان، حيث تكثر أسرابه في فصل الخريف. وأضاف: يتصف (جراد) الجبال بضآلة حجمه، فيما يتميز جراد القيزان بحجم أكبر (يعني شحمان). واستطرد: أعمل قرابة العشر سنوات في بيع الجراد وزبائني في ازدياد، وأن الزوار الأوربيين وغيرهم يستهويهم الجراد ويشترونه بشغف لتناوله.
ويمكن للجراد أن يحفظ مجففاً ليؤكل بعد أكثر من عام بعد صيده، ويصل سعر (الملوة) عشرين جنيهاً فيما تباع أقل زنة للجراد المحمر بخمسة جنيهات، وهي ربع (الملوة).
فوائد جمة
وفي السياق، كشف بائع في ذات السوق أن هناك طلباً كبيراً على الجراد في الأسواق المحلية والأسواق الخارجية خاصة المملكة العربية السعودية، وأشار إلى أن هناك مصدرين سودانيين ينشطون في تصدير الجراد من السودان إلى المملكة، خاصة وأن الجراد السوداني يلقى حظاً كبيراً من الإقبال والرواج وطلباً متزايداً في المملكة ودول أخرى، كاشفاً عن أن وجبة الجراد تعد علاجاً ناجعاً لـ(الروماتيزم)، وآلام الظهر، وتأخر نمو الأطفال، علاوة على قناعة البعض بأنه يقوم بوظيفة حبوب الـ(فياغرا)، حيث أنه (أي الجراد) يعالج العنة خاصةً لدى كبار السن، وينشّط الجسد، ويزيد من الطاقة والحيوية إذ يحتوي على مواد غذائية متنوعة لأنه يتغذى على كافة أنواع الأشجار.
من جهتهم يعتقد كثير من الذين يدأبون على تناول الجراد أنه يقيهم شرور العديد من الأمراض ويخفف من وطأتها، ويقلل من مضاعفات مرض السكر، وضغط الدم، هذا بحسب زعم (أبوعلي) شيخ ستيني، كان يشتري ويتخير أنواعاً من الجراد بسوق الحاج يوسف .
بيض كثير ودم قليل
إلى ذلك تتسق الفلسفة الشرعية مع الطبيّة والعرفية في أن أكل الجراد ميتاً لا يضر، لكونه يشابه السمك الذي يأكل ميتاً أيضاً، لكون بيضهما كثير ودمهما قليل، فكأنه لحم مذكى يعني مصفى من جزء كبير من الدم، وبالتالي خلوهما من الباكتيريا الضارة، كما يوصف الجهاز الدموي في الجراد وبقية الحشرات بأنّه نظام مفتوح وليس مغلقاً؛ وهذا يعني عدم احتفاظ الحشرة بالدم داخل أوعيتها الدموية، والدم القليل الموجود في الجراد غير مسؤول عن دورة الأوكسجين داخل الجسم، ويقتصر فقط على تبادل الغذاء بين أنسجته والجهاز الدوراني