الى الراحله المقيمه الخاله / الصبر عثمان

[h3]
رحلت عنا  وفى القلب حسرة على عدم رؤيتها ، لم ألتقى بها منذ فترة بعد وفاة زوجها العزيز ، لم اكن أعلم أنها كانت مريضه،   اليك الف رحمة  ، من منا................لا يعرف الخالة الصبر  ودورها الاقتصادى والاجتماعى الخطير فى قريتنا فى اواخر السبعينات واوائل الثمانيات القرن الماضى.
لعل كثير من الناس كان لا يدرك دور هذه المرأة العصامى فى ذلك التاريخ وهى تكد وتكدح لتربيه أبنائها وبناتها   ، كانت المورد الرئيسى لغذاء أهل القريه.............اوتذكرون اهلى الكرام ماذا كانت تفعل.
الخاله الصبر كانت تبيع الخضار واللحمه  الى اهل القريه بعد ان تجلبها من سوق المدينه ، كنا صغارا فى ذلك الزمن ، ونحن نذهب أحيانا لشراء الحاجيات منها ، كنا لانعرف مصدرا غيرها ، وكانت تبيع للجميع  بنفس طيب وسماحة طيبه ، ............البعض كان يملك المال لكى يشترى والبعض كان يشترى بالآجل منها.
لا تتضجر من الدين ، والكل يعلم حالة أهل القريه ، الكل كان مديون للخاله ، ولكنها كانت تبتسم بكل طيبه ، وهى تعلم انا تقوم بدور عظيم سوف يحسب لها بقيه العمر ، الم يقل رسولنا الكريم رحم الله رجلا اذا باع سمحا واذا أشترى ,اذا أقتضى ، هكذا كانت الخاله الصبر.
من اسمها تدرك معنى وصفات نفسها  ، تلك النفس الطيبه لامهاتنا فى القريه، فنحن لانقول لهم باسمائهن ، ولكن نقول الخاله فلانه والعمه فلانه  إحتراما وتقديرا لهن. لى علاقة خاصه مع الخاله الصبر فوالله الذى لا اله الإغيره كانت تربطنى بها محبه خاصه لا أعرف سرها ، كنت عندما أمر بالشارع وتكون هى جالسه فى زاويه الطريق الا واعرج واسلم عليها فى كفها ، وكانت تسالنى دوما عن صحه امى متعها الله بالصحة والعافيه عندما تركت الذهاب لجلب الخضار واللحمه.
وكم كان دورها عظيما وهى تواسينى فى فقدى الجلل أم همام ، فوالله تسالنى يوما بعد بعد يوما عن صحة اولادى وتدعو لى بالصبر والثبات،................. انها أمرأه متفردة ككل حال امهاتنا الكبار فى القريه  ، أمهاتنا فى القريه  بدأن يتساقطن الواحدة تلو الاخرى ، يرحلن عنا بكل هدوء ، ويتركن سوح دورهن خالى ، تشعر بالوحشه عندما تدخله ، وانت تدرك أن هنالك شيئا مفقودا، كحال ابائنا الكبار أيضا الذين رحلوا عنا وفى القلب حسرة عليهم.
أن القيم والفضائل التى يحملها اهلنا الكبار اصبحت فى تناقص وانحسار  بسبب رحيلهم الابدى عنا ،  فاصبحنا دون كبارا يا اخوتى ، راح زمن الحبوبه والجد ، واحسرتاه عل ابنائنا الصغار الذين لم يتمتعوا  بهذا النعيم .
اتعلمون ان قريتنا بها اكبر معدل وفياة فى المنطقه ، لا تدركون ذلك أذهبوا الى المقابر  وسترون كيف تمددت  ، حتى أضحى الموت عندنا شيئا عاديا كل يوم .
ولنا عودة فى هذا الموضوع عندما نتحدث عن قاتل النساء أوقاتل نساء قريتنا ، اللهم أرحم الخالة الصبر وكل من رحل عنا الى دارة الابدى ,اجزها خير الجزاء وخير الاحسان وأبدلها دارا خيرا من دارها  أميييييييييييييييييييييييييييييييييين يارب
أبوهمام

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
كلمات العزاء كلها مؤلمة، ولا تصمد إزاء فقد الاخيار الاعزاء.
اعزي نفسي واياكم في وفاة العمة الصبر ونسأل الله الكريم ان يكرم  ضيافته لها و يلحقها بالصالحين وينزل عليهـــا الرحمات والمغفرة...لقد كانت سمحـــة الخصال والسجايا ومثال للمرأة الكادحـــة, نذرت قلبها وضميرها للإيثار ولصلة الرحم في الأهل والأنساب والجيران والأصدقاء،
واحسنت معاشـــــرة الناس بالمعروف والكلمة الطيبة وفي مجلسهــــــا جمعت القلوب علي المودة والتسامح والتصافي.
إلى دار الخلود العمة الصبر في كنف رحمن رحيم، فإن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.