علقات وتوبيخات لا تنسى (1)

من حكم الله على عباده ان من عليهم بذاكرة حديديه تختزن آلاف الاحداث والاشياء ، ذاكرة لن يستطيع البشر ان يتوصل الى أمكانياتها ، بل عجز عن اصلاحها ، ذلك  من نعم الله الكثيرة على عباده ، أقول هذا القول وتعلق بذاكرتى أشياء من الطفولة  لا تنسى ، رغم مرور أعوام عديده على ذلك ولن اقول السنوات حتى لا تصفونى بالكبر  ، ونحمدالله أن من علينا بهذا العمر
العلقه الاولى:
لا أعرف التاريخ بالضبط ولكن حينها كنت طفلا صغيرا  قد أكون قد دخلت المدرسه الابتدائيه  أو لا اكون ، لكن لان الحدث كان مرتبطا بألاجازة الصيفيه ،  نادت على والدتى متعها الله بالصحة والعافيه من الصباح  لكى اقدم الغنم الى الدكه  ، طنطنت عدة مرات  ومحتجا عدة مرات على ذلك الامر ، فيجب أن يذهب غيرى وغيرها من عبارات الطفوله ولكن فى النهايه رضخت الى الامر.
كان سبب أحتجاجى فى ذلك ان تفكيرى منصب الى الذهاب الى الدافورى ولعب كرة الشراب مع رفقاء الطفولة ، على العموم  تقينت انه لامناص من الذهاب مع صرخات الوالدة وتهديدها ووعيدها بالضرب ، ورضخت  ، لا اذكر عدد غنيماتنا بالضبط ولكن عدد لا باس به فى ذلك الزمن الجميل ، كن على الاقل يكفين البيت من شراء اللبن ، ذلك الحال فى بقيه انحاء القريه ، فتربيه الماعز كانت جزء من النشاط الاقتصادى المنزلى  فى ذلك الزمن .
انطلقت بالاغنام فى سرعه فائقه حتى اصل الى الموقع الذى كان يقع فى منطقه الجزارة وبين الشايقيه ، كانت المساحة خاليه فى ذلك الزمن ، لاتوجد مبانى كثيرة ، وأنا على ذلك الاسراع  اجرى لا أنظر لمن خلفى ولا على من أمامى ، وعندما وصلت الى قرب المكان ، وجدت شيخ كبير يقود اغنامه بهدوء وتأنى كأنه يتحدث اليهن ولا يزجرهن لبطئهن .
وعندما مررت بالقرب منه وبتلك السرعه الفائقه جفلت اغنامه وتشتت فى المكان ,اصبحن كل على حدا ، اشتاط الرجل غضبا من سلوكى هذا  ، ونادى على  ولم التفت له  ، بل اسرعت خطاى الى مكان الدكه  ، وأقول فى نفسى ماذا يريد هذا الشيخ منى ، ......... ولكن عندما وصلت المكان  كان كثير من الناس ينظرون الى وهم يسمعون صرخات ذلك الرجل  ، وهمهمت بالانطلاق غافلا الى مكان الدافورى الذى كان يسيطر على مخيلتى فى تلك اللحظات ،وأنا اسمع صرخات ذلك الشيخ ياولد تعال ...... يا ولد تعال ..... ده وليد منو ، لم القى له بالا فى تلك اللحظات ، وانطلقت اطلق ساقى الى الريح علنى أجد مخرجا من صيحات ذلك الشيخ .
وأنطلقت ، فاذا بعدة ارجل تنطلق خلفى ملبية نداء ذلك الشيخ للحاق والقبض على بتهمه لا أعرف سببها فى ذلك الوقت، بعد عدة جولات وصولات من الجرى  والمحاورة  بين الارجل  تم القبض على  وتم تسليمى لذلك الشيخ ........ وبعد عدة كلمات وهمهمات منه  لا اذكرها بالضبط ولكن اذكر شيئا واحدا فقط ....... انت ولد منو....... اجبت على سؤاله أنا ولد فلان وأخذت عدة اسواط من عصاه التى كان يهش بها على غنمه  ..... وبكيت لتلك العلقه الساخنه .......
وغفلت راجعا الى بيتنا ....  وفى نفسى حرقة والم من تلك السياط التى اخذتها دون جريره فى نظرى ، وحكيت لامى ما حدث من ذلك الشيخ الوقور  وضحكت  ولم تقل سوى كلمه واحدة  كان ما عملت غلط ما كان دقاق( إى ضربك) ،  لم تسالنى من ضربك ,اسمه منو بل سألتنى عملت شنو .
علمت فيما بعد العلقة الساخنه ان ذلك الشيخ هو الوالد احمد ودمحمود ، رحمه الله رحمة واسعه كان أبا للجميع. اها يا جماعة الزمن ده يمكن يحصل الحصل ده