مطوية شكروامتنان للقامة عمر محمد احمد صديق

الأستاذ عمر محمد احمد صديق

التحيات النواضر لك ولكل أفراد الأسرة
كل العمل والمجهود الذي قمت به استاذي عمر اصبح ملك التاريخ ، وكل تلاعب به ، أكاديميا كان أم عشوائياً مرفوض رفضا باتاً ، وسيرذله القارئ الواعي قبل أن يرذله التاريخ نفسه ، العبث به بسبب ضآلة ما سيوقع صاحبه في لعنة .
تراكم الكلمات وإسقاط الحروف داخل النصوص مجازا يكون وصف إسترسالي ولكن عندما يقوم الأنسان بحرق طاقاته لخلق عمل توثيقي خدمي وإبداعي توصف الحالة هنا بالتسامي الشفيف بالمنطوق العلمي البحت . تابعت بتشوق شديد خطاك التي بدأتها في إنتاج عمل توثيقي ثقافي لهذه القرية وكنت أخاف عليك من تإثير منعطافات هذا الطريق الشاق ولكن بالفعل تكللت مجهوداتكم بالنجاح في خلق مؤسسة توثيقة محلية ، لانه فعلا بدونه لا تطور لا تقدم لا حضارة ولا ثقافة والأمر الذي يقلق حقا هو غياب التوثيق عن أهتماماتنا والفهم العميق لاهميته على مجتمعنا.
التوثيق للأنساب هو معيار صحيح لقياس تطور المجتمع ومن أهم الأدوات وأكثرها فاعلية في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية والتأثير عليها. والذي قمت به أستاذي عمر هو إثراء غير مسبوق في صيرورتنا التاريخية لأنه يرمي إلي تنامي الوعي لدى الأجيال ومساعدتها في تنشئة مرتفعة القامة ، صلبة العود فخوره بانتمائها الوطني والحضاري لآننا بعد هذا التوثيق نرى الترابط العضوي الكامل بين القديم والحديث . إن غياب هذا الجانب في حياتنا هو بمثابة إشارة حمراء للواقع المتهاوي وإن أي مجتمع بدون مرجعية من السهل جداً هزيمته وتفسيخه وعزله عن محيطه الطبيعي …. وجعله مجتمعا يعيش فقط على وشوشة الذاكرة ، وكيف ينفعنا تاريخنا وإرثنا إذا كنا غير قادرين على جمعه وتدوينه . وأنا أرى بأننا في صراع دائم ومتواصل لان واقعنا يتغير للأسوأ ويجب أن نستغل التطور الذي حدث لتعميق الإنتماء إلي الجذور وأن لا تسيطر علينا عقلية التخلص من القديم الذي اضحى الإنتماء إليه ضرب من ضروب الإستهتار به .
فلك كل الشكر والتقدير على مجهودك الجبار
وينوبك ألف ثواب
عثمان أحمد صالح
أبو الخاتم
الدوحة 23/10/08

لك التحايا ولك القدير والإمتنان أخي عثمان على كلماتك الطيبات ومفرداتك السامية الرفيعة في شخصي وتجاه جهد يتضاءل أذا ما قورن بعظمة أناس أحصيت وصنّفت أنسابهم في مصفوفات ومشجرات. والحق أقول أنه ما كان لهذا السفر أن يرى النور لولا عظمة أناس ذوي بصيرة نافذة وعلى راسهم والدكم المرحوم أحمد صالح الذي خلف أهم عمل توثيقي كان القاعدة التي بني عليها هذا الجهد, ذلك كان التسجيل الصوتي الذي أجراه مع الوالد محمد أحمد حمزة عام 1962. أتفق معكم على أهمية التوثيق في مختلف مناحيه وضروبه, وفي هذا الصدد دعني أنقل هذه الواقعة للاخوة والأبناء حتى نقف جميعا على أهميته ولإدراك أن البريطانيين المولعين به أهتموا بدقائقه: زرت قبل أسبوعين جامعه دارام Darhamفي شمالي انجلترا وهي تحوي أهم أرشيف عن السودان جمعه الموظفون البريطانيون الذين عملوا في السودان كل من مما إقتناه لنفسه, ومما لفت أنتباهي تذكرة دخول للسينما يرجع تاريخها للعام 1943 وقائمة مأكولات menu لحفل اقامه الحاكم العام في الأبيض عام 1933 أحتوت القائمة على طبق الكافيار, هذا بالإضافة للخطابات والمذكرات الشخصية التي تشكل توثيقا من أناس عاشوا وخلقوا الأحداث في تاريخ السودان الحديث. لقد أذهلني هذا الأرشيف بتنوعه وغزاته وبساطته وصار قبلة الباحثين في الشأن السوداني. هذا يا أخ عثمان ما نفتقدة في مجتمعاتنا ولذلك تحمست كثيرا لتوثيق أعمال عمكم شاعرنا الفذ إبراهيم الفكي صالح. توثيق الأنساب رغم أهميتة الاّ أنه لايغن عن توثيق المناشط الأنسانية الاخرى لأهل القرية على وجه الخصوص والمنطقة والسودان عموما, والعمل التوثيقي كما ذكرت يا عثمان ليس بالسهل يحتاج لعزائم لا تلين وصبر لا يهين ولذا تجدني أشجع الناشئة من أبنائنا على إختبار أي موضوع يهم القرية ويبحث فيه ويستعين بشهود العيان واللاعبين الاساسيين من شيوخ القرية. عرفنا فيما سبق أن التاريخ يحفظه الأجداد لكننا لم نعرف ان التاريخ يكتبه الأبناء والاحفاد علينا الآن أن نخلّف للأجيال اللاحقة أعمالا مدونة مكتوبة. أخيرا لك أخي المودة والإحترام والإجلال.