نحلم مع أبنائنا ببيئة مدرسية مثالية

بسم الله الرحمن الرحيم
نحلم مع أبنائنا ببيئة مدرسية مثالية
د. عبد المحسن بدوي محمد أحمد

كلّما أشاهد برنامج ( خواطر ) والذي يبث عبر إحدى القنوات الفضائية العربية وهو برنامج يعتمد على تقديم مقارنات عملية بين مايحدث في اليابان وفي دولنا العربية والإسلامية فى كافة ضروب الحياة العصرية00 أتذكر حال مدارسنا والذى قطعاً لايرضى أصحاب الطموح والهمم العالية من المسؤلين والتربويين فى السودان .. فى هذا البرنامج شاهدنا قيم سلوكية و تعليمية تمشى بين الناس فى مؤسسات اليابان التعليمية ... فالأطفال في اليابان يتمتعون ببيئة تربوية راقية وبمواصفات مبانى مدرسية تراعي إحتياجات الطلاب الفعلية مع إهتمام إدارة المدرسة بالمساحات الخضراء والألعاب التربوية التي تفتح أذهان الطلاب للإبداع والإبتكار والتمييز مع تنمية قدرات الطلاب فى المجال الطوعى 00 فالتعليم فى اليابان مربوط بالمهارة ربط الخاتم بالمعصم .. أما أطفالنا الأحباء فى مدارسنا فنحن نبحث معهم الأن عن سقف خرصاني يقيهم من أخطار الطبيعة ودائماً مايعجز الطلاب من الوصول إلي مدارسهم بسبب الامطار الموسمية وإذا وصلوا فلايجدون مايجلسون عليه خاصة في مدارس الريف السودانى مع إعترافنا بأن هناك مجهود مبذول من وزارة التربية ينقصه سعة المال والبرمجة السليمة .. والسؤال الذى نطرحه من خلال هذه المساحة هو 00 هل وضعت وزارة التربية والتعليم السودانية معايير ومواصفات للشكل النموذجي لمبانى المدارس فى السودان من حيث مساحة المدرسة وشكل الفصل ومحتوياته ومكاتب الأساتذة والعيادات الطبية مع مراعاة بناء قاعات دراسية متعددة الإختصاصات وتوفير الماء الصالح للشرب بالمدرسة بصورة دائمة مع إنشاء دورات مياة بشكل حضاري يراعى سن الطلاب وبيئاتهم المختلفة00 مع إشراك الطالب في عملية زراعة وتنسيق الحدائق المدرسية .. مع تمكين المدارس الحكومية من تنمية مواردها الذاتية لدعم الاساتذة والطلاب المحتاجين والفقراء .. وإذا كانت هنالك مواصفات موثقة ومعترف بها00 هل يتم تصديق المدارس الخاصة وفقاً لهذه المواصفات ؟ وهل هناك مدرسة شيّدت بهذه المواصفات لتكون نموذج لأصحاب المدارس الخاصة يمكن الإقتداء به 00 وقد زرت مدارس خاصة وجدت فيها الطلاب محشورين كالطيور فى الأقفاص ولامكان لممارسة أدني نشاط مدرسي أو رياضى فيعامل الطالب كاللعبة التى تملأ لتدور على نفسها من غير هدى ولاهدف واضح .. إذن ماذا ننتظر من هؤلاء الطلاب مستقبلاً ؟00 والمصيبة أن الآباء يدفعون بسخاء لمثل هذه المدارس ولايسألون عن الخدمات المقدمة لابنائهم نظير المال المدفوع وهو ليس بالقليل إطلاقاً.. وهل المدرسة فقط كراسى وأقلام وكتب أم أن هنالك مضامين تربوية عميقة ننتظرها من الأساتذة تجاه أبنائنا الطلاب والذين فقدوا بصورة واضحة الموجه والمربي المهتم بالسلوك وأصبحوا يتعاملون مع أشخاص همهم الأكبر كنز الأموال بدون مقابل تربوي00 واضح فتدهور مستوى الطلاب وتلاشى السلوك التربوى المميز عند معظم الطلاب إلا ما رحم ربى .. إذن حالنا يغني عن سؤالنا ونحتاج فعلاً إلي مراجعة جذرية سريعة ومتقنة للتعليم بالسودان خاصة فى مرحلة الأساس وذلك إعلاء للجوانب التربوية بدلاً عن التعليم التجاري والذي لايسمن ولايغني عن جوع ودونكم مخرجاته الواضحة.
نريد مدارس تغرس فى الطلاب حب العمل كقيمة أساسية ومحورية 00 مذكرة إياهم بأن نبى الله داوود كان يأكل من عمل يده 00 ومن الحلول العملية التي نطرحها من خلال هذه الإطلاله .. دراسة واقع مدراسنا بالعاصمة والأقاليم من ناحية المباني والمعانى والمناهج الدراسية 00مع وضع نموذج هندسى لمدارس حديثة تفي بحوجة الطلاب التربوية والتعليمية مع الإهتمام بالأساتذة والعاملين وتمليكهم أدوات إنتاج تعينهم على توفير أبسط حاجاتهم الحياتيه مع تدريب الأساتذه لقيادة الطلاب تربوياً وغرس القيم النبيلة فى عقولهم 00قيادة قدوة تجعل أطفالنا قران يمشى بين الناس .. يمكننا بعض ذلك طرح برامج لرعاية هذه المدارس بصورة دائمة كما يرعى بعضها كرة القدم والتى لم يرض عنها المشجع السودانى حتى الأن رضاء ً تاماً 00 ونأمل من هذه المؤسسات التخطيط لإعادة بناء وتأثيث المدارس الحكومية لتليق بشباب المستقبل والذين ينادونهم فى اليابان وهم أطفال من قبل أساتذتهم بالسيد( فلان) إمعانا فى الاحترام لبناة المستقبل ويمكن لهذه الشركات بعد ذلك الإعلان فى الحوائط الخارجية لهذه المدارس وتكون هذه الرعاية بدلا عن السيارات التى تقدمها الشركات كجوائز عينيه حرّمها مجلس الإفتاء الشرعي .. فهل من إذن صاغية نأمل فى إستجابة سريعة0 والمقترحات والبدائل موجودة