دور المرأة التربوي بين الأمس واليوم

دور المرأة التربوي بين الأمس واليوم
بالأمس كانت المدرسة.. الحبوبة .. الأسرة الممتدة ركائز ترتكز عليها حواء في مسيرتها التربوية لابناءها . واليوم بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة ذابت أو تكاد تذوب فيها الحدود الثقافية والاجتماعية، وما صاحب ذلك من تقدم تكنولوجي ليس له مثيل في أي عصر من العصور الماضية، وانعكاس كل ذلك على تربية وتنشئة الأجيال القادمة فهل تعي حواء مسؤوليتها التي تضاعفت وتعاظمت في القيام بدورها كمربية ؟.. وعلى ماذا ترتكز ؟.. وما مدى فهمها لدورها إذا أخذنا في الاعتبار المشكلات التي تواجهها لما ذكرناه .

جدية أم لأربعة أبناء تقول : رغم أني من الأمهات العاملات فإني أعي دوري تماما فالمسئولية أمام الله قبل أن تكون أمام المجتمع وتربية أبنائي أمانة وتقصيري يعني لي الخسران في الدنيا والآخرة والمشكلات اليوم والتقدم الهائل إن تفهمناهما وتعاملنا أمام ذلك بمسؤولية سوف تكون الإيجابيات أكثر من السلبيات مما يضمن لنا أبناء تربوا تربية متحضرة ومسؤولة في نفس الوقت .

* والسيدة تهاني تقول : دورنا الآن في التربية تضاعف وأنا أبذل جهدي وأرتكز في تربيتي على ما ورثتاه من قيم طيبة وأخلاق، أستصحب بعد ذلك حديث النبي صلي الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم ومسؤل عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ) ورغم التعقيدات التي تصاحب الحياة اليوم إلا أني أرى ملامح التوفيق في تربية أبنائي .

* إبتسام علي طالبة لم تتزوج بعد ولكنها تقول :إن اختياري لزوجي سوف يساعدني في تربية أبنائي فالزوج الخلوق الواعي لدوره كاب يكون بمثابة السياج الذي يحمي أبناءه من مشكلات الخارج والداخل ثم لا تنسي ديننا الحنيف الذي نركز عليه في كل أمور حياتنا هو بمثابة الحصن المنيع الأمن بالنسبة لما ذكرتي من آثار استخدام التكنلوجيا ويستفيد منها أبناءنا إذا وضعنا في الاعتبار أن التربية السليمة المعافاة تحمي الإنسان في كل مراحل حياته .

* أم الهادي أم وطالبة في نفس الوقت قالت لنا: أصدقكم القول بأني مقصرة في حق أبنائي قليلا رغم إني وأبيهم نوفر لهم كل احتياجاتهم التي تناسب عصرهم وأعمارهم، لديهم (شغالة) تقوم بمهام الأم عند غيابها.. ألعاب كمبيوتر.. معلم للدروس الخصوصية.. إني أحاول سد فجوة غيابي بقدر المستطاع .

* أما أم عبد الله فتقول: التربية أمانة وأداء المرأة لهذه الأمانة يتوقف على مدى فهمها لدورها كأم مربية، وكلما كانت المرأة واعية ومتفهمة كلما أدت دورها بطريقة جيدة خاصة إذا علمنا أن الأب اليوم أصبح كثير الغياب عن بيته تاركا لحواء عظيم المسؤولية، وأنا أحاول أن أغرس في أبنائي كل ما هو طبي وله النفع في حياتهم، لكن أوجه نداءا للمؤسسات التربوية.. فدور حواء بالأمس ليس هو دورها اليوم، فالمسؤولية عظمت وتضاعفت في عصرنا الذي يتسم بالسرعة المدهشة لذا على هذه المؤسسات أن تقوم بدورها التكاملي مع الأسرة والمجتمع فالتربية عمل متكامل..

* منال أم لفتاتين شكت لنا أنها تعيش في صراع دائم ما بين تربيتها لبناتها باعتبارها أما، وبين ما يحيط ببناتها ويتدخل في تربيتهن وتقصد بعض وسائل الأعلام غير الهادفة، وتضيف إلى ذلك : الانترنت والدخول على الشات لفتح مجال للتعارف بين بناتها وفتيات من جنسيات أخرى .

* الأم سميرة محجوب تقول: أثّر التقدم التكنولوجي في كل المجتمع، علينا كأمهات أخذ ما ينفعنا وتوظيفه في تربية أبناءنا.. يجب أن نأخذ ما يفيد وندع الغث الرخيص ونستصحب أخلاقنا التي توارثناها عن أمهاتنا وحبوباتنا اللائي تلاشي دورهن الآن .

* نجوى تقول: كوني أم فتاة واحدة فقط ذلك يجعلني أوفر لها ما تريد من متطلبات حياتها لكني لا أنسى مسئوليتي تجاهها فأنا أبذل جهدي في ترقية أخلاقها وسلوكياتها حتى تستطيع أن تواكب عصرها وتتصرف بطريقة سليمة إذا ما واجهتها أي مشكلات.

* أم تحسين موظفة اختتمت لنا استطلاعنا هذا بقولها: لدي بنتين وولد وتربيتي لهم لا تتوقف عليّ أنا فقط، فأنا وزوجي اتفقنا منذ البداية أن تكون كل المسئوليات مشتركة بيننا لأني موظفة أقضي بعض الوقت خارج المنزل، ونركز في تربيتنا على جلوسنا كل ما أمكن مع أبناءنا ومعرفة مشكلاتهم وتوجيههم إلي ما ينفعهم مستصحبين أننا سنربيهم على ما تربينا عليه من قيم وأخلاق ساهمت في حمايتنا نحن وسوف تحمي أبناءنا إن شاء الله .

الكاتبه السودانيه:سكينه الرشيد

منقول من شبكه المشكاه الاسلاميه